وصلنا للأسبوع الرابع من التظاهرات ولم أرى أي إصلاحات في الأفق ، كلها تسويف ومماطلة ، كلها تخدير ومهادنة ، كلها تحاول ركب موجة التظاهرة ، الكل مع التظاهرات والكل ضد الفساد والكل ضد الترهل والكل مع الدولة المدنية والكل مع القانون ، ترى من هو اللص والفاسد ؟ الأمور لا تبشر بخير ، من المحال يترك اللصوص العراق بمجرد خرج كذا شاب يصرخ ويهتف ، من المحال يترك الفاسدين هذا البلد ، لا وجود لثورة عند العبادي،لا وجود لقرار حازم عند العبادي ، العبادي مكبل دون دعم ، شهر كامل لم يستطيع أن يطرد مدحت المحمود فكيف سيطرد سياسي مسنود من دولة ، شهر كامل ولن يقدر على إقالة وزير فاسد فكيف سيقودنا لبر الآمان ، كل ما قام به هو قطع رواتب الموظفين جنوباً وغرباً مع رفع اسعار شراء كارتات الهواتف الخلوية ، كل ما قام به هو تفليش ( وزارات ) دون أن يقول لنا ماهو مصير الموظفين في أربعة وزارات ، قريبا سيكون سعر لتر البنزين في عموم العراق ( 950 ) دينار وبهذا الصعود سترتفع كل الأسعار مع رواتب يمنحها العبادي كل 50 يوم للموظفين .
الفترة التي حددتها فرنسا تنتهي يوم 31 آب ولحد الآن لم يقدم إصلاح واحد ، الفترة تنتهي بعد 12 يوم ولحد الآن لم يفكر بحل ، الأمور ذاهبة إلى تدخل دولي وربما فوضى ( عارمة ) تنطلق من الجنوب فصعوداً ليصبح البلد بفوضى كاملة ، وربما ستنقذ داعش الحكومة بتقدمها بمحاور القتال ، الخلاف كبير ما بين الإسلاميين وبين العلمانيين ، الإسلاميون طيلة 12 عام لم يقدموا أي خدمة للشعب سوى الفوضى ، العلمانيون في العراق لا يمتلكون أدوات القوة . اتمنى أن أكون مخطئاً بهذا الوصف ،لكن هكذا يقرأ أي عراقي متابع ما ستؤول إليه قادم الأيام ، فالعبادي يماطل وطرد كذا وزير وإقالة كذا مدير ليست حلاً وليست حتى حلاً ترقيعيا ، إنها مجرد ( خرخاشة لطفل ) يبكي من شدة الجوع . لا أتوقع خيرا في أفعال العبادي مع علمي أن الرجل طيب القلب ولكن في السياسة لا ينفع القلب الطيب ، ينجح من كان حازماً يحب وطنه ،شجاعاً جسوراً قاسياً وحنيناً ، قاسياً مع الفاسدين حنيناً مع المساكين ، الناجح في السياسة تحديداً في العراق من كان بشخصيتين ، الدكتاتورية المفرطة وحب الوطن ،حينها سينجح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص :
1.الناجح يكون قليل الكلام كثير العمل والسيد العبادي ومن قبله ( كثيروا الكلام قليلوا العمل ) .