الدعم الذي حصل عليه العبادي من مرجعيات دينية وقواعد شعبية ومكونات سياسية في تصديه لمحاسبة الفاسدين ، لم يحصل عليه أي سياسي ولم تتاح مثل هذه الفرصة لأي حاكم منذ عام 2003 الى الآن ، ولو استثمر العبادي هذه الفرصة وملأ السجون بالذين عاثوا في العراق فسادا ً لأصبح العراق في رغد وسعادة وهناء بعد أن طافت به الزمر الفاسدة من سياسي الشيعة والسنّة وعاثوا به وبالعراقيين فسادا ً وخرابا ً .
أيها العبادي :
اغتنم هذه الفرصة التي قال عنها سيد الأوصياء علي ” ع ” :
( إغتنموا فرص الخير فإنها تمرّ مر السحاب ) وهذه الفرصة ربما لا تتكرر وانت الآن أمام مسؤولية وطنية وتاريخية ونحن لم نطلب منك أن تخرق الأرض وتبلغ السماء وتقوم بتجفيف بحار الكون ، نطلب منك ياسيادة رئيس الوزراء أشياء ممكن تطبيقها وهي الصلاحيات الدستورية التي تنطلق منها وتعمل بموجبها في تحويل بعض رموز الحكومة ” الفاسدين ” الى المحاكمة وعدم الإكتفاء بالغاء مناصب نوّاب الرئاسات الثلاث وغيرها من المعالجات الهامشية … افعلها يارئيس الوزراء و لاتخف من أي جهة طالما أنك على حق والجميع يقف معك في شق هذا الطريق الذي سئمنا منه … لقد سئمنا كثيرا ً وبلغ السيل الزبا ولم نعد نحتمل أكثر من ذلك .. لقد سئمنا وتشتتنا على يد الفاسدين واصبحنا احياء اموات … واجساد بلا ارواح … افعلها يارئيس الوزراء ولاتأخذك في الحق لومة الطائفيين واسفل السافلين من هذه العملية السياسية … لقد دقّت ساعة الشروع في العمل و حان وقت القضاء على كل الفاسدين .
و نحن نعلم بأنك سوف تصطدم بمعارضيك من < التحالف > الذي تنتمي اليه وبالتأثيرات والضغوط الخارجية لكن عليك أن تدرك جيّدا ً أن هذا الدعم الذي حصلت عليه من الجميع سوف ينعكس عليك سلبا ً كما انعكس على سلفك إذا لم تقوم بهذه المهمة .. وان هؤلاء الذين يقفون أمامك ويحاولون افساد مشروعك الإصلاحي اوهن من بيت العنكبوت … لأن العوامل الداخلية والفعاليات الشعبية اقوى من أي عامل خارجي وقد منحك هذا الشعب صك مفتوح في رسم خارطة طريق لمكافة حيتان الفساد وانت الآن أمام طريقين لا ثالث لهما :
اما أن تكون مع الشرفاء الوطنيين ومع الذين يخافون الله في هذا الشعب وسيذكرك التاريخ بشرف .
واما أن تكون مع سرّاق المال العام والذين يتاجرون بدماء العراقيين وسيلعنك الله والتاريخ والشعب الى ابد الآبدين .