الجميع يريد الإصلاح,لكن هل الجميع لديه الرغبة في إصلاح ذاتهم وتحريرها من عقدها وتراكمات ماضيها المؤلم ؟علينا أن نتحاور ونتكاشف ونتصارح ثم نتصالح مع ذاتنا,الإصلاح لا يتحقق بالكلام فقط بل يحتاج لترجمة فعلية على ارض الواقع وبما يمس القرارات التي لها علاقة جذرية بحياة المواطن اليومية التي حفظ كرامته وتعيد هيبته,لكننا نريد ثورة للإصلاح ومن نوع آخر يارئيس الوزراء ,ثورة تكمن بدراسة تحليلية يتبناها علماء الاجتماع والنفس لمعرفة ما لذي حل ودفع بالمجتمع لأن ينتهج هذه السلوكيات والأفعال التي تحولت لثقافة مجتمعية ؟ بمجيء مفردات القتل والنهب والسلب وألرشوة والابتزاز,ونهب المال العام في وضح النار دون خوف وتردد من العقاب ,وأشاعه المحسوبية بتفضيل شخص ما وجهة معينة على حساب آخرين دون أن يكونوا مستحقين لها ,والعمل بالمحاباة ,وفساد مالي وأداري يؤثر تأثيراً كبيراً على النواحي الاجتماعية يؤدي إلى خلخلة القيم الأخلاقية وللإحباط وانتشار اللامبالاة والسلبية بين أفراد المجتمع، وبروز التعصب والتطرف في الآراء وانتشار الجريمة كرد فعل لانهيار القيم وعدم تكافؤ الفرص,والشعور بالظلم لدى الغالبية مما يؤدي إلى الاحتقان الاجتماعي وانتشار الفقر مخلفاً الحقد بين شرائح المجتمع لغياب العدالة الاجتماعية وقول سيد الحكماء علي ابن ابي طالب (ع) {لو كان الفقر رجلاً لقتلته } وانتشار وزيادة حجم المجموعات المهمشة والمتضررة وبشكل خاص الكفاءات والشباب الذين هم متكئ بناء الحكومة ,وأرامل وأيتام وأمهات ثكلى ,وقيم دخيلة يريد لها التطبيع في أن يتعايش اللص مع صاحب البيت لا تمت بصلة لأي خط من الاحترام والتقدير, فقد تحدثت مع أحد الزملاء في العمل ,عن الأمانة والإخلاص والوفاء بالعهد ,فأبتسم لي قائلاً :هذا جان زمان اليوم الموضوع ما يخضع لمقاييس الصفات الطيبة ,المقياس هو وين المصلحة نروح ورآها العديد أيدوا ما تحدث به ,يبدو أن هناك ثقافة جديدة تضاف لثقافات جديدة اعتنقتها الكثير من افراد المجتمع ,وتحولت لسلوك عملي يعمل به ,تحت عناوين ومسميات عديدة ,عناوين تنتزع الأخلاق والقيم السامية ,واستبدالها بقيم ضحلة , أنني أخشى من الاستبداد الذي تحدث عنه المفكر الراحل عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد بقوله :الاستبداد يقلب الحقائق فى الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مُطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد، والخامل المسكين
صالح، ويُصبح – كذلك- النُّصْح فضولا، والغيرة عداوة، الشهامة عتوّا، والحميّة حماقة، والرحمة مرضا، كما يعتبر أن النفاق سياسة والتحيل كياسة والدنائة لُطْف والنذالة دماثة .
أن علم الاجتماع هو الذي يهتم بدراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية ,وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات, يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية؛ وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولين في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشري في كافة أنحاء حياتهم ,وهناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي ,تساعد نتائج البحث الاجتماعي قادة المجتمع من أكاديميين، خبراء تربية، ومشرّعين، ومديرين، وسياسيين وغيرهم ممن يهتمون بحَلّ وفهم المشاكل الاجتماعية وصياغة سياسات عامة مناسبة ,نحتاج دراسة من المختصين بالاجتماع والنفس تعرفنا لماذا هذا القتل الذي أصبح جزءاً لايتجزء من حياتنا اليومية ؟لماذا يتآمر الجار على جاره لقتله لمجرد انه من هذا المكون أو من تلك الطائفة أو لمجرد الاختلاف في وجهات النظر ؟دراسة نعرف من خلالها حقيقة هل ان فعلاً دوافع الأجرام كانت متجذرة في نفوس القتلة وخرجت للنور بعد أن تهيئة الظروف الملائمة لهم وهم يتلذذون بذبح وتقطيع الإنسان لأشلاء متناثرة الذي جمله الله في بطن أمه تسعة أشهر بأحسن التقويم ؟دراسة توضح لنا لماذا السرقة أصبحت شجاعة وقوة يحتذى بها وهي سلوك منحرف لا يقوم به الا المنحرفون ؟أين قيم الصدق والأمانة والوفاء بالعهد في واقع كنا نعيشه وهناك ظاهرة التقارير والتآمرهو سيد الموقف للوصول على مبتغى المرء ؟نحلل كيف انتشرت الشخصية السادية بين صفوف المجتمع لنجد هناك من يستمتع بالإلحاق الأذى بالناس بدم بارد ليمارس غريزته الحيوانية ؟دراسة أين ستوصلنا الازدواجية في قراراتنا وأفعالنا ونحن مطالبون بتحديد موقفنا والنزول من على التل ؟دراسة تعطينا نتائج وتوصيات كيف يمكن لنا عبور هذا المد النفسي وأغلاله وقيوده المسيطرة علينا ؟ لايمكن أن يكون القاتل والمقتول في النار ,أوليس الجنة منتهى الكمال العقلي ,ولا يلتقي فيها متناقضان ,كيف تضم ظالم ومظلوم ؟نحتاج لمختبر نضع فيه أفكارنا ورؤانا وتصوراتنا نهذبها ونشذبها ونقومها بالشكل الصحيح قبل أن نخرجها للمجتمع لترى النور.