23 ديسمبر، 2024 5:22 م

خارطة طريق لنجاح التظاهرات ترسمها المرجعية العراقية

خارطة طريق لنجاح التظاهرات ترسمها المرجعية العراقية

بطريقة مختلفة في تعامله مع الأحداث و كما عودنا المرجع الصرخي حين ينظر للحدث و أسبابه و نتائجه و بنظرة واقعية و تحليل موضوعي ينطلق من رؤيته كمحلل و باحث و قارئ للأحداث بمهنية و موضوعية و ليس بعقلية المؤسسة الدينية الكلاسيكية التي لا تجيد إلا التعامل و تحريك الشارع بطريقة الفتوى التي هي بالأصل تحجيرا” لعقل الأمة و تقييدا” لحرياتها و سلبا” لإرادتها و تسخيرا” لقدراتها لصالح جهات محلية أو خارجية من خلال سياسة مسايرة الشارع و ركوب الموجة و كما هي عليه سياسة المؤسسة الدينية في النجف و منذ عام 2003 .بهذه الطريقة من الواقعية و الموضوعية و المهنية خاطب المرجع الصرخي الجماهير العراقية في وسط و جنوب العراق و التي خرجت للمطالبة بحقوقها المشروعة و المسلوبة و التظاهر حول موضوع أزمة الكهرباء من خلال بيانه الذي أصدره بتاريخ (2/8/2015) بعنوان ((الكهرباء …. أو … الأطفال و النساء و الدماء )) ,ذلك الخطاب الذي مثل بحقيقته خارطة طريق متكاملة لتوجيه مسار تلك التظاهرات نحو تحقيق هدفها و غايتها الكبرى في استرجاع الحقوق و التنبيه و التحذير مما يمكن أن يعترض تلك المسيرة المباركة لأبناء الوسط و الجنوب من عمليات استغلال و ركوب الموجة و توظيف لتلك الحركة المباركة من قبل القوى و الشخصيات السياسية الفاسدة و كذلك من قبل دولة معينة لتحقيق أهدافها أو مشاريعها في العراق أو المنطقة من خلال استغلال تلك التظاهرات و كذلك احتمالية تقييد حركتها من قبل المؤسسة الدينية الكلاسيكية بأسلوب الفتوى و تحت مبررات واهية . و قد تضمن البيان مباركة المرجع الصرخي و تأييده التام و المطلق لتلك التظاهرات و هدفها العام حيث لم تمر فقرة من فقرات البيان إلا و كانت عبارات التأييد و الدعم في مقدمتها تأييدا و تأكيدا منه لدعمه لحركة الجماهير و إن هذا التأييد يفرضه عليه الواجب الشرعي والأخلاقي و الإنساني و الوطني في الوقوف مع المظلومين و نبه المتظاهرين أيضا” إلى ضرورة توسيع المطالب و عدم اقتصارها على موضوعة الكهرباء بل لتشمل كل الملفات الأمنية و السياسية و الاقتصادية و الخدمية لينتهي معهم بنصحه إلى جعل تلك التظاهرات و من خلال توسيع نطاق مطالبها إلى جعلها مشروع تغيير حقيقي و متكامل يهدف في أساسياته إلى اقتلاع و إزالة أسباب الفساد و رموزه و عناوينه من جهات و أحزاب و شخصيات سياسية و دينية محلية كانت أو خارجية كما نبه أيضا إلى ضرورة أن تأخذ تلك التظاهرات بعدا” إنسانيا” و وطنيا” يصب في صالح مشروع التغيير الحقيقي و المتكامل من خلال عدم حصرها بمطلب الكهرباء لأبناء الوسط و الجنوب بل تضمينها معاناة الأهل و الإخوة النازحين أو الباقين في مدنهم من أبناء المحافظات الغربية الواقعة تحت خط النار و في ساحة معركة الصراع بين تنظيم داعش التكفيري من جهة و بين المليشيات و الجماعات المسلحة و القوات الأمنية التي هي تحت قيادة الحكومة الفاسدة من جهة أخرى و كذلك التنبيه و التحذير من احتمالية استغلال جهات و عناوين سياسية محلية أو خارجية أو دول مجاورة لتلك الحركة المباركة من اجل ضرب جهات و عناوين سياسية أخرى أو تحقيق مشروع لتلك الجهة أو تلك الدولة . و لعل أهم ما نبه إليه المرجع الصرخي في بيانه هو تحذير المتظاهرين من خطر المؤسسة الدينية في النجف و التي من الممكن أن توقف تلك التظاهرات بأسلوب الفتوى و كما فعلت تجاه تظاهرات فبراير عام 2011 و أكد على أن يتحرر الشعب من التبعية و الخضوع و الخنوع للمؤسسة الدينية و ختم بيانه بالنصح و التوجيه و التأكيد على انه ما لم يأخذ المتظاهرين جميع تلك النقاط بالحسبان خلال حركتهم فانه من المتوقع مصادرة الجهود و ضياع الهدف و المشروع و إعادة إنتاج عناوين فاسدة تتصدر المشهد لتعيد المأساة و عندها يكون الجلوس أولى من الخروج ما لم تأخذ التظاهرات و قادتها و قواعدها الإمساك بزمام المبادرة و على طول المسيرة و قلب المعادلة و بصورة عكسية من خلال استغلال و تسخير كل العناوين و الجهات و الدول لصالح مشروع الجماهير.