إرتعبت الحكومة ممثلة بوزير النقل باقر جبر الزبيدي من التظاهرات التي قادها عمال السكك وقيام سائقي القطار بتحريك القطارات وقطع الطرق في بغداد وذلك إحتجاجاً على تاخر دفع رواتبهم وسرعان ماكُبحت التظاهرة تحت شعار مؤامرة (دُبرت بالليل) تقف خلفها جهة سياسية.
لقد تعود ساسة العراق وهم حكومته في نفس الوقت بأنهم مدعومون من قبل أحزابهم يسرقون أموال الشعب ويزيدون في قوة تلك الأحزاب، لم يعتد هؤلاء الحركة دون مظلة أحزابهم التي تحميهم حينما يسرقون وتبرر لهم حينما يُخطئون وتتستر عليهم حينما يُفسدون، وتغتال كل من يقف عقبة في طريقهم وهم يمارسون عملية تخريب منظم للعراق.
لقد تم مطالبة العمال الذين قادوا التظاهرة بتقديم إعتذار للشعب العراقي لأنهم تسببوا في تعطيل حركة السير في بغداد وكأنه الشعب العراقي قد تم الاستجابة لكل مطالبه وبقي يبحث عن الإعتذار ممن تسبب في تعطيل حركة السير في يوم السبت وهو يوم عطلة، وسرعان ماتحول الإعتذار إلى استضافة في مكتب وزير النقل يبث من خلال ذلك رسالة إلى الحكومة والشعب بأنه تم السيطرة على الأمر ويهدد بعد ذلك بمحاسبة المقصرين وإجراء تنقلات في السكك في محاولته إخراس كل صوت عراقي شريف كي لايرتفع ثانيةً .. وفي المقابل تبدأ رسائل التهديد بجعله (عبرة لمن يعتبر).
إن الرعب الذي تسببت فيه هذه التظاهرة ناتج عن قدرة عمال السكك على السيطرة على بغداد وهو أمر لم يكن في حسبان الحكومة فهي تحسب حساب للمليشيات وتخشى الإعتراض على كل الخروقات التي تقوم بها تلك المليشيات ولكن لم يرد في حسابات الحكومة ولادة جهة شعبية لاتحمل السلاح ولا تنضم لأي حزب أو تيار سياسي ولاتدعهما أي شخصية سياسية أو دينية بل حتى مديرها العام تخاذل عن الوقوف إلى جانب موظفيه وتخلى عنهم، وأن مثل هذه التجمع الشعبي العمالي أن يقوم بتنظيم نفسه وأحداث تأثير. أن ماأثار الرعب في النفوس التي غرقت في الفساد هو أمطانية السيطرة على بغداد أو قطع الطريق المؤدي الى المنطقة الخضراء، المنطقة الاشد فسادا على وجه الكرة الارضية والتي تضم أكبر ثُلة من الفاسدين ساهمت في تدمير العراق وتقسيمه وسرقة أمواله.
نسيت الحكومة ممثلة بوزيرها المتشدق بالحفاظ على حقوق المواطنين وأن ماجرى يُعد خرق امني لبلد مخترق من كل الجهات، نسيت تلك الحكومة أن الظلم الذي
يعاني منه البسطاء والفقر وفساد هذه الحكومة هم أكبر حزب داعم لأي حراك شعبي ونسوا أيضاً أن أكبر الثورات في التاريخ قادها العمال والمظلومون والمغتصبة حقوقهم.
أقول مؤكدة ماقاله وزير النقل بأن (جهات مشبوهة تقف خلف التظاهرة) فعلاً ان الداعم الكبير والجهات المشبوهة التي تقف وراء هذه التظاهرة هو فسادكم الذي فاق كل فساد وطال كل مؤسسات الحكومة ونخرّ جسد العراق وأبنائه حتى ضاقت بهم السُبل فخرجوا محتجين معترضين، فلا تستهينوا بالفقراء والضعفاء اذا ضاعت حقوقهم فسيكونوا أشد بكم فتكاً من حملة السلاح والمدعومين من جهات سياسية ودينية.