من المضحك أن تطالب مرجعية النجف وعلى لسان عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بإعطاء فرصة للمسؤولين لإثبات حسن نواياهم وأغرب ما في هذا المطالبة أن توصف بالمنطقية حيث يقول الكربلائي من المنطق أن نعطي فرصة, ولسنا ندري أي منطق هذا الذي يُجيز إعطاء الفرص للسارق والمفسد الذي نهب البلاد ثلاثة عشرعاما , الكربلائي يُخادع نفسه إذ يعتقد أنه والمتظاهرين في جهة والسياسيين في جهة أخرى , في الوقت الذي يستيقن فيه أن مرجعيته جزء من العملية السياسية بل كما يُعرّفها السياسيون بصمام الأمان لهم ,واليوم وفي ظل هذه الظروف صار لزاماً على كل متظاهر أن يقتلع صمام الأمان, بل هم فعلاً اقتلعوا صمام الأمان لتنفلق من داخل العراق صحوة توقظ ضمائر العراقيين بعد أن قتلها السيستاني , إن خطر إعطاء الفرصة للسياسيين هو أشبه بتلك الفرصة التي أعطيت للحكومة في عام 2011 وسُوّفت بعد ذلك كل المطالب وضاعت ميزانيات البلد وثرواته وذهبت أمواله نهبا بل ذهبت أراضيه بسبب أفرازات حكومة الأمعة المالكي الطائفية وكيف أهدرت الأموال العامة بسوء تصرفها في إدارة مفاصل الدولة بجميع جوانبها العسكرية والمالية والأقتصادية وغيرها, ولعل قصص الفضائيين من العسكريين والموظفين الوهميين ملئت دنيا المال والسياسة وهي خير شاهد ودليل. إذن ليس من العقل والمنطق إعطاء فرصة للحكومة , ولا يعقل ذلك ولا تكون الدعوى إليه إلا من باب المكر الديني , وبعد أن كسر المتظاهرون حاجز الخوف فأن العودة للمربع الأول وإعطاء فرصة للفاسدين ليس إلا خيانة ووقوع في الخديعة وكما قال المتظاهر الناشط الصرخي الحسني : في بيان من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني
2ـ أعزّائي احبّائي لقد وفَّقَكم الله تعالى لكسر حاجز الخوف والانقياد المذلّ لسلطةِ فراعِنة الدين وكهنوتِها …وقد قلبتُم مَكْرَ الماكرين على رؤوسهم حتى صاروا مهزومين مخذولين يبحثون عن أي حلّ ومخرج وباقل الخسائر الممكنة ،
3ـ لقد توعّدوا بالتظاهرات وهدّدوا بها وروّجوا وأججوا لها وسيّروها… لكن انقلب حالهم فجأةً فصاروا مُعَرقِلين لها ومُكَفِّرين لها ولِمَن خَرَجَ فيها ،
4ـ فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل اصنافها وبتوجيهٍ مباشر من ايران جار الشر والدمار ،
5ـ بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان ،
6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد.