بقيت لأيام ابحث عن معنى “الإصلاح ” في كتب عربية وأجنبية .. ورغم أن ذاكرتي تضم بعض التعاريف والإجراءات التي تتعلق بالمصطلح …لكني أردت المزيد ، ومن أجمل ما قرأت في معنى الإصلاح هو (مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى إعادة التَّنظيم للمؤسَّسات للوصول إلى مستوى أفضل من العدالة الاجتماعيّة ، كما يقصد به القضاء على الفساد في الأجهزة الحكوميّة والمتناقضات في أهداف المؤسَّسات المختلفة ونظمها ) أي أن الهدف الأساس من الإصلاح هو العدالة الاجتماعية التي هي نظام اقتصادي ، اجتماعی يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع الواحد .
والنساء والرجال مشمولون بالوصول الى العدالة الاجتماعية لأنهم يمثلون عناصر المجتمع ، ومن هنا فالمرأة تدعم عملية الإصلاح وتؤيدها لأنها ستحقق لها عدالة مفقودة .
ورغم إن وزارة الدولة لشؤون المرأة العراقية كانت وزارة بلا حقيبة ولا تستطيع ممارسة أي نشاط لعدم وجود موازنة خاصة بها فضلا عن خضوعها للمحاصصة الحزبية التي تؤدي الى تراجع الأداء …لكن رغم كل ذلك كانت معظم الجهات الدولية التي تود التعامل مع شؤون المرأة العراقية ودعمها ، تتجه للوزارة باعتبارها الممثل الرسمي للمرأة العراقية (وقد تكون هذه هي الميزة الوحيدة التي تمتعت بها ) .
ألان ومع إلغاء الوزارة ضمن البرنامج الإصلاحي لرئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ، ( رغم أني أعتقد أن الإصلاح كان يجب إن يكون باتجاه دعمها وتطوير كوادرها وإعادة تنظيمها بدلا من إلغائها ، الذي أصبح مدعاة لتندر غير المطلعين على أهمية العلاقات الدولية لدعم المرأة العراقية )
ألان يجب إن يكون هناك ، وعلى وجه السرعة ، بديل لهذه المؤسسة كمجلس أعلى أو مفوضية مستقلة ، تعنى بشؤون المرأة العراقية وتمثلها إمام الجهات الدولية المختلفة ..وأتصور إن واقع المرأة العراقية بحاجة فعلا لهكذا اهتمام وهذا ما لمسته واقعا من خلال عملي في هذا المجال .
فالمعوقات التي تعاني منها المرأة العراقية اليوم تتناسل بشكل غير مسبوق نتيجة الظرف غير الطبيعي الذي نعيشه جميعا وتدفع فيه المرأة فاتورة مضاعفة .