من الحقائق التي لا احد يستطيع انكارها هو ان النظام البعثي المقبور سقط بارادة وقوة امريكية , كما ان العملية السياسية برمتها في منتصف حزيران عام 2014 كانت على هاوية الانهيار لولا الفتوى التاريخية للسيد السيستاني التي جنبتنا كارثة على وشك ان تحل بالعراق والمنطقة المجاورة … لقد مضت فترة تزيد على العام والنيف على انطلاق هذه الفتوى وبذلك لابد من المراجعة والوقوف على الاثار الايجابية وما ترتب عليها من تداعيات وكشف لبعض الحقائق والملابسات ومنها :
– رغم ان فتوى “الجهاد الكفائي” لم تكن مألوفة لدى العراقيين على مدى عقود من الزمن ، لكن هذا لم يمنع انها لاقت استجابة شعبية في عموم العراق لانها ليست موجه لقومية او ديانه او لطائفة معينة بل موجه لكل العراقيين .
– ان الفتوى خرجت من بعدها العقائدي لتكون اكثر شمولية ببعدها الوطني اي انها دعوة وطنية قبل ان تكون فتوى دينية انظروا مقالنا في هذا الصدد المنشور على الموقع الالكتروني بعنوان هل الجهاد الكفائي دعوة وطنية أم فتوى دينية؟
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=161760#axzz3gygvs1WK
– لقد عززت الفتوى الاخوة الدينية وازالت شبح الطائفية وقدمت الرابطة الوطنية على كل المسميات الاخرى بعد ان امرت المرجعية ان يكون الحشد الشعبي تحت قيادة الدولة العراقية .
– الفتوى عكست حكمة المرجع الاعلى ومواقفه الوطنية والانسانية وعدالته الدينية لذلك حظيت بتاييد بعض المراجع الدينية السٌنية في العراق الى جانب التأييد السياسي , كما اثبتت ان المرجعية لها قراءة دقيقة للاحداث ولها بعد نظر للاستشراقات المستقبلية .
– وضعت الفتوى حدا للفوضى السياسية وافتعال الازمات فكانت هي راس الحربة التي حصل من خلالها التغير ومقبولية للعملية السياسية على الصعيد العربي والدولي بعد بدء العالم برفضها .
– عكست الفتوى قوة المرجعية الدينية , وجعلتها محل اهتمام جميع الدول والدوائر السياسية العالمية.
– رغم تعدد القيادات العسكرية واختلاف الرايات لكن الفتوى وحدة الفصائل من حيث الهدف وهو مواجهة شر داعش وتحرير الارض العراقية من براثنه .
– ابرز نتائج الفتوى انها حفظت الارض والعرض واوقفت تقدم داعش نحو بغداد والمدن المقدسة بل حولت المدافع الى مهاجم .
– اعادة الاعتبار الى الجيش العراقي بعد ان كسرت شوكته بتبخر اربعة فرق في الموصل واستسلامها الى عصابات داعش دون مقاومة لاسباب لا زال مجلس النواب يجري تحقيقا بشانها وربما الخيانة والتواطيء والاهمال وسوء التدبير ابرز ها.
– كشفت الفتوى كذب وزيف الكتل السياسية التي تقول اننا ملتزمون بكلام المرجعية فاذا كانت الفتوى مقدسة والزامية لهم لماذا لم يتطوعوا هم وابناءهم بل على العكس سمحوا لاولادهم العيش في الخارج مرفهين بالاموال العراقية او كموظفين في الملحقيات الثقافية .
– الذين استجابوا لنداء المرجعية هم طبقة الفقراء والمعدمين بل ان الاغنياء والمترفين السياسين لم يكن لهم حضور الا بالشخصيات المعروفة من امثال هادي العامري وولده واحمد الاسدي وحسن سلمان وقاسم الاعرجي ومشعان الجبوري بل هناك شخصيات سياسية تريد ان تزايد وتتولى ادارة الحشد الشعبي وهي قابعة في المنطقة الخضراء المحصنة .
– واخيرا كم كنت اتمنى لو ان المرجعية العليا افتت بالجهاد العيني على السياسين؟ لنرى لما تقدم احد منهم ابدا لانهم اهل دنيا بعيدين عن المبادى ولا يدركون معاني الشهادة الا مفهوما جامدا كعقولهم وستراهم سيجدون مبررات ومنها قولهم ان الجهاد العيني من اختصاص الامام المعصوم (ع)