18 ديسمبر، 2024 11:05 م

عند نظرتنا لأتون الصراع السياسي, الذي تم إشعاله في العراق, بعد سقوط الطاغية, نرى أنَّ قوى سياسية ظهرت, لا هم لها سوى السلطة وبشكل مفاجئ, دون اكتراث بمصلحة الوطن, وما قدمته القوى المعارضة, في مقارعة الظلم الصدامي, وما تحمله من فِكرِ واعٍ, لبناء الدولة التي هدمها الطاغية, بممارساته الصبيانية التي أغرقت العراق, في بحر متلاطم من الدماء.
كانت هيبة المقاومة الاسلامية, المتمركزة في جنوب العراق, تًقضُ مضاجع أركان الحزب الحاكم, تلك المقاومة المتمثلة, بالجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي, مما دعي الطاغية, لجريمة تجفيف الأهوار, التي كان عدد سكانها, يناهز الـ 20000مواطن, كانوا يعتاشون على ما ينتجه الهور, إضافة لجريمة بيئية, فاقت تصور وتفكير أعتى المجرمين, إلا أنَّ ذلك لم يثبط عزيمة الثوار, بل زادهم إصراراً, على الاستمرار في مقارعة الظلم.
بين الانتفاضة الشعبانية 1991م, وجريمة الأول من رجب 1424هـ, يكمن سر الجهاد الحقيقي, الذي أرعب الطغاة, فقد انطلقت شرارة الانتفاضة, من الجنوب العراقي, المًشبع بفكر الثورة ومبادئها, ضد الحكم الدكتاتوري, وتعتبر الانتفاضة الشعبانية, نتيجة من النتائج الجهادية ضد الطاغية, التي لولا أمريكا ودول الخليج, لتم إسقاط الصنم حينها, وقد كانت راية انبثاق تلك الانتفاضة, برعاية مباشرة من السيد الشهيد, محمد باقر الحكيم.
كان شهيد المحراب عليه الرحمة والرضوان, الاسم اللامع في سماء الجهاد, وقد كان يُمثل, الضمانة الوطنية والاسلامية الكبرى للعراق, وقد كان لا يؤمنُ بالمحاصصة, بل وقد طالب بالأغلبية البرلمانية, من أجل الحفاظ على النظام الديموقراطي, ولا يخفى على أحد, حب الشعب له, فهو أول قيادي من المعارضة, التقى بالشعب العراقي, منذ دخوله من البصرة, إلى استقراره في النجف الأشرف.
قال المطران عما نوئيل دلي, مؤبِناً  شهيد المحراب:” نم أيها المجاهد العظيم قرير العين, فإنّ إخوانك العراقيين, سيعملون على تحقيق المبادئ السياسية, التي نذرت حياتك من اجلها”, فهل وفى ساسة العراق, للفقيد الشهيد؟.