23 ديسمبر، 2024 12:37 م

بعد انقضاء شهر رمضان المبارك استعاد شارع المتنبي بعض بهائه ، حيث زحفت جموع المثقفين الى هذا الشارع لاداء طقوسهم الثقافية وازدحم من جديد بعد ان عاش فترة سبات طوال شهر رمضان المبارك ، و قد توقف المركز الثقافي البغدادي عن إقامة النشاطات التي تعودت قاعاته ان تستقبلها كل جمعة .. وغلقت ابوابه وعزف كثير من رواده عن إقامة نشاطات مماثلة في مناطق أخرى ، إضافة الى ان حرارة تموز التي قاربت الخمسين درجة مئوية منعت الكثير من التوجه الى المركز الثقافي خلال تلك الفترة ..

ومع ان درجات الحرارة لم تنخفض وان تموز وبعده اب اشد حرارة على العراقيين وهم على موعد بايام ساخنة واجواء لا يحتملها غيرهم لانهم لا يملكون صبرهم ، فان الجمعة الأولى بعد رمضان والتي وافقت في الرابع والعشرين من تموز شهدت زخما واضحا في اعداد المثقفين الذين توجهوا الى المتنبي بعد انقطاع دام شهر .

والمركز الثقافي عاد لافتتاح ابوابه امام نشاطات المجتمع المدني ، الا ان الجمعة هذه شهدت اربع فعاليات فقط ، تمثلت في ندوة عن الانساب واصبوحة شعرية ومعرضا للكتاب بينما اغلقت اكثر القاعات التي كانت تزهو بمختلف النشاطات .

مبنى القشلة شهد نشاطات مختلفة وتجمعات هي في الحقيقة الأكثر خلال الأشهر الماضية حيث ازدحم فيه رواده على شكل تجمعات لغرض القاء الشعر وسماعه واجراء حوارات مختلفة لذلك كان الحضور فيه واضحا وبينا ، بيت المدى احتضن ندوة ثقافية عن الفنان ضياء العزاوي حيث اعدت صحيفة المدى كعادتها ملفا خاصا عن الفنان العراقي الكبير تناول سيرته وملامح فنه وسيرة التجريد لديه وجمالياتها ومزجه الرسم بالنحت واهمية محيط اللوحة الفنية ورسمه لوحته الشهيرة التي ارخت لمذبحة ( صبرا وشاتيلا) وميوله الى الزخرفة واستخدام الحروف العربية وابراز جماليته إضافة الى تجربته في الكتابه.

من المتوقع ان ينمو المشهد الثقافي في الجمعة القادمة وان تفتح أبواب قاعات المركز الثقافي على نشاطات اعتدنا ملاحظتها في الجُمعات السابقة ولا نعتقد ان حر شهر اب سيمنع المثقفين من التواجد في شارعهم المحبب حتى وان حرق المسمار الباب.. شارع يزخر بالثقافات ومثقفون يزحفون اليه كل جمعة لا يمنعهم عنه حر ولا برد ولا صيف او شتاء .. سيكون لهذا الشارع شان كبير في التوثيق للثقافة العراقية وسيكون له دور الريادة عندما تذكر الثقافة والمثقفين بعد مئات السنين من الان ، كما يذكر المربد وسوق عكاظ رغم مرور أربعة عشر قرنا على تلك المشاهد الثقافية ..

سوق الكتب ستزدهر من جديد وربما تشهد الأسابيع القادمة زخما غير معتاد طلبا للقرطاسية بعد ان اقترب الموسم الدراسي الجديد . فهذه هي أدوات التعليم والتثقيف واليات تعليم الصغار وكيف ينشأون مثقفين كبار .