يُحكى ان حاكماً أمر بوضع حجارة كبيرة في الطريق الرئيسي للمدينة ليرى ردة فعل الرعية فمر شابان مفتولا العضلات ولم يفعلا شيئاً واكتفيا بالاستغراب وعبارات الاستهجان ثم مر تاجران استنكرا وقالا من هذا عديم الذوق الذي عمل هذا العمل بعدها مر انسان بسيط عندما راى الحجارة لم يقل شيئا بل شمّر عن ساعديه وبدا بزحزحة الحجارة من مكانها وعندما شاهده الناس هبوا لمساعدته الى ان رفعوها عن الطريق فوجد صندوقا في داخله رسالة مكتوب فيها من رفع الحجارة من الطريق فله هذا الكنز الذي في الصندوق .
ان الفساد صخرة كبيرة وعقبة كؤود في طريق الحياة والتقدم وعلى الناس ان يعرفوا هذه الحقيقة بانهم جميعا ملزمون برفعها من راس القمة الى القاعدة ومن الوزير الى الخفير وان لا يتخلف احد عن ذلك ، لانه واجب على كل مواطن يشعر بانتمائه للوطن . كل الكلام الذي يقال على التلفزيون والاذاعة وفي الاخبار والتقارير التي تسبب الغثيان لما تحمله من اكاذيب مكشوفة – فضلا عن اللغة المتعثرة للمراسلين الذين لا يحسن بعضهم ان يرفع وينصب – والصحف وغيرها من عبارات الشجب والاستنكار للفساد هو كلام فارغ وللاستهلاك المحلي فقط ، وضحك على الذقون وخداع للنفوس إذْ لم يُترجم الى واقع عملي ملموس والانكى والامرّ من ذلك عندما يخرج هذا الكلام من نفس فم الفاسد المنافق وذلك لذرّ الرماد في العيون ولخداع الناس الابرياء عندما يلبسوا لهم ملبس الحمل الوديع ، ويتكلموا معهم الكلام البديع ، ويظهروا لهم بلباس الصلاح والاصلاح والزهد . ان اخطر شئ على الوطن هو الفساد وان تاثيره كتاثير الحرب المعلنة من العدو بل اقوى لان الفساد يدمر الوطن من الداخل وهو اسرع تاثيرا في الدمار والخراب والعدو يدمره من الخارج وكلاهما شر.
ليكن رئيس الوزراء هو ذلك الشخص الذي بدأ بزحزحة حجارة الفساد والتخلص من المفسدين وان الشرارة الاولى في اعلان الحرب على الفساد بدات من المرجعية الرشيدة وان الشرفاء من الشعب والناس البسطاء هم الذين بادروا بمساعدة تلك الاعمال الخيّرة التي بدات لازالة هذا الظلم من على كواهل الناس الذين عانوا الكثير وتحملوا العذاب من المفسدين في الارض ، والكنز الذي في الصندوق هو العيش الرغيد بكرامة وسلام وامن ، انها اعظم جائزة يحصل
عليها شعب يسعى الى الحياة . من المعروف ان كل شئ في هذا الكون مبني على التعاون خذ اي مفردة من مفردات الحياة فانها مبنية عليه ولا بد منه للوصول الى النجاح والسؤدد ولكي نتخلص من الفساد الذي ضرب البلاد لابد من تعاوننا جميعا كاولئك الذين دفعوا الصخرة عن طريق المارّة كان دفعهم منظما بقوة واحدة وباتجاه واحد وبصدق واخلاص لم يدفع هذا الفريق باتجاه اليمين وذاك باتجاه اليسار وذلك متردد والاخر متحفظ لان الجهود تضيع وتتشتت ولا من نتيجة ، على الشعب ان يتعاون مع الحكومة لمكافحة الفساد ولا تقع المسؤلية على الحكومة حسب لان الشعب له نصيب من الفساد ايضا وهذه حقيقة مرة لابد لنا ان نقبلها على مرارتها قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم :{عمالكم اعمالكم ، كما تكونون يولى يولى عليكم} لان الاعمال تتحول الى شئ اسمه ملك ورئيس فان كانت الاعمال صالحة استحالت وتحولت الى ملك ورئيس صالح يحكم البلد ويدير الامور والعكس بالعكس. لنكن صادقين جميعا للتخلص من هذا المرض القاتل الذي فتك بالناس والوطن ولنتخلص من الجراثيم التي سببت هذا المرض للوطن العزيز وكادت ان تضيّعه وتقضي عليه لولا النظرة الثاقبة للمرجعية الحليمة الرشيدة التي منّ الله بها علينا والتي هي دائما صمام الامان للخروج من الازمات والمشاكل . كفى انتقادا للاوضاع وللمفسدين لان الرائحة ازكمت الانوف ، لنضع الانتقاد وراء ظهورنا ولنبدا بالاصلاح والعلاج الحقيقي الذي طال انتظاره .
الحكومة التي بدات به عليها ان تغذّ السير قُدُما من دون تراجع ولا بد لها من اكمال هذا الطريق الصعب فاذا تراجعت فانه الموت والخنوع من جديد ولتحرق الحكومة كل شئ من ورائها ولم تنو التراجع امام الفساد فاما التقدم بكل شجاعة واقدام واما الرجوع بالفشل والخيبة والخسران ، لا تسمع للاصوات النشاز التي تحاول وضع العصي في دولاب عجلة الاصلاح ومحاولة التثبيط والايحاء انها حملة فاشلة ولا تجدي نفعا ولا طائل من ورائها. ليكن السيد العبادي شجاعا وجريئا وحازما في التعامل مع هذه الازمة التي ينظر اليه فيها كل الشعب وان ابصار الناس معلقة عليه وامالهم معقودة على جهوده والامل ان لا يخّيبه هذه المرة ويعيد لنا الحياة التي فقدناها من زمان بعيد حياة الاستقرار والتقدم والانتاج والامن والامان والسلام، لا تخيفه اميركا الشيطان الاكبر ولا تصريحاتها المغرضة ولا تحليلاتها المريضة التي تحاول من خلالها تضعيف روح المقاومة عند العراقيين وتهويل خطر ( داعش ) الحقير من اجل حاجة دنيئة معروفة في نفس اميركا والتي اصبحت مكشوفة ومعروفة لكل انسان وهي تفتيت العراق وفك مفاصله وتشكيل
تصميم جديد للمنطقة وفق الفصال الاميركي الصهيوني المريض والذي ينبع من تحت خَدَر النبيذ الاحمر الذي لا يستطيع الاميركي والصهيوني التخلي عنه ليفكر جيدا ويحلل بصورة صحيحة. ليبدأ السيد العبادي بشطف الدرج من الاعلى من المسؤلين الكبار الذين هم السبب في كل هذا الذي اصاب الناس فصلاح المجتمع بصلاح الحكومة وفساده بفسادها. كنت واقفا يوما في احد مطارات البلد انتظر في الطابور (السره) لتحويل الحقيبة الى الشحن وانا واقف في مكاني وامامي شخص صيني ولبناني والناس تمر من امامنا لتشحن حقائبها الى ان جاء رجل يريد المرور فقلت له انا واقف في الطابور وعليك ان تقف خلفي وعلينا ان نحترم النظام كما هو المعتاد والمعروف في العالم فاذا به يقول لي { خل يحترمون كبارنا النظام بعدين احنه نحترمه يمعود } يريد ان يقول هذا الرجل اذا فسدت الكبار ساءت الحالة وتدهورت اوضاع الشعب تباعا. الى شعبي المفجوع اقول اصنعوا الراحة بالتعب والنظم والانتظام قال امير المؤمنين: {اوصيكم بتقوى الله ونظم امركم} ليكن النظام حليفنا في كل الامور حتى في التظاهرات ، وهمسة في آذانكم ان من يدمر شيئا من ممتلكات الدولة فهو بحد ذاته فساد اخر ولا نعالج الفساد بالفساد ولا نشعل النار اكثر وكل من يتصرف هذا التصرف ويعمل هذا العمل فهو عدو الشعب من حيث يدري او لا يدري ويجب تقديمه للعدالة كونه من الفاسدين، ولفتةٌ اخرى للحكومة والقضاء ان لا يُطبق القانون في التخلص من الفساد على الصغار دون الكبار ويكون القانون كبيت العنكبوت لا يقتنص الا صغار الحشرات واما كبارها فتمزقه وكما قلنا يجب غسل الدرج من الاعلى لا من الاسفل . وفي الاخير الحذر الحذر الحذر ثلاثا من البعثيين والمندسين المخربين من اجل ارباك الوضع ولتشويه حملة الحكومة ضد الفساد واؤكد لكم ان هناك غرف عمليات خاصة في قطر والسعودية والاردن وفي داخل العراق من اجل ركوب موجة الاصلاح وتشويه سمعتها وبث المغرضين بين المتظاهرين ولتشويه صورة المرجعية الرشيدة ليشيروا اليها باصبع الاتهام انها السبب في ذلك كله لانها اطلقت يد الحكومة في الاصلاح . اذا تمكنا من قلع حجرة الفساد فان ينابيع الخير ستندفق من تحت هذه الصخرة وان شآبيب الرحمة ستنزل علينا من السماء وسنكون قادرين على اصلاح الخراب والدمار الذي حل بالوطن من جراء المفسدين بزمن قياسي بعون الله الجبار العزيز .