23 نوفمبر، 2024 3:43 ص
Search
Close this search box.

الاحذية .. عندما تتكلم  !!

الاحذية .. عندما تتكلم  !!

في خضم الانتفاضة العراقية العارمة ضد الفساد والمفسدين .. فقد ظهرت العشرات من ردود الافعال من الطرف المقابل للشعب .. واعني بذلك اعضاء النادي السياسي الذي اوصل البلد الى ماهو عليه من خراب شامل وكامل .
بعض اعضاء الطبقة الحاكمة.. ولشعوره بالاحباط والافلاس او الخواء الفكري والسياسي ايضا .. ولان العزة بالاثم تسبقه دائما ؛ اعتبر الانتفاضة الشعبية مسيسة والاخر اتهمها بالبعثية وثالث بالعبثية ؛ ورابع قال انها مدفوعة الثمن وخامس ادعى انها دبرت بليل وسادس قال انها مخابراتية التخطيط والتنفيذ وسابع راح بعيدا وقال انها داعشية وثامن قال انها محاولة لاشغال البلد بامور هامشية وتاسع راح يدغدغ مشاعر وعقول جماعات معينة بالادعاء انها محاولة لمواجهة ومهاجمة التيار الديني وازاحته عن الواجهة وعاشر قال انها جاءت لفك الخناق عن الدواعش.. واخر .. واخر …..
ما لفت نظري في ظل هذه المعمعة هو ما تفوه به : نائب رئيس الجمهورية المقال اياد علاوي الذي قال حرفياً ان المنصب هو وحذائي .. وبهاء الاعرجي نائب رئيس مجلس الوزراء الذي قال انني ساضع الذين اتهموني بالفساد تحت حذائي .. وكررها عدة مرات .
للوهلة الاولى ؛ وبغض النظر عن موقفنا من هاتين الشخصيتين السياسيتين اللتين يفترض فيهما انهما من علية القوم وواجهتهم ونخبتهم .. فان العقلية الجمعية الشعبية العراقية تنظر الى الحذاء والنعال وما يلبس في الرِّجل حتى لو كان جديداً ؛ نظرة احتقار ومقاربة دونية .. وما مسرحية منتظر الزيدي ( وحذائه الذي قذف فيه الرئيس الامريكي السايق جورج بوش ) ببعيدة .. وعلى هذا الاساس فان قصد المسؤولَين العراقيين – السابقَين له دلالات ومعانٍ كثيرة وكبيرة ..اولها في نظري احتقار وامتهان المنصب الخدمي الذي يفترض في ان الشعب هو الذي منحه لهما .. او على الاقل ( وفي مسعى مني لتجميل الصورة ) انهما ارتقياه لخدمة العراقيين .. وبالتالي فان هيبة المنصب من هيبة الاشخاص والشعب بدرجات متفاوتة ..وعندما يرتبط المنصب بالحذاء ( ذي النظرة الدونية ) فأن العملية تعني امتهان كرامة الشعب قبل ان تكون تعبيراً عما في الاناء..الذي ينضح بما فيه ..
والقضية الاخرى في رايي المتواضع ان الرجلين لم يجرؤا ليقولا ذلك وهما في المنصب والكرسي وامتيازاته واستحقاقاته من الكياسة والرصانة والاتيكيت والابهة الفارغة وهما يعلمان ان الشعب العراقي اصبح الان في مفترق الطرق .. وانهما في الطريق الى الخروج من كادر الصورة.
واذا اضفنا الى قضية ( الحذائين ) تجارب سياسية سابقة ارتبطت باذهان العراقيين وذاكرتهم بالفاظ او ممارسات من قبل السياسيين العراقيين من قبيل : الحمير والدايحين والفقاعات والحرامية والانبطاحيين وبقايا الشعب .. وغيرها الكثير فان القضية تسمو الى كونها تعبيرا عن مفاهيم مضادة لما اعتاد الشعب ان يرى السياسيين فيه من احترام وكياسة ؛ لا سيما وان غالبية السياسيين يدّعون انتمائهم الى احزاب دينية .. والاخلاقية هي اولى سمات التديّن بالضرورة !!
فهل هي ارهاصات ماقبل سقوط الفزّاعات السياسية التي ماعاد الشعب يؤمن بها وبدورها وما قدمته له طيلة الثلاثة عشر عاما الماضية ؟ ..ام انها تعبير عن اخلاقيات وسلوكيات ترتبط بالاشخاص او الحواضن والاتجاهات التي يمثلونها ؟ ..ام انها مجرد ردود افعال شخصية على خسارة المنصب وامتيازاته التي يسيل لها اللعاب ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات