ليس الفساد وحده ما يوجب الانتقاد في البلاد، فهناك الكثير من الاشخاص ممن يتحلون بقدرة هائلة على سرقة “الكحلة من العين” باسلوب مميز وظريف، وربما باعث على التعاطف معهم احيانا كثيرة حتى يقال لهم بالعافية…

وبالمقابل، فهناك اشخاص لا يجيدون اللعبة، هم ورغم فسادهم وسلوكياتهم المنحرفة سياسيا واداريا، اشخاصا مختلون عقليا، تطالعنا عشرات المقابلات الصحفية لهم وجوها توجب معها دعوة الحجر الصحي، فقد دأبت العادة عند الاقوام ان لا تقدم “المخبول” او “المختل عقليا” الى صدارة المجالس وتعطيه مكانا مميزا يسبب سوء السمعة ويعود بما لا يحمد عقباه.

الحديث موجه الى عمار الحكيم مع خالص المحبة، لن نطلب من سيادتكم الكريمة ان يقلل السيد ابو كلل مقدار (الجل) فهي حرية شخصية، ولا ان يقلل من تصريحاته المستفزة، لا ولاحتى تفسيراته (الايروسية) للعديد من متداولات الساحة السياسية من المفاهيم.. اننا امام قضية اكبر حجما واجل من تفسيرات المجلس للانبطاح.. انها قضية الموهبة العظيمة والقدر الرباني، صاحب المائة صنعة، ومبتكر التعدد، ونموذج تداخل المهن وتزاوج الصنائع، انه البطل الرائع “باقر جبر صولاغ”.

نبدأ بملف السيد صولاغ المهني، فهو كما يعلم سماحتكم متعدد المواهب، كثير الحرف، بارع الاداء في كل شيء، وهو ما جعل سيادتكم تعلنون ضمنا عن عقم ولادة نظائر له ولسيادة وزير النفط الحالي، فهو من وزير للداخلية الى وزير للاسكان والاعمار ثم المالية ثم النقل وبين هذه فهو الخبير بالامن والاعلام والسياسة والتجارة والعلاقات الدولية والتفاوض والموانئ واللحيم والتمثيل و……، ولو مد الله في عمره وعمركم الشريف في الحكومة فسنشاهده بلا شك وزيرا للموارد المائية (لانه من برج مائي ربما) ووزيرا للكهرباء (لانه منتول من الصغر مرتان) ووزيرا للنفط (لانه يمتلك مدفأة نفطية في السبعينات) ووزيرا للمرأة (لان مدير مكتبه ومرافقه خبراء في علاقات النساء) ….. الخ.

فاذا كان هذا عقما، نسأل الله الشفاء، وان كان وراء ذلك تهديدا  حقيقا لانفصاله عن المجلس ما دعا سيادتكم الى ترشيحه لابعاد شبح انقلابه وانفراط عقد المجلس، فلا احسب ان ذلك سببا كافيا للتفريط بسمعة المجلس.

ان مثل صولاغ وعادل عبد المهدي وماجد النصراوي واخرون، جعلوا من تلك الجموع المليونية التي استقبلت عمكم ذات يوم مهرولة على الاقدام وهي تهتف (وين الحاربك وينه) واستقبلت اباكم في العمارة والكوت بعشرات المئات، هي ذاتها التي تنتفض اليوم مرددة اسوء الشعارات بحقكم، وكأنكم نعم الخلف لذلك الارث.

اعود لصولاغ واسأل جادا هذه المرة ماذا يلزمكم بعد كم الفضائح هذا الذي مني به الرجل بالتمسك به؟

النقل بدأت بالتراجع وسياسات الوزير التي تدار من قبل مدراء مكتبه واولاده ومرافقيه بدأت تزكم الانوف، ولا دليل اكبر من انعدام الرقابة وخروج المظاهرات (وأرجو مخلصا ان لا تصفوهم بالمندسين رجاء) وتراجع الخطوط الجوية العراقية لمنع طائراتها من التحليق في الاجواء الاوربية وافلاس شركات عديدة وتنامي الفاسدين والمنبوذين وبيع المشاريع وتقسميها بشكل مفضوح “نهارا جهارا”.

تبدأ السلسلة من مدراء مكتب الوزير وعلاقاتهم المشبوهة وفرض الجبايات وتعقيبهم النساء وافراغ العقد الذاتية والنقص بهذا، حتى وصل الامر بتولي “مشبوهات ومنبوذات” لادارة اقسام مهمة في الخطوط الجوية العراقية، وكذلك السادة مرافقي الوزير الذين يتمتعون بملف اسود فيما يخص النساء.

المفتش العام في وزارة النقل، المجتث الذي تستر عليه هادي العامري فكان كما عرف عنه (اجبن من اسماعيل ياسين) بدأ باخذ النسب في وضح النهار وهو اليوم سند لكل المفسدين في اغلب الدوائر، يبعث هو وسمساره (امين) لابتزاز المقاولين وتهديدهم بالكتابة عليهم وسحب الاعمال منهم، ومن ثم وكالات الخطوط الجوية في الخارج التي صارت (مسخرة) الى ترشيح مدراء الاقسام مقابل مبالغ الى الى الى… حتى ينقطع النفس.

انه حقا امر دبر بليل كما يقول الوزير الذي صار حديث الشارع، اليس عند سماحتكم تلفازا تشاهدون ماذا تكتب الناس؟ اليس لدى مقرب منكم اشتراكا بالفيسبوك فيرى حجم المؤامرة وجموع المندسون والخونة الـ30 مليون عراقي الذي يسخون من تدبير الامور ليلا حسب الوزير؟

كل شيء بدأ بالتراجع، فمنذ ان تولى الوزير الوزارة الغى تعيين ما يقارب 2500 شخص كان قد عينهم الوزير السابق، فيهم نحو الف شخص من اهالي البصرة، حسب ما ذكر مقربون منه، اليس في ذلك فاجعة تضاف الى كم الفجائع التي تعاني منها البصرة، ولنتصور تسريب اسماء الملغى تعيينهم من قبل البعض، ماذا سيكون مصير سماحتكم؟

صولاغ الغى كل المعونات التي قدمها الوزير السابق للحشد الشعبي؟ وحسب مقربين فهو مخالف للتوجه بمساعدة الحشد؟ وهو امر مفصلي بعد ان كانت وزارة النقل وحدها تمول الحشد الشعبي، وهذا توجه ايضا قام به وزير النفط، ما يعني انه في النهاية توجه المجلس الاعلى ازاء الحشد الشعبي؟ فلماذا توصلون الناس الى هذا الاستنتاج؟ وهل من المنطقي ان تقف المنابر الحسينية لتنتقد الوزارة على مقاضاة ابطال الحشد لمبالغ ازاء نقلهم من والى الجبهة؟ انه لعار في جبين صولاغ الى يوم الدين!!!!

العقود التي ابرمت لولده محمد، التعيينات والتنقلات التي يقودها ولده (زيد) بمساعدة وواسطة مرافقه (عماد) الم تصل اليكم اخبارها؟ الم تسمعوا عن تكسي المطار وصفقات الوكالات بالخارج (وكيل لندن وايران والامارات ولبنان) وغيرهم؟!!

اقولها مخلصا لكم سماحة السيد، احجروا على هذا الرجل قبل ان تطاله اصوات المتظاهرون فيحرق الاصفر كله؟ سارعوا الى حملة عاجلة باقالة وكلاء الوزارة ومفتشتها وبعض المدراء العامين الفاسدين قبل ان تظهر للاعلام ملفات في غاية الخطورة قد تطيح بعرش الجادرية كله؟ احفظوا لذكرى عزيزكم حب الناس ولا تجعلوا مصريكم كمصير عزيز الذي انتهى به الامر الى مقبرة في عمان!! فالمكان واحد والتاريخ يعود ولا يرحم!!

في المرة القادمة سنكمل بالارقام عن فساد وزارة النقل والنفط ولكن وسط ساحة التحرير انشاء الله تعالى.