بعد الحملة الكبيرة التي اعلنها رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي والتي أسهمت كثيراً في ترشيق بعض مفاصل الدولة، وإزالة الترهل الذي اصابها جراء سياسات خاطئة إرتجالية قادتها ونفذتها الحكومة السابقة، ومنها مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء ومكتب امانة مجلس الوزراء، ومناصب أخرى وزارية ووكالات ومدراء عامون ستشمل قريباً في الترشيق، ستجعل النمظومة الادارية تعمل بوتيرة متجانسة.
هذه الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء جعلت العديد من الفعاليات السياسية تصفه بأوصاف غير طيبة تعكس سلوكهم غير السوي، وقد سمعت شخصيا من عدد لايستهان به من النواب، ومن ذوي الدرجات الخاصة، بأنهم ينتظرون الساعة المناسبة للخلاص من رئيس الوزراء التعبان، لانه دك مضاجعهم وأوقف فساد الكثير منهم، ورفع راية الإصلاح بوجههم، مما قوض كثيراً من مغامراتهم المتعلقة بسرقة المال العام.
إن اصلاحات العبادي الحالية وعلى الرغم من أهميتها لكنها لاتوفر للموازنة الاتحادية أكثر من (250) مليون دولار سنويا، إذ ان هناك مفاصل أخرى كبيرة لم يلتفت لها رئيس الوزراء ستجلب للموازنة الاتحادية مليارات الدولارات، كانت احدى مفاسد الحكومة السابقة التي تتمثل في التخصيص العشوائي المخالف للقانون المتعلق بتوزيع ومنح عقارات الدولة إلى مقربين وغير مستحقين بالمرة، فنحن نعرف أن القانون العراقي يمنع منح اي مكلف بخدمة عامة اي عقار أو قطعة ارض إذا كان مستفيداً في السابق، في حين أن الحكومة السابقة عطلت هذا المبدأ حين منحت اعوانها عقارات وقطع اراضي وشقق، ومن ثم باعت عليهم عقارات أخرى بأبخس الاثمان كما فعلت مع عدد من النواب المقربين لها.
وندعو رئيس الوزراء للالتفات لهذه الموضوعة واصدار اوامر مستعجلة بإيقاف بيع هذه العقارات لحين إكمال التدقيق في الكيفية التي وزعت بها، ولابد من إعادتها من المستفدين أولاً، ومحاسبة اللجان التي اشرفت على منحهم أياها، ومن ثم إعادة تخمين اسعار التي مُلكت منها بما يتناسب مع اسعار السوق، فبعض العقارات بيعت باقل من 1% من سعرها الحقيقي في سوق العقار بعد منع المزايدين من المشاركة بطرائق عدة منها التهديد أو الإعلان عنها بوسائل غير مقرؤة.السيد رئيس الوزراء لا ترحم الفاسدين والمتآمرين الذين يتربصون بك وبنا الدوائر، ولكي تكون فعلا رئيس وزراء تعبان بحسب نظرهم القاصر، وتكون رئيس وزراء مصلحاً بنظر الشعب، اضربهم فهذه فرصتك يا رئيس وزراء العراق، ولن تأتي لغيرك.