17 نوفمبر، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

هل العبادي يمثل الكتلة الاكبر؟

هل العبادي يمثل الكتلة الاكبر؟

هل يمثل العبادي الكتلة الاكبر في البرلمان؟ وهل هذه الكتلة تؤيد العبادي وتساند حكومته وتسعى لانجاح مسعاه في انقاذ العراق من محنه؟ كثيرون اصبحوا يشككون بان التحالف الوطني هو كتلة برلمانية ذات اهداف ورؤى موحدة، لابل ذهب البعض الى التاكيد ان جهات التحالف الوطني باتت مختلفة وتسعى كل واحدة للاطاحة بالاخرى، وهذا ما لمسه الجميع عبر الازمات الكبيرة التي عصفت بمحافظات الجنوب بسبب الصراع على السلطة والنفوذ، وهو ما جعل المواطن في جنوب العراق ناقم الى حد كبير خصوصا وانه يرى البلد ينحدر تدريجيا نحو الفوضى وان الجهات السياسية التي تمثلهم منهمكة بجمع المال والسيطرة على المشاريع والمؤسسات، بينما هو اي المواطن الجنوبي يرزح حت الفقر ولم يتغير من حاله شيء علما انه جمهور الاغلبية السياسية.

 

نعود الى سؤالنا الاول.. هل يحظى العبادي بتأييد الاغلبية، ولماذا يحاول المضي منفردا منتقدا في كل مناسبة اطرافا من التحالف الوطني بعرقلة حكومته، فهل اصبح نجاح العبادي نهاية لغيره في التحالف الشيعي؟

 

لو اخذنا قانون الحرس الوطني كمثال بسيط وهو قانون يحتاج الى اتفاق سريع واقرار اسرع نظرا للظروف الامنية الخطيرة التي تحيط بالبلد.

 

فالحكومة قدمت مشروع قانون متكامل يمكن من خلاله انهاء ازمة سياسية عميقة بين السنة والشيعة، وايجاد قوة عسكرية ضاربة من المحافظات المحتلة من داعش لانهاء هذا التنظيم الخطير بشكل سريع والحيلولة دون عودته اليها مجددا، وبغية تنظيم صفوف ابناء الشعب ممن تصدوا لهذه الهجمة وفق تشكيلات تنسجم مع هيكل القوات المسلحة العراقية.

 

لكن يبدو ان العبادي في واد وبعض جهات التحالف الوطني في واد آخر، لقد ذكر نواب في البرلمان ان نسخة مزورة وصلت اليهم بخصوص قانون الحرس الوطني، وان التحالف الوطني يعالج ويتفاوض في نسخة غير نسخة الحكومة، الا ان رئيس البرلمان قرر اعتماد نسخة الحكومة وهذا طبعا حسب ما ينص عليه الدستور.

 

هذه طبعا ليست حدود المشكلة .. ان التصدع والاختلاف بين قوى التحالف الوطني لن تضر بحكومة العبادي فقط، بل ستلحق ضررا بكل المكونات وسيسهم ذلك في تعطيل الكثير من القوانين في مجلس النواب.

 

وقد وصل الخلاف بين اطراف التحالف الى عدم قدرته على اختيار رئيس له طيلة سنة كاملة تقريبا،  وهذا يؤكد ان هناك انقسام كبير وهو ما القى بظلاله على حكومة العبادي وعملها كون ان بعض الاطراف تخشى من قوة الزخم التي يحصل عليها العبادي من الاطراف خارج التحالف وكذلك الاطراف الدولية فضلا عن التأييد الشعبي الواسع.

فكيف سيتعامل القائد العام للقوات المسلحة مع قانون الحرس الوطني او القوانين الاخرى اذا كان ائتلافه يحاول وضع العصي في عجلة حكومته، خصوصا بعد ان تيقن ان مشكلة البلد اليوم تكمن داخل الاتلاف الشيعي وليست في الاطراف الاخرى، وكيف سيواجه خصومه داخل ائتلافه بعد ان تأكد انهم مستعدون للاطاحة به لو سنحت لهم الفرصة.

 

ربما تكون فرصته في  الحل الذي جاءت به المرجعية الدينية في النجف بعد ان اعطته الضوء الاخضر بضرب رؤوس الفساد الكبيرة، فهل لدى العبادي الشجاعة الكافية لفعل ذلك. ويكون ممثلا عن الاغلبية بجدارة؟ الايام كفيلة بالاجابة على سؤالنا..

أحدث المقالات