في 9-7- 2015كتبنا مقالا تحت عنوان هل الاسلام مشروع دولة ؟ نشر في موقع صوت العراق الالكتروني على الرابط http://www.sotaliraq.com/mobile-item-id.php?id=190921#axzz3hfbYy4rH
واليوم نحاول تكملته… ونقول ان الدولة الاسلامية وحكم الاسلام لم يستقيم امرها وتهدا حالها حتى في زمن النبي(صلى) القائد والمعصوم والمسدد بعمله من الله فقد تعرضت دولته للتامر وتمرد عليه من يقولون عنهم صحابة حتى ان القران الكريم انزل بهم نصا بقوله تعالى (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ …التوبة 101) بل بعضهم عصى الرسول بدليل الاية الكريمة ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه التوبة … التوبة 120 ) …ان التاريخ يحدثنا ان اتباع وجند هذه الدولة وصلت بهم الجراة الى محاولة اغتيال النبي نفسه بعد معركة تبوك وقد عرفهم النبيالاعظم (صلى) وبقي سرا محفوظا عند ابو حذيفة ولكون الدولة قلقة وغير مستقرة فقد انشقت وظهر فيها الخلاف والاختلاف بمجرد موت النبي (صلى) الى فريقين اهل السقيفة في جانب وبنو هاشم في جانب اخر ولم تستقر اركان هذه الدولة الاسلامية في عهد الامام علي (ع) رغم ما تميز به من حنكه وشجاعة ومعرفة وعدل فاشغلته حروب اهل الجمل وصفين والنهروان عن بناء الدولة واستقرارها ولم يهدا له بال الا باستشهاده في مسجد الكوفة …. فمن يفكر في دولة اسلامية ليضع هذه الاعتبارات في نظره لاسيما نحن ليس فينا النبي والامام علي صلوات الله عليهم ولا نتمكن ان نستلهم جزءا بسيطا من نهجهم وسيرتهم … انا شخصيا ادركت ومنذ فترة غير قصيرة ان المرجعية الدينية الرشيدة تريد عراقيا بدولة مدنية على اساس المواطنة العراقية وليس على اساس الدين والمذهب فطالما اعلنت ابويتها عن كل العراقيين ففي 30-4-2014 كتبت مقالا بعنوان التغير الذي تنشده المرجعية العليا الهوية الوطنية العراقية ولا ضير ان اقتطع جزءا منه لاهمية المقال في الوضع الراهن … سؤال يتبادر الى الذهن سابقا وحاضرا أيهما أفضل: الحرية الدينية باسم الكفر، أو الاضطهاد الديني باسم الإسلام ؟ اليوم في الغرب نرى الحكام الملحدين والكفار المشركين يتيحون للمسلم حرية ممارسة شعائره دون تدخل يأخذ حقوقه بالكامل , يمتلك كما يمتلكون يبيع ويشترى ويسافر كما يفعلون وكانه احدهم ومواطنا من اصلهم , اما في الدول العربية التي حكامها يدعون الإسلام نرى القمع والاضطهاد ومنع الحريات التي تخالف عقائدهم حتى ان بعض الدول الخليجية اسقطت الجنسية عن مواطنيها لاسباب طائفية بمجرد اقامة الشعائر الحسينية …من هنا ياتي السؤال بشكل اخر ايهما افضل حاكم كافر عادل او حاكم مسلم ظالم ,,, قبل قرون من الزمن ابن طاوس افتى بتفضيل حكم الكافر العادل على حكم المسلم الجائر ، لان اساس الحكم في الاسلام هو العدل وإن الله ينصر بالعدل الأمة ولو كانت كافرة ويخذل بالظلم الأمة ولو كانت مسلمة …بعد هذه المقدمة اردت ان اعرج على موضوع التغير الذي دعت له المرجعية العليا في الانتخابات البرلمانية والتي حددت مواصفات المرشح بالنزاهة والكفاءة وهذه العبارة فيها عموم وإطلاق وتخلوا من الخصوص والقيد بمعنى اخر لم تتضمن مواصفات العقيدة بالمرشح النزهيه والكفوء للذي يفهم اللغة والفقه فلا يضر ان يكون من أي قومية او دين او مذهب يكفي فيه الهوية العراقية ومواصفات النزاهة والكفاءة فقط … اما من لا يفهم ذلك فقد اوضح له الفقيه والمرجع السيد حسين الصدر بفتوى جواز انتخاب المرشح الكفوء حتى وان اختلف مع الناخب دينا ومذهبا ,,, هكذا كانت نظرة المرجعية الدينية العليا للواقع السياسي الذي يجب ان يكون نظام مدني قائم على التداول السلمي لا تميز بين العراقيين على اساس عرقي او ديني او مذهبي الكل سواسية وان المعيار الاساس هو الوطنية العراقية …ان هذه الاشارة الذكية من المرجعية للناخبين الكثير الكثير منهم لم يفهموا مغزاها رغم انها لمحت للناخب ان المجرب لا يجرب.
ان دعوة المرجعية الشخصية الى السيد العبادي كمواطن عراقي دون اي التزام واعتبار ملحق به من حيث انتماءه السياسي او الديني او الطائفي او القومي باجراء الاصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد دون النظر الى معارضة احزاب السلطة والمحاصصة الطائفية التي فرضتها حكومة الشراكة الوطنية كل هذا يوحي ان يختار اناس امناء عراقيين كفؤين بغض النظر عن دينهم وتوجهم وطائفتهم وقوميتهم اي انه توجيه بكسر القيود التي قيدت العبادي في اختيار حكومته والان هو مفوض من المرجعية التي هي نبض الشارع العراقي والمدافع الحقيقي عن مصالحها فانها فرصة تاريخية له لم ولن يحظى بها اي مسؤول على مر التاريخ فليفعلها وليحل مجلس النواب وليدعوا الى انتخابات مبكرة ويشكل حكومة تكنوقراط مستقلة كما عليه ان يحظر عمل الاحزاب الا بعد ان تقر بقانون …وصدقوني المستقبل للعراقين الوطنين المستقلين بعد ان ضجرت الناس واصابها الاحباط مما حداها ان تقول باسم الدين باكونه الحرامية من هنا تاتي دعوة المرجعية لحكومة مدنية هي لاعادة الاعتبار الى الدين الذي لوثه السارقين على مدى اكثر من عقد من الزمن .
وانني في هذه المقالة المتواضعة احيي الاخوة في تجمع جنوبيون الذين شخصوا بوقت مبكر تطلعات وطموحات اهالي منطقة وسط وجنوب العراق التي اظهرتها تظاهراتهم اليوم بمطالبهم المشروعة كما احي فيهم دعوتهم المخلصة الى الكفاءات العراقية بمختلف الاختصاصات للاسهام في بناء العراق الجديد وانا البي بشرف دعوتهم واتطوع بخبرتي مجانا كباحث اكاديمي لي بحوث في مجال دراسات مشاريع الجدوى الاقتصادية منشورة في مجالات عربية وعالمية في مصر وامريكا واستراليا ولاسهم في خبرتي العلمية كعضو في جمعية التربة والمياه الاسترالية لعامي 2008- 2010 كما استطيع ان اسهم في نشاطي وهوايتي ك كاتب مستقل في الشؤون السياسية والاجتماعية وحقوق الانسان لي اكثر من 300 مقال منشور في الجرائد والصحف العراقية .
[email protected]
www.facebook.com/raji.alawady