لا يوجد مرض واحد مهما كان تأثيره إلا وتجد له علاجاً بطب الأعشاب .. ( عافاكم الله ) السرطان وأمراض القلب والشرايين والمفاصل والصداع وأمراض المعدة والشرايين والأمراض النفسية .. الخ بمعنى آخر لو كان هذا الأمر صحيحاً لأقفلت كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة أبوابها ووجد الأطباء والممرضين والصيادلة مهنة أخرى ولأُغلقت المشافي والمراكز الصحية ونقضي على حملات اللقاح والتوعية وإنتهى الأمر كي يصبح البشر معافين من كل مرض بدلاً من أن تفتك بهم الأوبئة والتلوث !
نباتات عجيبة وفواكه وخضروات تحولت من موائد الطعام إلى صيدليات كبرى ومحلات وأسواق أو ما يسمى بطب الأعشاب .. وهو أمرٌ ليس بالجديد فكلنا نتذكر أنَّ المحافظات العراقية كانت لا تخلو من هذه النباتات منذ عقود لكن بحدود معقولة ، وأغلبها يوضع في محلات العطارة مع التوابل والأملاح والحوامض ..
أما أن يتحول الأمر إلى متاجرة بعقول الناس ونفوسهم وأمراضهم ومصيرهم فلابد من التأنّ به قبل بيعه للمرضى .. وكلنا لا ننكر أنَّ هناك علماً كاملاً للأعشاب يدرس في بعض الجامعات كدرس توجيهي أو أكاديمي لا يتنافس بأي حال مع التقدم الكبير للعلاج الطبي والدوائي المعروف .. عكس ما نراه تماماً الآن في مدننا مع إنتشار مئات بل آلاف الدكاكين التي يدعي أصحابها أنهم من المعالجين والمختصين بطب الأعشاب وهو ما يناقض الحقيقة تماماً .. فالأمراض تطورت أيضاً في تصديها للعلاجات والوقاية والعلماء يحاولون في كل ساعة إيجاد وتطوير بدائل لهذا الدواء أو ذاك وعدم الإعتماد على دواء بعينه .. الكل يتفق معي أنها أصبحت تجارة مربحة للكثيرين لكنها تسيء إلى أصل هذا العلم الذي نفترض وجود مختصين له .. في كل يوم نشرب الشاي والقهوة ونأكل الفواكه والمكسرات ، فتتفاجأ بوجودها بشكلٍ أو بآخر في هذه المحلات بعد جفافها
( مثلاً ) كعلاج لأمراض معينة .. مع هذا أعتبر أنَّ الأعشاب دواء مسكن لكثير من الأمراض لكنه غير شافٍ!!
فهل يجد المختصون بهذا الطب علاجاً للمصابين بخيانة الوطن أو التجسس عليه أو سرقة أمواله أو الضحك على أبناء الشعب العراقي بوعودٍ كاذبة الغرض منها الصعود إلى منصات الحكم وتدمير حضارته ومستقبله ؟