19 ديسمبر، 2024 5:41 ص

أسباب التظاهر والحلول الارتجالية

أسباب التظاهر والحلول الارتجالية

لقد قام بعض الناشطين بالمجتمع العراقي, بفعالية تحشيد الشارع العراقي, معتمدة على مفصل رئيسي بالمطالب, ألا وهو عدم توفر الكهرباء, لإشعال الشرارة الأولى.
حذرت الحكومة المحلية والاتحادية, من قدرات المندسين ومثيري القلاقل, مما أغاض بعضهم! فهم بالأساس متواجدين على الساحة, ينتظرون ما ينتظرونه لتحقيق مآربهم, كونهم يشعرون منذ تشكيل الحكومة الجديدة, أنَّ يد العدالة ستصلهم عاجلا أم آجلاً.
استفادت الحكومة الاتحادية من تجارب المرحلة السابقة, لامتصاص غضب الشارع, فسارعت لتأييد التظاهر السلمي, فأصدرت الأوامر للقوات الأمنية, بالتعاون وخدمة المواطن, بدلاً من التصدي له, كالحكومة السابقة, فلا خراطيم مياه ولا اعتقال, مما شجع المحافظات الأخرى بالخروج.
تصاعدت المطالب الجماهيرية, وسط لغط وإرباك من قبل الفاسدين, الذين كان هدفهم إسقاط حكومة العبادي, فقد أفلت زمام الأمور من بين أيديهم, لترتد سهامُ مطالباتٍ, لم يحسبوا لها حساباً, تحمل صراحة محاسبة من أضاعوا, ثلث مساحة العراق, فجن جنون المتملقين, كون المطالب ستصيب كبد الفساد, بالحكومتين الأشهر فساداً وفشلاً.
سارعت المرجعية لخطورة الوضع, وخوفا من انفلاته, في حال إشغال من يحاربون الارهاب, عن واجبهم التكليفي والوطني, فالقلاقل الداخلية تصب بصالح المجرمين, علماً ان المرجعية المباركة طالما حذرت, عبر السنين الماضية, مما جعل الحكومة تنصاع للحق, لتقوم بوضع خط الانطلاق الإصلاحات.
خُطَبُ الجمعةِ التي تُقامُ في كربلاء, تمثل صوت المُشرع الحقيقي, لذا فقد اعتبرت دعما مباشراً, للمتظاهرين من جهة, وإعطاء الضوء الأخضر للحكومة, بتكثيف محاربة الفاسدين ومحاسبتهم, فأعطى ذلك القول حزمة من الدعم, لم يشهد تأريخ العراق مثلها, عبر تاريخه الحديث, فهذه أول حكومة يأمر بها الشعب حكومته, بتوفير متطلباته, ومحاسبة من أفسد وخان الامانة, ويلقى دعماً شرعياً من المرجعية.
وعد السيد العبادي رئيس مجلس الوزراء, أن يضرب بيد من حديد, مبالغة منه لتخويف الفاسدين, أو لإرضاء المتظاهرين, فهذه اللغة طالما سمعناها من سلفه المالكي, إلا أن الفرق بين الأول والثاني, هو صدور قرارات لذر الرماد بالعيون, لم يلمس منها المواطن شيئاً, فما زالت الرواتب والحمايات, إضافة للامتيازات على حالها.
هناك امر آخر استجد, هو تواجد مجموعات مسلحة, تستخدم عجلات رباعية الدفع, تعتدي على المتظاهرين والمعتصمين, دون أن تحرك القوى الأمنية ساكناً! مما يخلق ظناً عند بعض المشاركين, أن الحكومة قد تنصلت من وعودها, بحماية المواطنين المتظاهرين, وهذا ما يريده أعداء التغيير, لوصول إلى غايتهم بإسقاط حكومة العبادي.
هذه خلاصة لما يجري من احداث, شدت أنظار بعض المهتمين, لتنتهي جُمعَةٌ تتلوها أُخرى, وكأنها جس نبض ما بين الحكومة, والمرجعية المباركة في النجف, ليؤكد الفاسدون مقولتهم, التي رددوها في التظاهرات, لينعق بها الجاهلون ألا وهي” قشمرتنا المرجعية, وانتخبنا السرسرية”.
لقد قالها أمير المؤمنين, ويعسوب المسلمين, علي بن ابي طالب, بلسان عربي مبين: ” الناس ثلاث, عالم رباني و متعلم على سبيل نجاة, وهمج رعاع, أتباع كل ناعق, يميلون مع كل ريح, لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجئوا إلى ركن وثيق”.
وبناء على القول السديد, فإن العالم الرباني, يمثل رأي المرجعية, وهو واجب الإتباع, ومتعلم على سبيل النجاة, ذلك من يرغب بمعرفة الحق من الباطل, أما الجزء الأخير الذي يمثل سواد الناس.
ننتظر الجمعة بعد الأخرى, فنحن نعمل كعامل اجير بالأسبوع, لنستزيد من الفتوى الشرعية, لنلعن الظالم على ظلمه, وقد نلوم أنفسنا على ما اقترفناه, بانتخابنا للفاسدين.  

أحدث المقالات

أحدث المقالات