صرخة مدوية, أرعبت قاطني قصور المنطقة الخضراء, العابثين بأموال الشعب العراقي, والمستهينين بأبسط حقوقه, من تحسين الواقع الخدمي, وسرقة أمواله, خرج المتظاهرون من أجل إصلاحات, يرمون أليها, بعفوية.
لكن هذا الاحتجاج والتظاهر, ليس وليدة اللحظة فحسب, بل اثر معوقات ومترهلات لسنين عتيا, من دمار وإستهجان لتلك السنون الطوال, لحكومات مستبدة و فاسدة متعاقبة.
لقد إنطلقت التظاهرات, هنا وهنالك بعفوية صادقة, وبمتطالبات بسيطة, لا تتعدى الخدمات والكهرباء, لكن إصلاحات الحكومة لم تستجب لذلك, بل لجأت الى الحلول السياسية,بالغاء هذا المنصب او ذلك, كان أول الهيجان الشعبي متطلبات بسيطة, وواحدة منها الكهرباء..
هي: الشرارة الأولى, التي أصبحت معضلة العصر, وكأنها معجزة لم تكفل حلها دورتين كاملتين, ما أثار حفيظة الشعب, مما جعله يكشف كثير من المشاكل, التي يعاني منها المتظاهرون, فطالبوا حزمة إصلاحات جديدة ومحاسبة من تسبب بكل ذلك التقهقر الكبير الحاصل.
من أستنزاف الثروات وتسليم ست محافظات شاسعة, وإلى ألان ندفع ثمنها وترك رقاب العراقيين, تحت وطأة سكاكين داعش, والأهلي ينظرون إلى أولادهم كيف تقتل بدم بارد, عبر تصوير فديو إعلام الدواعش, أمام مرأى وأنظار العالم و الحكومة ساعتئذ لم تحرك ساكن.
الشعب في ولايتين للمالكي عانه الآمرين, آمر فقدان الأحبة و قتل الأكرمين من أبناءه, وآمر من سوء الخدمات والفقر المدقع, قدره وقع بين المطرقة والسندان, بين السراق والمنتفعين, وبين العملاء والخائنين,
يريد الشعب محاكمة من خان وطنه, ولا يقبل بالتسويف, و إصلاحات حقيقية غير مسوفة, والثائر ومحاسبة ممن خان بدون حياء ولا وجع, طيلة تلك السنين.
ثمان عجاف من ظلم واستبداد, لا بد لها أن تنتهي, بصرخة حديدية”لابد لليل أن ينجلي, ولابد للقيد أن ينكسر, ومن يتهيب صعود الجبل, يعيش أبد الدهر بين الحفر”.