23 نوفمبر، 2024 7:05 ص
Search
Close this search box.

عراق الأباة أمسى عراقاً للطغاة!

عراق الأباة أمسى عراقاً للطغاة!

عاش العراق فترة فرعونية مظلمة، لم يعرف العراقيون فيها طعماً للراحة والفرح، ولم ينجُ أحد من القمع والحرب، على يد الطاغية المقبور وأزلامه، وبما أن تأريخ الثورة الحسينية، ممتد في أعماق الأرض والسماء، فلقد أزاح الاحرار وهم المجد لمن لا يستحقه.
 تصور السذج بأن وقت الطاغية، هو الأفضل زمنياً ومكانياً، وهذا متصور في عقول السذج، اللذين يقرأون كتاباً واحداً، عن قصص ساخرة، بعيدة عن الواقع لذا لا تناقشه، وفكر في الحرية الحمراء!
الألم الإنساني المشترك، الذي عاناه الشعب العراقي، أيام حكم الطاغية الأول، أشبه ما يكون بمدن بلا أسنان، حيث العنف بأبشع الأساليب، لأن بإستطاعتهم وضعنا في صناديق جاهزة للسفر، دون عودة للوطن، لكن حديقة الدكتاتور الخربة لم تمت، فبدأت تطلق خرابها الأصفر، لصناعة دكتاتور ثانٍ شبيه بصاحبه الأول!
 وضع المطبات، وألبس الموت ثياب القدر، وحطم كل شيء يخص عراقنا، فصنع ما صنع طيلة ثمانٍ سنين من الزمن هو وأسياده، من تخبط وطائفية، وسرقة للمال العام، ودولة متهاوية، ومفخخات مرعبة، فأنتج ورماً وهابياً خبيثاً، يحمل الإسلام راية له، ويحكم بإسم الجاهلية الأموية الفاسدة!
تحطيم القشرة الصلبة لفزاعة، عرفت بحكومة الفشل، كان متوقعاً بعد 2013 وهي المحملة بالأزمات، والنكبات، والكوارث، حيث مشاهد الدم تتكرر يومياً، وهناك بين أصابعي يرتجف القلم، لأنه مستهدف أيضاً ما دمت تشخص الأخطاء، وتساهم في سلخ هذه القشرة المستبدة.
 رغم أن الأحداث أكثر وطأة، وأكبر من أن تستوعبها لغة أو صورة، لكن صرخة المظاهرات، والمطالبة بمحاسبة المفسدين كشفت الحقائق، وهو ما يجعل إيقاعنا بطيء حتى هذه اللحظة، وإلا فالغضب الساطع آت!
لقد إرتكب الساسة الفاسدون والخونة، أبشع الجرائم بحق الإنسانية في العراق، فكلهم أرادوا الحياة مدى الحياة، بحيث توطنت في قلوبهم، النوايا السيئة تجاه الشعب والوطن، فإغتالوا طفولتنا وحضارتنا، وبات مسلسل الخداع السياسي مستمراً بالظهور، ناجحاً في عرض مصائبنا وساستنا، في عالمهم المتخم بالجهل.
 السعي وراء الكسب الحرام، وقتل المواطنيين بالمفخخات، أوصلنا الى محصلة نهائية: شعب مذبوح على الطريقة الداعشية، وأرض مذعورة فمن سكنها صعاليك مجرمون، ولولا فضل منه تعالى (فتوى المرجعية)، لفسدت الأرض ومن عليها!
مظاهرات اليوم تفرض علينا السعي نحو التغيير الحقيقي، من خلال مخلوقات لا تحتاج لأجنحة، لكي تدون تأريخ العراق مجدداً، بل للإخلاص في النية، والعمل للصالح العام، فقد ولى عصر الأكاذيب، لأن الدنيا علمتنا مواجهة الإمتحانات لنتعلم الدروس، ولأن العالم يغض الطرف عن مآسي شعب بأكمله، وهو من أوفد صناعته القذرة لنا، فلا يسعنا إلا أن ننتفض ضد الفساد، ونمضي في طريق الإصلاح الفاعل، وإن فقدنا حريتنا لوهلة، فأننا لم نفقد عقولنا.
ختاماً: سنسحق الطغاة، وسينتصر الشعب مهما طال الزمن، ففي عروقنا دماء تفور وقلب صبور، ولكن للصبر حدود قد تجاوزتموها، فأحصدوا ما زرعتم!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات