أصدر رئيس الوزراء( حيدر العبادي)، أوامر وعممت على المنافذ الحدودية، بمنع أي مسئول متهم بالفساد، أو متورط بالأخلال بالأمن، من السفر خارج العراق.
حاكم الزاملي، رئيس اللجنة الأمنية البرلمانية، المتعلقة في سقوط الموصل وبقية المحافظات، أعلن في تصريحات عديدة له، إن رئيس الحكومة السابقة( نوري المالكي)، هو المتهم الأول في سقوط هذه المحافظات.
وسائل الأعلام المرئية والمقروءة، بعضها أشاعت خبر، مفاده: (هروب المالكي الى أيران)، وبعضها قالت: إنّه خرج الى أيران بدعوة رسمية من أيران.
لابد أن ننظر الى ذهاب المالكي الى أيران، أن كان هروب، أو سفر عادي، أو بدعوة رسمية، أو غير رسمية، و نتوقف عند عدة نقاط مهمة:
الأولى/ إن كان بدعوة رسمية من طهران، فهذا رسالة واضحة الى حيدر العبادي، بعدم محاسبة أو أتهام نوري المالكي، فطهران تعلم بتصريح الزاملي وإتهامه للمالكي، وتعلم أيضا مطالبة المتظاهرين للحكومة، بمحاكمة نوري المالكي، وكذلك تعلم بأن العبادي صدر أمر، بمنع السفر للمسئولين المتهمين، لذا وقتّت أيران هذه الدعوة، لتبعث رسالة للحكومة العراقية، بعدم محاسبة المالكي!
الثانية/و ان كان هروب ـ وهذا أستبعده ـ معناه إن سلطة المالكي، أقوى من سلطة العبادي، وما زال ضباط الداخلية يوالون المالكي، وهذا أمر خطير، يلزم من العبادي، معاقبتهم وأجراء أصلاحات في وزارة الداخلية، ولعلهم يخافون من السيد المالكي، أن يكشف ملفاتهم بالفساد، إذا حُقق معهُ، فسمحوا له بالهروب!
الثالثة/ وأن كان سفر أعتيادي، تعلم به الحكومة، يعني هذا: إن المالكي غير متهم عند الحكومة، وما تصريحات الزاملي إلاّ هباءا منثورا، ذهبت أدراج الرياح، وهذا مؤشر خطير على حكومة العبادي، بأنها غير جادة في الأصلاحات، ومعاقبة المفسدين، وما هي إلاّ تسويف، هدفها إحتواء المتظاهرين، وغايات أخرى!؟
هذه الغايات كما يشاع في بعض أوساط المثقفين، لعبة سياسية من قيادات الدعوة، هم من قاموا بتحريك المظاهرات وتأجيجها، بأتفاق مع العبادي، مستدلين على تحليلهم هذا ـ الأوساط المثقفة ـ عند ظهورها في البصرة( المظاهرات)، بعد زيارة المالكي لها بيوم، ثم جرت أحداث البصرة، وأتسعت المظاهرات في باقي المحافظات، كذلك أستدلوا، بأجتماع العبادي مع أعضاء قيادات الدعوة فقط، قبل صدور القرار بالأصلاحات!
الهدف من هذا كله، لدى قيادات الدعوة، هو عودتهم مجددا الى واجهة السياسة والحكم ـ بعد أن لطخ المالكي سمعتهم، وسوّد وجوههم عند الشعب العراقي ـ ثم أرجاع سمعتهم ومكانتهم في الأنتخابات القادمة، تحت قائمة حيدر العبادي، ومَن يدري لعل المالكي معهم!!
أقول: على المتظاهرين الحذر، من هكذا دسائس ومؤامرات ضدهم، وعليهم المطالبة بأصرار وقوة، بمحاكمة المتهم الأول، كما يقول: (الزاملي)، لنعرف صدق العبادي من كذبه في محاربة الفساد، ومعاقبة المفسدين، وإلاّ ترك المالكي يذهب الى أيران، يتطلب منا الحذر من العبادي!