في تدخل سافر بالشأن العراقي وصف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية فيروز آبادي العملية السياسية بأنها ثورة ناجحة وأن التظاهرات هي أعمال تخريب تحركها أيادي غير إسلامية . ولا أعلم هل لإيران وصاية على الشعب العراقي حتى تقرر له نوع النظام الذي يجب أن يتبناه ويعمل تحت ولايته وإذا كان العملية السياسية في نظر الإيرانيين ثورة ناجحة فيا ترى لما يدعمون تيارات تدعو إلى تحويل النظام في العراق من برلماني إلى رئاسي !؟ تصريحات آبادي آذان بقمع التظاهرات في العراق
وأخطر ما في هذا التصريحات أنها صدرت من قيادات عسكرية , تجاه متظاهرين سلميين لا يحملون غير لافتات تدعو إلى إقالة المفسدين وتحسين الخدمات , وهي رسالة واضحة من إيران إلى العراقيين بأنها لن تسكت في حال فقدت هيمنتها على العملية السياسية , ويبدو أن الجارة الشرقية كانت تعتقد في بداية الأمر أن بإمكانها تسخير التظاهرات لصالح حلفاءها إعتماداً على المشروع الطائفي ومدى توغلها وتوغل أحلافها فيه , والظاهر بعد تصريحات رئيس الأركان الإيراني إنها فقدت سيطرتها على زمام الأمور وأن مشروع ركوب موجة التظاهرات قد أسقطه وعي الشعب , لذا من الواضح أن السيناريو الإيراني القادم هو قمع انتفاضة العراقيين لأجل الإبقاء على ولاء المفسدين لإيران في سدة الحكم , وأخطر ما في هذا السيناريو هو تشويه صورة التظاهرات بإحداث فوضى في وسط وجنوب العراق , وليس بالضرورة أن تنفذ ذلك مباشرة , فيكفي أنها تعطي إشارة لحدوث خروقات أمنية لعملائها كما حصل في الموصل بسحب الجيش , ولذا قد تُكرر إيران هذه السيناريو مع المتظاهرين الأبرياء وهي تهيئ لذلك عبر فتاوى تصدر بين الحين والآخر من رموز الفساد ومعممي الفتنة في المؤسسة الدينية بأن التظاهرات هي أمر دبر بليل , وقد حذرالمرجع والمتظاهر الناشط الصرخي الحسني في بيان له بتاريخ : الاربعاء 12 / 8 / 2015 قائلاً
5ـ بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان ،
6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد.