كلنا يعرف ان المشروع الايراني ،هو مشروع ديني صفوي توسعي ،يحمل شعار الهلال الشيعي ،ويقصد به التمدد في المنطقة على شكل هلال ويشمل العراق وسوريا ولبنان والاردن واليمن والخليج العربي والسعودية ،وكانت فكرة هذا المشروع قديمة ابان الحرب الايرانية على العراق،التي كانت تحت شعار تصدير الثورة ،وعلى اساسها اعلنت ايران الحرب على العراق،وتذكرون شعارات الخميني المقبور في تصديرها ان تحرير القدس يمر عبر بغداد وكربلاء،اليوم وبعد خروج العراق من خانة التوازن الاقليمي والدولي ،بفعل الغزو الامريكي واحتلال العراق ،وحل جيشه وتغيير نظامه الوطني، الى نظام طائفي وقومي واثني تحاصصي،اصبح لايران نفوذا واسعا وسطوة كبيرة فيه ،بفعل وجود احزابها التي اسستها لاحتلال العراق واقامة نظام تابع لولي الفقيه الايراني ،وهو ما حصل تماما،بعد هروب قوات الغزو الامريكي ،وتسليم العراق كله لايران ،اذن اصبح المشروع الايراني الديني في التوسع والتمدد واقعا ،ومنه انطلق الى بقية الدول العربية ،ما يهمنا هنا ان نسلط الضوء على هذا المشروع الصفوي،عبر ثلاثة عشرة سنة من الحكم وما ال اليه العراق تحت هذا الحكم ،الذي تقوده عمائم ايرانية الولاء والولادة ومتجنسة عراقيا ،حيث شهد العراق حقبة من اسوء حقب التاريخ ، من حيث القتل الطائفي والتهجير الطائفي، وحرق الجثث الطائفي،والاعتقال والخطف الطائفي ،ونهب جميع ثروات البلاد وتحويلها الى خارج العراق،حتى اصبح العراق بحكامه واحزابه الاسلاموية، افسد بلد في العالم،واخطر بلد في العالم ،والان وبعد كل هذا الخراب ، وظهور تنظيم داعش كرد فعل مفترض على عنف الميليشيات الايرانية ،اصبح العراق مسرحا لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية والعالمية على ارض العراق ،والضحية هي الشعب العراقي ، فظاهرة(داعش)
اوجدتها حكومة المالكي الطائفية ،التي مارست ابشع انواع القتل والحرق والبراميل المتفجرة والقصف الممنهج على سكان المدن الرافضة لها ولولائها لايران وميليشياتها ، ومن ضلع حكومة المالكي ونهجها الطائفي ظهرت تنظيمات داعش ،وسيطرت بفضل سياسة المالكي على مدن مهمة كبيرة ،كالانبار والموصل اكبر مدينتين عراقيتين بعد بغداد،اذا المالكي وميليشياته التي يتبجح بها وتبعيتها هي سبب خراب العراق وظهور داعش ،كعامل توازن طائفي مقيت ،الا ان تجري الرياح بما لا تشتهي سفن خامنئي ،وارتد مشروعه على نحره ، بعد ان وصل شعب العراق كله،الى حقيقة الاحزاب التي تحكم العملية السياسة ،وهي بولائها لخامنئي،قد نهبت كل الثروات وسرقت البلاد ،وافقرت العباد،دون تقديم ادنى الخدمات البسيطة كالماء والكهرباء والصحة والتربية وتأمين الرواتب الشهرية وغيرها،لاسيما وان العراق يمتلك ثروات وموارد هائلة لا تقدر ،يقوم بسرقتها من يحكم السلطة باحزابها ،وازاء الوضع الامني والاقتصادي والخدمي المزري جدا ،انطلقت ثورة شعب العراق من ثغر العراق من البصرة الثائرة ،بوجه الحرامية والسراق،وقدمت مظاهراتها شهداء ،حتى تحولت شرارتها الى ثورة عمت كل مدن وقصبات ونواحي العراق في الجنوب والوسط وصولا الى عاصمة المجد والشهداء بغداد العباسية ،وتحديدا ساحة التحرير،هنا لابد ان نفصل بدقة ،كيف سقط مشروع ايران التوسعي الصفوي في العراق،فمن تابع هتافات الثائرين كلها وفي كل شوارع الجنوب والفرات الاوسط البطل ،ركزت الهتافات على هدف واحد ،رغم اهمية الاهداف الاخرى-الكهرباء والرواتب المتوقفة والخدمات الاخرى-الا انها اعلنت وبصوت عراقي واحد-(ايران برة برة بغداد تبقى حرة و ايران برة برة كربلاء تبقى حرة وتمزيق صور خميني المقبور وخامنئي)،او عمار شيل ايدك اهل البصرة ما تريدك وشعارات وهتافات اخرى اقسى ،وكلها ترفض التواجد الايراني باية صورة ،وخاصة الاحزاب الايرانية الدعوة والمجلس الاعلى وبدر العصائب وغيرها،وبهذه الهتافات اثبت العراقيون من جديد رفضهم للمشروع الايراني ،وقبره الى الابد في العراق،ولهذا ثارت ثائرة قادة طهران بالهجوم على التظاهرات والعمل على افشالها بكل الطرق عن طريق اتباعهم من الميليشيات والاحزاب،فاندست في التظاهرات بسكاكينها وهراواتها وغيرها لتفريق التظاهرات دون جدون،كما وصف التظاهرات اكثر من معمم حاقد قميء بانها تظاهرات كفار وغيرها ،الى هنا يبدو الامر طبيعيا وساخنا ،ولكن بعد الفشل في قمع واخماد الثورة ،والتي ارغمت العبادي وبرلمانه الهزيل الى اجراء اصلاحات سميناها ترقيعية ،جاءت الضربة القاصمة والقاضية على رأس الافعى نوري المالكي،باعلان لجنة سقوط الموصل احالته وقادته الى القضاء العراقي، مما جعل ايران وخامنئها يفقدون صوابهم، ويرسلون على عجل على المالكي الى طهران لمقابلة المرشد ورئيس الجمهورية ،فماذا جرى في طهران للمالكي،حيث استقبل كقائد اسلامي كبير وحفاوة بالغة،سبقتها تصريحات(تؤله المالكي) بسيل من المديح والخريط الايراني ،حيث اعتبره على اكبر ولاياتي مستشار خامنئي –قائد اسلامي كبير حما العراق وسورية من السقوط بيد الارهاب –وانه من رجال الممانعة، وهكذا استقبل المالكي كرجل ايران المقبل في المنطقة ،لاسيما وقد صرح المالكي تصريحات نارية ضد السعودية واسرائيل ،تحية لخامنئي ،وصرح ايضا ان الحشد الشعبي في العراق هو نتاج فكرة البسيج الايراني –الحرس الثوري-،اذن هناك طبخة ايرانية للمالكي،من خامنئي،حيث ارسل الى بغداد قاسم سليماني ،ليحذر ويأمر العبادي وحكومته ،برفض ايران محاكمة المالكي ،حتى لو(راحت اربعين موصل لداعش)،اذن المخطط الايراني ومشروعها قد تلكأ في العراق ان لم نقل سقط،لا بل سقط واسقطته ثورة العراقيين ،ولكن الفترة القادمة اخطر للثورة وهي تواجه عزم ميليشيات ايران على قمع الثورة بكل السبل،وشاهدنا ماذا فعلته في كربلاء والبصرة وساحة التحرير من قسوة واجرام ذهب ضحيته شهداء في الفاو والبصرة ،المرحلة القادمة من سفر الثورة المبارك هو الاخطر عليها، لان ايران ستنزل الى ساحات التظاهر بكل ثقلها، لافشال الثورة وقتل الثوار، فعلينا ان نشد وندعم الثورة،ونفضح النوايا الايرانية الشريرة المبيتة لها،ونعمل على احياء المشروع الوطني العراقي الجامع الذي دعت اليه هيئة علماء المسلمين وربطه في خدمة الثورة واهدافها في وحدة العراق ونبذ العنف والطائفية ورفض التدخل الايراني ومحاربة مشروعه التوسعي، والغاء العملية السياسية الفاشلة،وقوانينها التعسفية لشعبنا،التي لم تجلب له سوى الخراب والدمار والطائفية والقتل والتهجير والنزوح وظهور تنظيم داعش المرفوض عراقيا ،وحين تلتحم الارادات الوطنية والقوى الوطنية والاحزاب والحركات والعشائر الوطنية في مشروع العراق الجامع لدعم الثورة ونتاجئها المباركة ،سيكون العراقيون عندها قد اجهزوا على بقايا المشروع الايراني الصفوي التوسعي في العراق،وهذه مهمة كل العراقيين الوطنيين ،لنصل بالعراق الى انقاذه من براثن ايران واذنابها ،الذي افسدوا في الارض تهجيرا وقتلا ونهبا ودمارا ،هكذا يتم انهاء المشروع الديني الكوني الايراني في العراق والمنطقة ، اجزم انه يحتضر في العراق ويلفظ انفاسه الاخيرة على يد ابناء ورجال العراق الاصلاء،كما قبر في اليمن وسوريا …