مع تسارع الاحداث و تبعثر الاوراق لملوك و سلاطين دولة داعش فإننا نكتشف كل يوم بدعة من بدع تلك الدولة الغريبة العجيبة التي ما لبثت أن ملئت روائحها النتنة مختلف اصقاع المعمورة ، فمنهجها ظاهره اسلامي و باطنه واقعاً و مضموناً لا يمت لديننا الحنيف ، فهذا ما يثير في نفوسنا العديد من الاستفهامات التي تحمل في طياتها الكثير من العجائب و الغرائب التي جاء بها ذلك التنظيم الذي لا يُعرف اصله و فصله ، من أين جاء ؟ ماذا يريد ؟ تساؤلات و استفهامات تحتم علينا أن نجلس على طاولة النقاش و نجد لها الاجابات الصحيحة حتى نتمكن من تحليل الطبيعة التكوينية لداعش وماهية الاهداف و الغايات التي يسعى لتحقيقها على ارض الواقع ؟ فبعد أن اتضحت اغلب خيوط اللعبة الداعشية فقد انكشف الكثير من افكارها الضحلة التي تخلو من معاني الانسانية النبيلة فضلاً عن افتقارها لقيم و مبادئ الاسلام خاصة و أن داعش يتبنى فكراً جديداً و منهجاً يُقال عنه أنه اسلامي المنبع و الاساس و لنرى هل حقاً أنهم صادقون فيما يدَّعون أم أنه محض كلام معسول عارٍ عن الصحة و المصداقية ؟ فمثلاً الاسلام نهى عن الغدر و الخيانة وخير ما يجسد لنا تلك الحقيقة البيضاء ما صدر من رسول الله ( صلى الله عليه و ىله و سلم ) في صلح الحديبية و التزامه الكامل بالبنود التي اتفق عليها الطرفان بينما نجد ملوك و سلاطين الدواعش سواء في الماضي و الحاضر يعتمدون أسلوب الغدر و الخيانة فيما بينهم وابن الاثير العالم و المؤرخ المعاصر لدولة الايوبيين ينقل لنا الاحداث بما هي فيقول في الكامل ( ج10ص163) ما نصه : (( و جعل ولد العادل بباب القلعة اميراً لا يترك شيئاً يدخلها من الاطعمة إلا ما يكفيهم يوما بيوم ، فأعطى مَنْ بالقلعة ذلك الامير شيئاً فمكنهم من ادخال الذخائر الكثيرة ) فعجباً من تلك السياسات الغريبة العجيبة التي يتبعها قادة و حكام يتعاهدون فيما بينهم وبعد وهلة من الزمن تبدأ جذور الغدر و الخيانة تسعى سعيها في نفوسهم الضعيفة فينكثون عهودهم و ينقضون مواثيقهم أمام الدينار و الدرهم و الغواني الراقصات فهي جذور متجذرة ومنذ غابر الازمان ! فأين العهود و المواثيق التي اكدت السماء على حفظها و أوجبت عدم نقضها مهما كان الظرف الداعي لذلك ؟ فيا أيها الدواعش الخارجة هل هذا هو فعل النبي و خلفائه الراشدين و صحابته السابقين ؟ فالعجب كل العجب مما عند داعش من افكار سقيمة و توحيد عقيم و منهاج ضحل لا يرتقي حتى كمنهاج يعطى لطلبة المراحل الابتدائية فكيف يريدون أن يجعلونه دستوراً تربى عليه الاجيال القادمة وهذا ما كشف عنه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (29) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 28/3/2017 فقال الداعية الاسلامي الصرخي : (( أكيد سيمكّنهم من إدخال الذخائر الكثيرة، حيث الخيانة المتوقعة الدائمة عند القادة والأمراء؛ لأنّها منهج وسلوك الملوك والسلاطين أولياء الأمور والموسوسين لهم فقهاء الغدر والتكفير أئمّة الضلال )) .
https://www.youtube.com/watch?v=_xyswQOJrIY&t=637s