17 نوفمبر، 2024 7:36 م
Search
Close this search box.

كيف يفسر العراقي مايحدث ؟

كيف يفسر العراقي مايحدث ؟

قبل سنوات اجتمعنا نخبة مثقفة من ادباء ومفكرين ومثقفين  في بيت صديق في المهجر ، جلسة لليل الشعر والثقافة وتبادل الرؤى . ولكن رؤى من دون ان تعرج على الهم العراقي تبدو باهتة ، فالهاجس العراقي وغرابته يسيطر تماما على الذاكرة وهي تعيد ترتيب كينونتها اليومية وتتواصل مع العالم كواحدة من الثقافات والرؤية الحضارية الموجودة مع ثقافات الامم الاخرى .

يفسر العراقي ما يحدث بمستويات لاتحصى . والقارئ للحدث العراقي يقرأه من زاوية الفهم الذي يملكه من خلال انتماءه ورؤياه ومشاهدته اليومية وسماعه للمنابر ، وهنا تختلف الرؤية .واحدة ترتدي لباسها الديني واخرى السياسي وبعضهم يعيدها الى الاخلاق والمنعطف التاريخي واخر يراها كما لو انه يريد ظهورا مفاجئا لصلاح الدين ليحسم الامر كما في حطين برمشة عين .وحيث يحس العربي الآخر بأنك صاحب رؤية لثقافة ما ، يحاول أن يضع الروح القومية في تفسير ذلك ، ويستعيد أطياف التجارب ، وكأنه ينتظر خروجا جديدا لخالد بن الوليد أو عبد الناصر لأنه لم يعد يثق بأحد في حسم الأمر لمصلحة هذا المسكين الذي يُفجر ويُقتلُ كل يوم .

وحين يطلب مني أن افسر الأمر . لا أمتلك جوابا يُرضي الآخر لسبب بسيط هو أنني لا أريد أن أخدع نفسي وأقارن سيف خالد بالمدرعة الهامفي ، او خطاب طارق بن زياد بخطاب السيد العبادي وهو يَعدُ بجزع بأيام حلوة قادمة ، ولكنها لن تأتي ليس بسببه بل لآن اليوم العراقي بتكويرته لم يعد يحتمل الأمل القريب لأسباب خارجة عن إرادة العراقيين .

أسباب اوعزها لما يلي .

1ــ ثمة لحظة تاريخية في حياة الشعوب لم تحسب جيدا ولم تقرا رؤى القادم فيها .وإن العالم الضد ، واقصد العالم المقاوم للفكرة العسكرية والهيمنة الامريكية أستسهل المكان العراقي ليوغل إيذاءاً في الجسد العسكري الامريكي .

2 ــ الخائف من ان يكون هو التالي بعد بغداد مصلحته ان يكون الشجار على اشده في العراق.

3 ــ تصفية الحساب التاريخي بين الصاروخ العراقي ومساء تل ابيب وحمية الجندي العراقي في الجولان ومحلات اليهود المصادرة في الكرادة وهاجس السبي البابلي القديم.

4ــ ماحدث بين العراق وايران وتبعاته النفسية والتاريخية .

5 ــ العلاقة بين السنة والشيعة منذ ايام كان أئمة الشيعة وثوارهم يموتون غدرا . وعُدَ هذا بأن الشيعة هم مظاليم التاريخ الازلي للعراق وقد طُورت هذه الرؤية بطريقة غير حضارية ، والذين طوروها ، اناس مدربون جيدا في أكاديميات خاصة ومعضهم يظهرون على شاشات التلفزيون .

6ــ أخلاقية ارث زمن صدام ، الذي بسبب الحصار والحروب هَدم الكثير من روح الانتماء ونكران الذات والحرص على الموجود المؤسساتي العراقي بسبب الفقر والجوع وتكريس فكرة عبادة الرمز . وكأننا مع فكرة جملة كافافيس وحاجتنا اليها : والآن ذهب الرمز ، من أين نأتي برمز آخر يجلب الأمان فقط وليأخذ كل شيء .

7 ــ هواجس أخرى منها عسكرت الشخص ضمن مليشيا خاصة وعدم إخضاعه لأوامر ضبط كما الجيش ، يضاف اليها الخطأ الامريكي الفادح لقيادة الإدارة العراقية بواسطة شاب مودرن لا يعي حتى سطرا من تاريخ العراق وفهم شخصيته وهو سيء الصيت بريمر الذي شكل نواة التجزئة الروحية والشجارية في المجتمع العراقي في تشكيل مجلس الحكم  وادارتهُ بطريقة ظل فيها ينتبه الى تصرفات أعضاءه الشخصية والخاصة أكثر من محاولة تفعيل هذا المجلس لقيادة العراق كدولة مؤسسات وليس كوزارات منحلة .

وسط هذا الاتون . هذا هو العراق اليوم .

كيف الخلاص . كل الطروحات التي تخدم العراق ستجدد لها مضادات قوية . بسبب تشابك النسيج الجديد والنخب وعدم انسجامها . ومادامت ليست منسجمة ، فأننا ذاهبون الى علامة استفهام بحجم خارطة الوطن .وتلك مأساة تاريخية صعبة !

أحدث المقالات