15 نوفمبر، 2024 9:45 ص
Search
Close this search box.

الإخوة المتظاهرون أبن ربيدة ما يصيد غزال

الإخوة المتظاهرون أبن ربيدة ما يصيد غزال

نحن العراقيون شعب حي وجميل , وقديمٌ قِدم الأرض , ونحن صُناع الحرف , ومبتكري الكلمة , ونحن ملحُ الأرض . كلماتنا سحر تَهتزُ لها الأفئدة وتهوى لها النفوس , ومن كلامنا الجميل الأمثال الشعبية في المنطقة الغربية والوسطى التي تحتاج إلى موسوعة جامعة نتمنى على المختصين والمهتمين السعي لانجازها على غرار موسوعة الأمثال البغدادية التي أنجزها الشيخ جمال الحنفي . من الأمثال الرائعة المنتشرة في المنطقة الغربية والوسطى المثل الذي وجدته مناسبا كعنوان لمقالتي ( ابن ربيدة ما يصيد غزال ) وللمثل قصةُ لطيفة تتلخص بأن سيدة من عشيرة ( البو حشمة التي تقطن في محافظة صلاح الدين ) تدعى ( ربيدة ) كان لها ولدُ غبي سيء الحظ يذهب إلى الصيد حاله حال أقرانه من شباب منطقته ولكن المفارقة إن الجميع يأتي بصيده لأهله متباهيا فخورا إلا صاحبنا ابن ربيدة الذي لم يجلب في حياته صيدا يؤكل فمرة يصطاد ( حصيني ) ومرة يصيد الأفاعي السامة ومرة يصطاد ( الغرير) فذهبت حكايته مثلا ( أبن ربيدة ما يصيد غزال ) حاله حال سياسي العراق بدون استثناء .

المظاهرات التي انطلقت شرارتها في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط ضد حكومة الفساد ما هي إلا غسل للعار الذي سببه ساسة الاحتلال والفساد للمكون الشيعي في العراق باعتبار إن الحكومة بيد الأحزاب الإسلامية الشيعية ( ولحد يتعيقل براسي ويكول حكومة شراكة وديمقراطية ومن هالكلاوات ) .

المكون الشيعي في العراق مكون أصيل ومحترم وضارب في عراقة الأرض العراقية وعروبتها فمن غير المعقول أن تعجز مدرسة علي بن أبي طالب سيد الرجولة والبلاغة أن تنجب رجال شرفاء يستطيعوا أن يصححوا مسار السوء الذي انتهجه الساسة الشيعة( باعتبار إن الساسة السنة لا قيمة لهم ولا تقدير ) لتدمير البلاد والعباد منذ عام 2003 ولحد الآن .

المظاهرات خرجت لوضع حد للحالة الكسيفة التي يعاني منها المواطن العراقي فساستنا كلهم لصوص بامتياز وسرسرية باحترافية , وعلى العبادي أن يستغلها لضرب الفاسدين والخصوم الذين يحاولون وضع العصا في دواليب حركة العبادي وخصوصا انه اخذ تفويض من الشعب والذي يحدث فرصة تاريخية لا مثيل لها ويجب أن يتحرك العبادي فورا وان لا يكون مثل ( ابن ربيدة ) ويضرب الفاسدين وأتصور إن هذه هي الفرصة الأخيرة وإلا سيغادر التاريخ دون رجعة .

كتب العظيم عمر بن عبد العزيز لأحد عماله :

( لقد كثر شاكوكَ , وقلَ شاكروك , فإما عَدِلتَ , وإما اعتَزلت )

فيا سيادة رئيس الوزراء إما عدلت وإما اعتزلت ( هذه المرة الشعب العراقي يقول )

كل المتظاهرين يقولون من على شاشات التلفزيون : نحن مع العبادي لضرب الفساد والفاسدين ومرجعية النجف صرحت على لسان الكربلائي بأنها مع العبادي لضرب أوكار الفساد وهذا

تفويض شعبي وشرعي ويجب استغلاله الاستغلال الأمثل لتخليص الناس من غول سُراق المال العام .

احتاج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سنة واحدة لبناء قناة سويس جديدة رديفة لقناة السويس الأصلية وبمبلغ مليار وربع المليار دولار فكم تحتاج يا سيادة الدكتور لاجتثاث الفساد من وزارتك .

تذكر كتب التاريخ أن الفاروق عمر قال : توشك القرى أن تَخربُ وهي عامرةٌ . قيل كيف تَخربُ وهي عامرةٌ ؟؟ قال : تَخربُ إذا علا فُجارها أخيارها .

وساسة العراق كلهم فجار بلا استثناء .

الشعب العراقي انتفض ضد الفساد والكرة الآن في ملعب العبادي ونتأمل الخير رغم علمنا إن عقلية حزب الدعوة لا زالت هي التي تحكم ورغم علمنا ( إن جلب السوك ما يطرد غزال ) إلا إن الأمل يشدو في عقولنا لعلمنا إن الشعب العراقي شعب الأحرار , ( وأثاري الليل مهما يطول لابد ما تجي الغُبشة ) ..

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات