لايهم ان تزداد الحرارة في العراق حتى لو تجاوزت الستين فزيادة الحرارة هي شأن عراقي لايجوز التدخل فيه وهي امتحان رباني لمعرفة قدرة هذا الشعب على الصمود والتصدي ٠٠ فبعد ان نجح المواطن العراقي في اختبار الترويع والتجويع خلال حرب الخليج وما اعقبها من حصار اقتصادي كان لابد من ايجاد بديل لهذا الاختبار الذي نجح فيه المواطن العراقي من خلال زيادة الضغط على جهاز الكونترول الذي ينظم الطاقة الكونية في العالم وتركيز الحرارة على العراق بعد الضغط على زر تشغيل الشمس لتشع نورها وحرارتها باتجاه العراق دون غيره من دول العالم كون العراق بلد الحضارات ولزيادة ( اضيم ضيمين ) ٠٠ بلد تشرف بكونه بلد الانبياء والاولياء وزيادة تسخينه تاتي من باب الميانة والمحبة الزائدة اضافة الى ان زيادة الحرارة اجراء صحي يسهم في القضاء على الحشرات الناقلة للجراثيم وتعطي الحرارة للانسان العراقي حصانة من الامراض وهو مكسب رباني وهبه الباري عز وجل للعراقيين فقط ٠٠ لكن هذه الحصانة التي تمنحها الحرارة الملتهبة لاتمنع من تغيير لون بشرة الانسان وتجعلها اكثر سمارا وتزيد في تغيير شكل الوجه وتجعله ( اجلح ) ًبلون رغيف الخبز المگسّب فتكتمل المعادلة للانسان العراقي ( حار ورخيص ومكسب) ٠٠ حار لانك اينما تجولت في شوارع بغداد تجد المزاج العراقي ملتهب بسبب حرارة الجو ٠٠ وان تجرأت وخرجت في جولة بسيارتك الخاصة تجد سواق السايبه يتسابقون امامك وكانهم شياطين وان اعترضت عليهم بسبب دمك الحار الملتهب ستتلقى الشتيمة وهي اضعف الايمان كونها قد تكون مصحوبه ببصقة ( تفلة ) تبلعها صاغرا وان تكلمت فهي ايذان باعلان حالة الطواريء ايذانا ببدء حرب شعواء بين عشيرتك وعشيرة ابو ( السايبة ) وستكون هذه الحرب اشبه بحرب داعس والغبراء قد تستمر عشرات السنين ٠٠ ورخيص لان الانسان العراقي بات سعره مع الاسف ارخص من باقة الكرفس حيث نسمع يوميا استشهاد عشرات الاشخاص بانفجار بهيمة او نطيحة او متردية ونحن صاغرين غير مبالين للموت مقبلين غير مدبرين فيما نسمع في الجهة المقابلة في البلاد التي نسميها بلاد الكفر والظلاله ان موت انسان بحادث مدبر يشعل فتيل حرب لكنها ليست بمستوى مديات حرب داعس والغبراء كون هذه الحرب حتما ستكون خاطفة او مايطلق عليها العالم الغربي الحرب الوقائية ضد الارهاب ٠٠
ومگسّب لان وجوهنا باتت مگسّبة من شدة الحرارة كرغيف خبز مگسّب ينتظر من يلتهمه ليس لمذاقه الشهي لكن لضعف حاله بعد ان بات اعزل وباتت يده مغلولة الى عنقه مشلولة معلولة مثقلة بالهموم ً٠٠ مثلما كنا في زمن الحصار نلتهم رغيف الخبز المعفن ويترآى لنا انه قطعة حلوى بسبب ضيق الحال والمال ٠٠ وناكل الباذنجان الذي غزى المطبخ العراقي وبات بقدرة قادر وحش الطاوة الذي لا ينازعه احد لرخص ثمنه رغم لونه الاسود القرمزي وقرونه الخضراء ٠٠ حيث ابدعت المرأة العراقية بما عرف عنها من تقتير وتدبير في ان تجعل من الباذنجان اكله محببة لدى العائلة العراقية بعد ان اضافت له المطيبات ٠٠ وثمة سؤال يطرح نفسه وسط حرارة الجو الملتهبة والانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية ٠٠ هل تتمكن وزارة الكهرباء من ابتكار طريقة للتعويض عن النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية من خلال اتصالها بذوي العلاقة لاطفاء نور الشمس عن العراق والاكتفاء بضوء القمر ليعيش العراقيون في اجواء رومانسية ام نستمر بأكل الباذنجان ونستمر في اداء هذا الامتحان.