19 ديسمبر، 2024 10:52 ص

 عراقي مع وقف التنفيذ..

 عراقي مع وقف التنفيذ..

–         الو، اعتذر اعلم ان الوقت متاخر لكن هناك امر طارئ

–         خير ان شاء الله (وعادة زميلتي لا تتصل بهكذا اوقات)

–         اطلب مساعدتك في ايصال صوت احد المتضررين من قرار قطع رواتب موظفي المناطق الساخنة

–         وهل تم قطع رواتبهم؟

–         نعم وللاسف ان من قطعت رواتبهم يسكنون بمناطق لازالت صامدة بوجه الارهاب  ومدينة حديثة مثالاً

–         اذن الشخص من مدينة حديثة، وكيف اساعده!

–         علك توصلين شكواه للمسؤولين خاصة وانه وكثيرين لديهم عوائل ويعيشون ظروفاً صعباً للغاية

هذا مجمل الحديث الذي دار بيني وبين زميلتي في ساعة متاخرة من الليل، تطلب مني بصفتي الصحفية، ان اجد حلاً لمشكلة احد مواطني المناطق الساخنة، وهنا نتحدث عن حديثة، هل سمعتم عن هذه المدينة التي يحاصرها تنظيم داعش منذ اكثر من عام ولازالت كل يوم تسطر دروساً في التصدي لاعتى هجمة بربرية تصادف العراق، هذه المدينة التي ابى اهلها النزوح منها بالرغم من فداحة الاوضاع والخسائر التي تكبدوها جراء هذا الاصرار على يد اجرام داعش البغيض، وبعد هذا الصبر والجلد تخرج علينا الحكومة بقرار تقطع عن موظفي المناطق الساخنة (ليست حديثة فحسب) لتترك عوائلهم الى مصير مجهول قد يؤول في احلك الظروف الى نتائج لا تحمد عقباها.

بالرغم من تنبه البرلمان الى هذه المحنة ومطالبته الحكومة خلال جلسة الاحد الماضية بصرف رواتب الموظفين في تلك المناطق الا ان الشكوك من ان تمضي الحكومة بقرارها الغير المنصف لا لحديثة بل عن المناطق المسيطر عليها من قبل داعش ايضاً!!

وهنا نقول للحكومة لا ذنب للعراقيين بهذا الامر، نعم هم عراقيون قبل كل شيء واذا تناسوا هذا الامر فاننا نذكرهم ان سكان تلك المناطق لم يكونوا وراء سيطرة داعش على مدنهم فهم لا يملكون من يساعدهم للدفاع عن انفسهم او الفرار من سطوة هذا التنظيم المتطرف، الكل يعلم من جر تلك المناطق الى هذا المصير المجهول، فحري بالحكومة قبل ان تصدر قراراً كهذا ان تدرس تبعاته على المستوى البعيد وكيف سيساعدها في تحرير تلك المناطق، لا نريد ان نكون وداعش عليهم، بل لنكون معهم لكي نعبر المحنة بسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات