بعد ان انقلبت الموازين واستدارت عقارب الغرب باتجاه الرؤية العربية التي تمثلها المملكة السعوديـة و دول الخليج العربية و ايضاً مصر و تركيا الى حدٍ ما في قبال الرؤية الايرانية التي استولت على المشهد العراقي لعدة سنوات قبل و بعد خروج القوات الاميركية من العراق ، و بعد ان فقدت الحكومة العراقية و منذ أكثر من سنة 30 % من الارض العراقية بيد داعش فلا بد من اعادة الحسابات ووفقا للتأمل في هذ التغيرات الكبيرة و المتسارعة ـ و ان كنت استبعد هذا من ساسة الفشل العراقي ـ و ان من هؤلاء الساسة المتنفذين يعولون على الرؤيــة الايرانية التي جعلت من العراق الساحة الخلفية لإيران في نزاعها مع الغرب و القوى المناهضة للاستراتيجية الايرانية في المنطقة و العراق تحديداً هذه الاستراتيجية الايرانية التي ليس فيها أي مساحة لمصلحة العراق ! كدولة وشعب و حكومة ، إن الرؤية الايرانية اهملت حتى مصلحة حلفائها ( أذنابها ) ! وجعلتهم مباشرة في مواجهة العاصفة الاميركية التي قد تهب عليها في أي لحظة علماً انهم و غيرهم قد جاءوا لحكم العراق على الدبابات الاميركية . وفي نفس الوقت ان هؤلاء الساسة و منظومتهم الحكومية ما زالوا يراوحون في مكانهم و لم تفلح كل محاولاتهم في دفع الخطر الداعشي الذي كشر عن انيابه على مقربة من عروشهم هذه العروش التي انستهم وطنهم وانتمائهم وشعبهم الذي لا ينظر اليهم الا كزعماء حرب و سماسرة فساد مالي و اداري و اخلاقي ، وبالبساطة الشديدة فهم يعولون على حصان ايران الخاسر . لسنا هنا في صدد تقيم الاداء الحكومي للسيد العبادي ولكن الواضح ان ابواق الطائفية تعلوا اصواتها و زعماء الحرب وقادة المليشيات يتصدرون المشهد العراقي ، تنفخ هذه الابواق الدعائية لتثير الحميات الطائفية في هذا الجهة و تلك تماماً كما تسوق داعش بضاعتها المشبوهة . بالرغم من وضوح هذه الصورة حتى للمواطن العادي وكيفية تحول السياسة الاميركية التي لم تلتزم حتى بمضمون الاتفاقية الامنية المقيتة التي عارضها الوطنيون الصادقون بصيغتها و بناءها التي بنيت عليه فقد وقعها المالكي مع الأمريكان ، تتجه السياسة الاميركية على اقل تقدير الى ترك الحكومة العراقية المفتتة لوحدها امام داعش ومن ورائه بلا أي اسناد حقيقي لتتفرج على الجولات التي يقوم بها داعش التي يريد لها ان تكون طويلة لاستنزاف مقدرات الدولة العراقية التي تعيش اسوأ حالاتها سياسياً و اقتصاديا وعلى كل الاصعدة ، برغم من هذه الصورة الواضحة يصرح قيس الخزعلي وهو من ذيول ايران في
العراق انه سيدخل الفلوجة ليأخذ الثائر كما دخل تكريت و البوعجيل وكأن المسألة هي مسألة ثار وليس بناء دولة وبناء مجتمع و البحث عن استقرار الذي تنشده جميع الاطراف العراقية ما عدا تجار الحرب و الدماء ، وهذا يثبت انه يتلقى الاوامر من خارج الحدود في معزل عن توجهات الحكومة العراقية التي تتعرض للهزات واحدة تلو الاخرى ونسي او تناسى ان الدولة العراقية في حالة دفاع وهذا الامر مخجل وغريب جدا ان الدولة بكل مقدراتها تعجز عن ايقاف من تسميهم عصابات داعش وليس السبب قوة داعش وانما ضعف وهزال المنظومة الحكومية العراقية بكل مفاصلها , وهذا الهزال الذي تريده ايران واعداؤها على حد سواء للحكومة العراقية .
ولا ننسى ما قاله هادي العامري وهو من اقزام ايران في العراق قال انه يعمل حسب ما يراه ويوجه به الولي الفقيه في طهران ولا أدري اذا كان العامري يعمل وفقاً للرؤية الايرانية والولي الفقيه لماذا لم يبقى في طهران ويطبق كل فتاوى الحكومة الاسلامية في ايران !! فليته لم يعرفنا ولا عرفناه.
الا يفكر هؤلاء وهم كثر من المحسوبين على الشيعة و ايضا السنة لا يفكرون ببناء الدولة و اقامة مؤسسات حقيقية و انهم المؤتمنون على هذا بل يفكر هؤلاء بعقلية زعيم المجموعة المسلحة والقوة التي تحارب الدولة أيا كانت ويقدمون المصالح الشخصية حتى على مصير البلد والشعب الذي صار مجهولا والجميع يتجه نحو الهاوية اما الاكراد لا يفكرون الا بإقليمهم المنشود ودولتهم المأمونة .
على الجميع مراجعة المواقف والأبجديات وان كان هذا مستبعدا من الساسة ولكننا نقول هذا الكلام لله وللضمير والا يكون العراق حطباً لحرباً خاسرة ولا يربح فيها الا اعداء العراق الحقيقيون المتمثل بالثلاثي المميت وأوله الإدارة الأمريكية المشئومة ورائها الصهيونية العالمية وثانية المصالح الاقليمية التي لا تضع في حساباتها معاناة العراقيين الطويلة سوآءا رؤية ايران او رؤية خصومها العرب و الاتراك وغيرهم فالجميع تحركهم الدوافع الطائفية المقيتة المعروفة وبين هذا وذاك ومرتبطا بهما يضع سيف في رقاب العراقيين ‘ كل هذا والكثيرون مازالوا في نومتهم الطويلة فهل من صحوة قبل أن نصل الى نقطة الا عودة .