20 ديسمبر، 2024 10:39 م

إصلاحات أم احتراق أوراق “اللعبة” بتظاهرات بحماية الشرطة؟ .. فلنستغلها 

إصلاحات أم احتراق أوراق “اللعبة” بتظاهرات بحماية الشرطة؟ .. فلنستغلها 

لعلّ أكثر ما يلفت الانتباه في قضيّة التظاهرات أنّها بحماية الشرطة؟ منذ انطلاقتها قبل ما ناهز الأسبوعين ومثل هذا الأمر يبعث الشكوك أنّها ليست تظاهرات عفويّة, ربّما غابت هذه “الشكوك” عن الوعي عند غالبيّة المتظاهرون بسبب عواطف الاندفاع فغوّشت أبصارهم على أنّ الذئب غزال ..فمتى كانت الشرطة لحكومة فاسدة صديقة لعامّة الناس؟ متى كانت شرطة فساد وفضائيّون تموّن متظاهرين؟.. هذه يجب تداركها بذهن فاحص بعيدًا عن العواطف.. أينما تحلّ في موقع إلكتروني أو منفذ إعلامي ورقي سيل مقالات حول “الجماهير الّتي خرجت تطالب بحقوقها” ولذا أيضًا فعند مثل هذه المنعطفات اختبار فرز بين هذه المواقع.. فقد تبارت المقالات في رصد إحدى “عجائب القدر” كلّ كاتب يراه “ربيع مصغّر” سرعان ما سيكتشف ربيع صنع بتكنولوجيا “الاستحثاث” أو “التأيّن” مثلما ذكرنا أكثر من مرّة عن مشاريع السيطرة الامبرياليّة تكنولوجيًّا على الشعوب.. تظاهرات سلميّة مسالمة لسمك السلمون تدخل مياه خليج المدينة تطالب إخراج سمك القرش من الخليج؟ ..ليس ذلك فقط نجد القرش يرتعب من السلمون و”يصفّق” مع كلّ إقرار يوافق عليه! ,أمّا أين كانت المرجعيّة طيلة 12 سنة ومرض “الهرش” يدمي جلد العراق ولماذا سكتت أميركا وسكتت إيران عن التظاهرات الجارية الآن فسكت العبادي عن مواجهتها بنثر الرمل على المتظاهرين بالطائرات وبالهرّاوات وبالسكاكين وبمياه إطفاء الحرائق وبقتل الصحفيين “المهدي” وقطع مياه الشرب وقتل العشرات في بغداد وحدها مثلما فعلوا بتظاهرات 15 شباط 2011  فلربّما قد أجاب عنها “ظريف” للخاصّة حين خرج المتظاهرون بعد زيارته للنجف بيوم واحد.. أكيد إجابته سوف لن تبتعد عن ملف إيران النووي بموافقة كيري “للإصلاحات”؟ ليس الاتّفاق على العراق فقط ,فطريف يجوب بلدان أخرى.. وأين كانت أصلًا أسماك القرش هذه عن الفساد الّذي على ما يبدو من مستلزمات أوراق ملف إيران النووي في “التفاوض”؟, وقد انتهت.. فاحترقت أوراق لاعبوا الغفلة وهم لا يعلمون ظنًّا منهم أنّ ملف إيران لن تنتهي “مشاكله” وسيبقى إلى الأبد.. وكيف ستزال هذه الأوراق المحترقة؛ فعن طريق متظاهرون لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد  ..
ولكي نطمئن أنفسنا علينا تدارك هذا الأمر “الّذي دبّر بليل” ب”قطارات” وليس بقطار واحد ونعتبرها “إشاعات” ونستبدل مثل هذا “القلق” في أذهاننا عن مثل هذه “الاحتمالات”: أنّ حركات التغيير الجذري الّتي حدثت في العالم عبر التاريخ البشري الطويل جاءت من منعطفات تقبل الاحتمالات كمنعطف ملف إيران النووي حاليًّا ؛في بعض منها استغلّتها قوى مستضعفة وجدتها متنفّسًا للخروج من ربقة أوامر الغير كما استغلّها الدين السياسي بعد سقوط السوفييت, وهذا ما يجب أن تتمسّك به “لجان” قيادة التظاهرات إن كانت فعلًا هي من تملك مقاليد السيطرة على جمهورها فالفرصة مثل هذه ذهبيّة ولن تتكرّر وحتّى إن لم يكن أمر القيادة بيدها فلتجعلها بيدها لأنّ التغيير يبدأ من “الانفلات الشعبي عن أوامر التوجيه الرسمي”, وقد نجح من استغلّها أنبياء ورسل ومصلحون منذ فجر التاريخ ,بل وقبله.. علّ من بين المتظاهرين من يبرز كقادة حقيقيّون يصبحون مسقط أنظار الشعب تصبح كلماتهم مسموعة فيصبحون عنصر تهديد ووعيد بقلب الطاولة متى شاءوا على رؤوس من تكن قرارته مستمدّة من قوى خارجيّة وفي نفس الوقت سيتمدّد هاجس “خاصّيّة القيادة” فتصبح كحالة عامّة تدخل حيّز التنافس والانتشار ,وبغير هذا فالعراق ذاهب إلى ظلام لن يخرج منه قرون قادمة إلّا بمنعطفات يستغلّها غيرنا أحسن استغلال كما حدث عند “الفتح الإسلامي” حين “تحرّر العراق” قبل أن يستغلّ الدين نفسه كمصدر جديد للسيطرة علينا وإعادة الأمور باسم الإسلام ,إلى ما قبل الفتح.. لنتخيّل “الإشاعة” لو كانت حقيقة وقد امتدّت اثني عشر عامًا ,فهي كارثة كونيّة إن كانت كذلك لن يعيها ال”… ّ” وعذرًا للقارئ الكريم من هذا التلفّظ, غطّى عقله دين فهمه خطأ ,على أكتافه دمّر العراق عن بكرة أبيه لأجل إنجاح الملفّ النووي لوليّ فقيه ينتمي لدولة أخرى لعب السياسة ببراعة, ولذلك هو فقط من استهدفه “النظام السابق” بوقت مبكّر بعمليّة إرهابيّة وهو يخطب الجمعة ولم يستهدف الخميني قدّس سرّه الشريف..

أحدث المقالات

أحدث المقالات