18 ديسمبر، 2024 11:50 م

دولة داعش على أفكار ابن تيمية وليس على منهاج النبوة

دولة داعش على أفكار ابن تيمية وليس على منهاج النبوة

رفع ويرفع الدواعش شعار ( دولة إسلامية على منهاج النبوة ) لكن هذا الشعار بعيد كل البعد عن الواقع, فإن دولتهم المزعومة هي دولة على منهاج إبن تيمية, ودليل ذلك إنهم أي الدواعش جعلوا ابن تيمية وفكره ومنهجه هو الأساس ومنه يأخذون الفتوى والحكم وليس النبي ” صلى الله عليه وآله سلم ” ولا حتى الخلفاء رضي الله عنهم ولا الصحابة الأجلاء بل إنهم يسيرون على فتاوى إبن تيمية, هذا واضح جدا في كل ما صدر ويصدر منهم من أفعال تكفيرية دموية ومثال ذلك هو ما قامت به قيادات داعش من اصدار أمر لعناصر التنظيم بالإنسحاب من مناطق معينة من الموصل بحسب فتاوى ابن تيمية التي تجيز الإنسحاب من أرض المعركة إذا كان “عدد الكفار أكبر من عدد المسلمين ” !! ففي نظرهم السنة كفار والشيعة كفار وكل الطوائف الإسلامية الأخرى كفار

ولهذا وكما يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الخامسة عشرة من بحث ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الإسطوري ) حيث قال…

{{… إرجعوا إلى دولة الدواعش, كل القتل والإجرام الذي يفعل الآن, كل الفكر التقتيلي الآن, كل سفك الدماء الذي يحصل الآن, كلٌ منكم يجري استقراءاً ما هي الأفكار التي يحقن بها هذا المغرر به, هذا القاتل؟ هل أفكار الخليفة الأول أبي بكر ” رضي الله عنه ” أو عمر ” رضي الله عنه ” أو عثمان فضلاً عن آل البيت ” سلام الله عليهم ” ؟ لا يوجد, هل أفكار أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل ؟ لا يوجد, هي أفكار أبن تيمية, نعم هذا هو الحاصل, هذا هو الواقع, فعندما نتعامل مع إبن تيمية وأفكار ابن تيمية لأنها هي الأفكار القاتلة, ليس منهج عمر ولا منهج أبي بكر ولا منهج عثمان ولا منهج أئمة المذاهب منهج التقتيل والتكفير, لا , هذا منهج التيمية …}}.

وهذا هو الواقع الذي لا يمكن لأي عاقل أن ينكره, فهذه كتب وأدبيات إبن تيمية ممتلئة بالتكفير لكل الطوائف والملل والنحل الإسلامية وليس التكفير فقط بل التكفير وإستباحة الدماء والأموال والأعراض وإنتهاك المقدسات, حتى صار الأمر أصلاً عند أتباعه وهذا ما تجده واضحاً في كلامهم, فعندما تناقش أو تتحدث مع أحدهم عن سبب قيامه بهذه الجريمة أو تلك أو بهذا الفعل المشين الذي لا يمت للإسلام بصلة يقول لك ( قال شيخ الإسلام أبن تيمية كذا وكذا ) فيستدلون بفكر ورأي إبن تيمية ويأخذونه كفتوى شرعية لممارسة أفعالهم وجرائمهم ونادراً ما تجدهم يستدلون بحديث أو رواية عن النبي ” صلى الله عليه وآله وسلم ” أو عن الخلفاء والصحابة وحتى هذه الرواية التي يستدلون بها تجدها هي محط خلاف أو موضوعة ومن صححها ابن تيمية أما الروايات التي يصححها غير إبن تيمية فلا يأخذون بها فعندهم الإسلام محصور في إبن تيمية فقط وفقط وكأنه هو النبي وهو الخليفة وهو الصحابي ولا يمكن النقاش أو الإعتراض على قول من أقواله, فأصل الإسلام المتطرف هو الفكر التيمي التكفيري القاتل السافك للدماء. فدولتهم المزعومة هي على منهاج ابن تيمية وليس على منهاج النبوة كما يدعون.