الفاسدون يلعبون أدواراً فاشلة دائماً، لذا لا يجب الحكم على ميزات الرجال، بمؤهلاتهم ولكن بإستخدامهم لهذه المؤهلات، وإن الهزائم المتكررة، والأوضاع المتردية، لساسة ما قبل التغيير، الذي دعت إليه المرجعية الرشيدة دليل كاف، على سياسة الفشل والتخبط، فكانوا رجالاً لا تلهيهم المجازر والدماء، عن التجارة والبيع بمقدرات الشعب، وهم في الأصل لا يخافون يوماً، تتقلب فيه الأبصار، لذا فمن الطبيعي ان تخسر الامة أمرها، إذا ولت عليها من لا يستحق!
السماح بفرض الإرادات بالقوة، والتساهل مع الفاشلين، يعني التخلي عن طريق العدالة والحق، والمشروع الديمقراطي، الذي دفع لأجله الغالي والنفيس، لكي تستمر الحياة، فالأقوال الفقاعية لا تغير من الحقيقة أي شيء، وبما أن التسامح لا يعني نسيان الماضي بالكامل، فعليه يجب مأسسة التحالف الوطني، بشكل مغاير تماماً لما سبق، ليأخذ دوره القيادي في الساحة السياسية، ولتطل هذه الكتلة الكبيرة، بتضحياتها الجسيمة المدونة في التأريخ، على عتبات الجنة بإنجازاتها لا بإنتكاساتها!
لا نريد تراجعاً لمسيرة التحالف الوطني، فبرغم فداحة الخسارة، على سنة مضت دون إنجاز يذكر، فلابد من نهاية مشرقة وعادلة، لهذا التعطيل المقصود، لأن الزبد يذهب جفاء، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وعليه نحن بحاجة الى جهود كبيرة، وعقول مسؤولة قادرة على تجاوز الأزمات، وضمائر وطنية حية، وحكمة في القرارات، لنسجل نتائج صحيحة لأوضاعنا المتشابكة، فمن المهم جداً أن نتعلم مهارة تصحيح الأخطاء، لأن التوافق أساس الشراكة الحقيقية!
الأمة التي ليس لديها ما تقدمه سوى ماضيها، لن تنتج في واقعها إلا الإختلاف والعطب، لمنظومتها السياسية، لذا نرفض العودة الى الوراء، للتفكير بالمستقبل، كما أن التعنت السياسي، ليس أكثر من حدث طارئ، يتوقع الفاشلون إستمراره، لتعطيل مأسسة التحالف الوطني، وعدم تفعيل دوره في قضايانا المصيرية، على أن أجنحة الغراب الأسود، ستلتهمها ألسنة الحق، ولن نسقط في فخ التكرار، أو الإعادة والترهل، فهذه كلمات خاصة بالطغاة، والفاشلين، والفاسدين ليست إلا!
قال الإمام علي (عليه السلام): (إذا لم تكن عالماً ناطقاً، فكن مستمعاً واعياً) لذا فعلى القيادات المتشنجة في التحالف الوطني، أن تراجع نفسها، وتقرأ الأحداث جيداً، لنقطع دابر الذين ظلموا، والقديس الخاسر سيدرك عاجلاً ام آجلاً، أن يداه لا تزال تهطل بالعطايا عبثاً، فحريته المزيفة عبثت بأرواح الأبرياء، وسحقت أحلامنا تحت الوسائد، ورمت بها في الأرض، أما نحن فسنكمل الطريق، لأن عراقنا وطن عظيم، يستحق مزيداً من العظمة، والعطاء، والتعايش!