الشباب العراقي الواعي اليوم يقف أمام فرصته التأريخية الحقيقية في التغيير ومسك زمام المبادرة والأندفاع الصادق خلال مسيرة حشده العظيمة اليوم في ساحة التحرير وخروجة بهذه التظاهرة الكبيرة ووقوفه بكل قوة وحزم بوجه الفساد المتلبس بالدين ورفض التخلف والتخاذل والتراجع بكل مسمياته التي افرزتها السياسات المنحرفة لحكومات الأحتلال البغيض ورموزه الطائفية بأنواعها التي شتت البلاد والعباد ومزقت اللحمة الوطنية وسرقت مستقبل أجيالنا وهي تحاول عبثا ان توقف هذا المد الشبابي العراقي الاصيل الذي خرج من عمق بغداد ليصل الى أقصى جنوبها بجنون الأنهيار العاطفي وثورة الوعي المدرك لحقائق الأوضاع المتردية التي أصلتنا الى هذا النفق المظلم بتراكم الأزمات وأنعدام الخدمات والفشل التام للوضع الأمني وظهور طبقة سياسية مترهلة مترفة لاتهمها غير مصالحها الشخصية وتوابعها وهي تحاول جاهدة ان توقف هذا المد العارم لشبابنا بشتى السبل والوسائل المعروفة حين حاولت بالأمس تشويهها ولصق التهم المجانية الجاهزة بها والتي مللنا سماعها وهي اليوم تحاول أن تحتويها وتتبنى مطالبها لأنتشالها وتغيير مسارها نحوتوجهاتها المشبوهة وعندما تفشل في هذا التوجه رغم اعلامها القوي المدعوم من جهات معروفة للقاصي والداني مما أضطرها الى العنف من خلال ((بطلجية )) تدفع بهم ليضربوا المتظاهرين والشباب المتحمس المطالب بالتغيير بالاساسيات الوطنية الحقيقية ودعم مسيرة البناء والتخطيط للمستقبل لا أصلاحات صورية تكرس الحالة السلبية لوجود هذه الشلة الفاسدة …. فالوجوه التي عبثت بمقدرات شعبنا وسرقت لقمة عيش أبنائه ومزقت لحمته الوطنية وفرطت بأمواله وممتلكاته وتراثه وضيعت ثلث أراضيه وهجرت ابنائه وقتلت وسفكت الدماء ومازالت تصرخ بوجوهنا وتلعن ابنائنا وتتهمهم بأقسى التهم
هؤلاء سياسوا الصدفة وهذا أحسن توصيف قرأته عنهم فهم الذين حملتهم المصادفة الخائبة ليكونوا سادتنا وكبراؤنا وليدخلوا برلماننا بأيدينا وأصابعنا البنفسجية وأمتلكوا قدرة التأثير على المشاعر وخداع الأبرياء والسذج من الذين أغوتهم الطائفية القادمة من وراء الحدود ليحملوا نظريات التأريخ القديم والحديث ويستغلوا المناسبات الدينية ويحولونا لركام طائفي ووفق ثقافة المظلومية سيئة الصيت التي
يبررون بها سخطهم وخبثهم وانتشار ميليشياتهم واشاعة ثقافة الخوف من الآخر وجعل البعض ينظر لهم بالتقديس والبطولية فهو المخلص وناصرالطائفة بل هو مختار العصر والزمان …ومن خلال هذا التوجه وتلك الثقافة المنحرفة والمتخلفة .
يسرق على راحته ويملأ بنوك دول الجوار بأرصدته وحاشيته ويتجول في العالم بطائرته الخاصة وأبناء طائفته لايملكون ثمن أجرة ((الكية)) وهم يمشون سيرا الى الأقدام في الزيارات المليونية وهو يشاركهم الاجر بطائرته ((الهليوكوبتر)) وهو ينعم بالماء البارد والكهرباء والأكل النظيف بأنواعه محصنا في المنطقة الخضراء وأولاد الخايبة يلفحهم الحر ويقتلهم الجوع والتعب قبل ان يصرعهم انفجار او تمزق أجسادهم مفخخة حاقدة ….والأمثلة تطول في صناعتهم للموت والأزمات وما خلف هؤلاء لشبابنا من عاطلين بلا عمل ولاحياة ولا امان ولا مستقبل وقد فصلوا برلمانا على قياسهم لا يستوعبهم اي برلمان في الدنيا يؤمن بالديمقراطية وحقوق الأنسان أو حقوق منتخبيه على أقل تقدير..
هذه الشلة من البشر التي تعيش على الفرقة والأقتتال بكل اشكاله والدمار والأزمات ولا أعتقد ان انسانا عاديا يمتلك أدنى درجات الوعي الوطني الصادق يرضى بتفريط سنوات عمره و تحمل هذا الخداع و النفاق السياسي لمجموعة من الضالين المضلين والأنتهازيين الوصوليين….فلم أجد ما يشفي غليلي غيروصف قرآننا العظيم لأمثالهم …..((شر مكانا واضل سبيلا ))
والا ماذا يفسر البعض أويبرر ضرب تظاهرة سلمية وطنية صادقة وواعيه من هؤلاء الشراذم وعصابات لمليشيات احزاب متنفذة ضربت مصالحها وتهددت مواقعها وأهتزت كراسيها وهي تخاف من مظاهرة سلمية بل لا تؤمن بالتغيير ولابثورة هذا الشباب الجميل والواعي الذي أحس بالمسؤولية التأريخية الملقاة على عاتقه وجيله ….
وهاهي الاقنعة والبراقع بدأت تتساقط شيئا فشيئا وتظهر على حقيقتها والشباب حتما سينتصر بالنهاية ولا يصح الا الصحيح وتحيا ثورة الشباب الحر المؤمن بالحرية والحياة والمستقبل واللعنة كل اللعنة للظالمين لفاسدين و المتكبرين دعاة الدين وهم بعيدون كل البعد عن اأصالته وروحه واخلاق نبيه الصادق الامين …..