خرج “حسن” ابن الحاج شبيب من السجن، ليفترش الارض محدثا الصبية عن تفاعلات الايونات المغناطيسية وانعكاساتها على الدالة الرياضية وما الى ذلك، ومع ان “حسن” النابغة المعروف الذي قضى حياته وسط مكتبة ضاجة بالكتب العلمية، لم يكن ليفهم الصبية ما يريده، غير انه لا يبدو مملا الى ان تحول ذات يوم الى قاطع طريق افترض بالناس ان يستديروا مئات الامتار لتجاوز “دربونة” الحاج الشبيب خشية من بطش حسن المشفوع بثقافة الايونات، حينها صار امر الحجر على حسن او تقديمه للعلاج مسألة ملحة ومطلب جماهيري لم يكن هناك وقتها “مجلس محافظة” ليرفع له، فتبناه العقلاء وانتهى به “حبيس الدار” فالدربونة المفتوحة افضل من الايونات في كثير من الاحيان.
“حسن” ليس بعيدا عن حسين، الرجل النابغة النووي، صاحب العقلية الفذة، والتاريخ النووي الذي يمتد منذ دكتور امون وصولا الى الخشية من تفرد القلعة بقيادة “عزام” وما دار في سجل التاريخ المرقوم لحادثة “عدنان ولينا” الشهيرة.
التاريخ وان بات غامضا بعض الشيء، من الهروب الى العمل في لندن مغيثا لللاجئين بعد ان تزوج من بريطانية وتبنى عمار الذي صارت المؤسسة الرسمية للاغاثة تحمل اسمه، ثم العودة المتوقعة لهذا العالم الهمام الفذ كخبير بالطاقة، ووعده ان يصدر الكهرباء وان يجعل من النفط ذهبا يدر على العراقيين، دون ان نعرف نحن العراقيون او نميز حينها، هل كان الرجل يتحدث بشكل جاد او تراه يحلم في ظهيرة حارة وسط جملون واحد من القافات التي يعج بها سجن ابو غريب.
ربما كانت الطاقة حلم صيفي، لكننا فوجئنا انه تحول مع حكومة الاصلاحات الى وزير للتعليم العالي، ربما سيعلمنا كيف نحلم بتصدير الطاقة، كيف نحلم باستثمار النفط، سيقول لنا نحن “الصبية” الذين لا نفهم ما ايوناته وتفاعلاته الكيماوية وقصة طرزان الهارب، سوى عنصر الاكشن، ان الطاقة تعني الحيوية وان سخونة الجو تساعد الى دوران الدم وفوران الدم يسهم في تفعيل الطاقة.. سنجلس نصغي كما كنا سالفا لاحاديثه الممتعة، دون ان يتعدى بنا الفضول حتى لنسأل عن مسقط رأسه “شهرستان” فنحن بانتظار نهاية الفيلم الذي يظم فيها “رشدى اباظه” “سعاد حسني” فتتولد الطاقة..
لكن ما ان تحول الامر الى القسم الثاني من رواية حسن السالفة، بات النابغة النووي قاطعا لسبيل المتعلمين، محاربا الطلبة خارج البلاد بأرزاقهم، ما جعلهم اذلاء في بلاد الغربة لا يقوون على توفير مؤونة العيش، تحت ذرائع شتى بينها “ان لا يوفروا النقود” وكأنه لم يقرأ ما قاله السياب ذات يوم “من اين تدخر النقود، وانت تأكل اذ تجوع، وتنفق ما يجود؟؟”
الطلبة في الخارج هم امل البناء لعراق الغد، هم حصيلة الامل لهذا الركام المتناثر من الجهل المتعمد الذي توارثته حكومات الجهلة وعشاق السلطة من الفاشلين والانتهازيين وسواهم، هم مفتاح التغيير الذي نطمح ان يكون متوافقا مع ما نريد من عراق الغد!
الطلاب هؤلاء، في احسن التقادير اما مسؤولون غدا في إدارات الدولة او اساتذة جامعيون يلتقون سنويا بالعشرات من المراجعين او الطلاب، نريد منهم ان يحبوا بلدهم وان يعملوا من اجله وان يخلصوا له ويصدروا حب البلد لمراجعيهم وطلابهم، ذلك البلد الذي وفر لهم فرصة ان يكملوا تحصيلهم الدراسي ويطلعوا على معارف الغير معززين مكرمين غير اذلاء على ابواب الملحقيات الثقافية يستجدون حقوقهم باستمارات شتى وضعها مرضى نفسيون ومخبولون بهم لوثة فكرية وسلوكية لا شك.
كيف سيحب هؤلاء الطلبة عراقهم غدا؟ الا تعد تلك مؤامرة بحجم هجمات داعش الارهابية حين نفك عرى الانتماء بين الطلبة وبلادهم ونحن ننفق عليهم الاموال من اجل تعليمهم؟ الا يجدر بنا ان نمنحهم رغيد العيش حتى وان فاض عن حاجتهم بضع دولارات لا تغني وعلاج الشهرستاني على نفقة الدولة… مطلب المتظاهرين
خرج “حسن” ابن الحاج شبيب من السجن، ليفترش الارض محدثا الصبية عن تفاعلات الايونات المغناطيسية وانعكاساتها على الدالة الرياضية وما الى ذلك، ومع ان “حسن” النابغة المعروف الذي قضى حياته وسط مكتبة ضاجة بالكتب العلمية، لم يكن ليفهم الصبية ما يريده، غير انه لا يبدو مملا الى ان تحول ذات يوم الى قاطع طريق افترض بالناس ان يستديروا مئات الامتار لتجاوز “دربونة” الحاج الشبيب خشية من بطش حسن المشفوع بثقافة الايونات، حينها صار امر الحجر على حسن او تقديمه للعلاج مسألة ملحة ومطلب جماهيري لم يكن هناك وقتها “مجلس محافظة” ليرفع له، فتبناه العقلاء وانتهى به “حبيس الدار” فالدربونة المفتوحة افضل من الايونات في كثير من الاحيان.
“حسن” ليس بعيدا عن حسين، الرجل النابغة النووي، صاحب العقلية الفذة، والتاريخ النووي الذي يمتد منذ دكتور امون وصولا الى الخشية من تفرد القلعة بقيادة “عزام” وما دار في سجل التاريخ المرقوم لحادثة “عدنان ولينا” الشهيرة.
التاريخ وان بات غامضا بعض الشيء، من الهروب الى العمل في لندن مغيثا لللاجئين بعد ان تزوج من بريطانية وتبنى عمار الذي صارت المؤسسة الرسمية للاغاثة تحمل اسمه، ثم العودة المتوقعة لهذا العالم الهمام الفذ كخبير بالطاقة، ووعده ان يصدر الكهرباء وان يجعل من النفط ذهبا يدر على العراقيين، دون ان نعرف نحن العراقيون او نميز حينها، هل كان الرجل يتحدث بشكل جاد او تراه يحلم في ظهيرة حارة وسط جملون واحد من القافات التي يعج بها سجن ابو غريب.
ربما كانت الطاقة حلم صيفي، لكننا فوجئنا انه تحول مع حكومة الاصلاحات الى وزير للتعليم العالي، ربما سيعلمنا كيف نحلم بتصدير الطاقة، كيف نحلم باستثمار النفط، سيقول لنا نحن “الصبية” الذين لا نفهم ما ايوناته وتفاعلاته الكيماوية وقصة طرزان الهارب، سوى عنصر الاكشن، ان الطاقة تعني الحيوية وان سخونة الجو تساعد الى دوران الدم وفوران الدم يسهم في تفعيل الطاقة.. سنجلس نصغي كما كنا سالفا لاحاديثه الممتعة، دون ان يتعدى بنا الفضول حتى لنسأل عن مسقط رأسه “شهرستان” فنحن بانتظار نهاية الفيلم الذي يظم فيها “رشدى اباظه” “سعاد حسني” فتتولد الطاقة..
لكن ما ان تحول الامر الى القسم الثاني من رواية حسن السالفة، بات النابغة النووي قاطعا لسبيل المتعلمين، محاربا الطلبة خارج البلاد بأرزاقهم، ما جعلهم اذلاء في بلاد الغربة لا يقوون على توفير مؤونة العيش، تحت ذرائع شتى بينها “ان لا يوفروا النقود” وكأنه لم يقرأ ما قاله السياب ذات يوم “من اين تدخر النقود، وانت تأكل اذ تجوع، وتنفق ما يجود؟؟”
الطلبة في الخارج هم امل البناء لعراق الغد، هم حصيلة الامل لهذا الركام المتناثر من الجهل المتعمد الذي توارثته حكومات الجهلة وعشاق السلطة من الفاشلين والانتهازيين وسواهم، هم مفتاح التغيير الذي نطمح ان يكون متوافقا مع ما نريد من عراق الغد!
الطلاب هؤلاء، في احسن التقادير اما مسؤولون غدا في إدارات الدولة او اساتذة جامعيون يلتقون سنويا بالعشرات من المراجعين او الطلاب، نريد منهم ان يحبوا بلدهم وان يعملوا من اجله وان يخلصوا له ويصدروا حب البلد لمراجعيهم وطلابهم، ذلك البلد الذي وفر لهم فرصة ان يكملوا تحصيلهم الدراسي ويطلعوا على معارف الغير معززين مكرمين غير اذلاء على ابواب الملحقيات الثقافية يستجدون حقوقهم باستمارات شتى وضعها مرضى نفسيون ومخبولون بهم لوثة فكرية وسلوكية لا شك.
كيف سيحب هؤلاء الطلبة عراقهم غدا؟ الا تعد تلك مؤامرة بحجم هجمات داعش الارهابية حين نفك عرى الانتماء بين الطلبة وبلادهم ونحن ننفق عليهم الاموال من اجل تعليمهم؟ الا يجدر بنا ان نمنحهم رغيد العيش حتى وان فاض عن حاجتهم بضع دولارات لا تغني ولا تسمن مقابل رواتب وامتيازات خبراء البرلمان الاعضاء وعباقرة الحكومة المسؤولون..!؟؟
حين يتحول الشهرستاني النووي الى تلك المرحلة من الإجهاض على حلم التغيير يكون مقاربا لما كان عليه زميله حسن، حين تحول الى قاطع دربونه وتوجب ان نحرم من تفاعلاته الايونية مقابل السماح بدربونة حرة!! ونحن لسنا بحاجة الى خبرة السيد النووية حين يقطع درب الامل ودربونة الرجاء بعراق الغد!
حسن كان وفي لجة التفاعلات الايونية حين يسمع صوت عجلة الشرطة او سيارة الاسعاف يتوارى خلف الجدران لاثر نفسي تركته سنوات السجن المريرة، وحتى قبل ان تتكلل جهود العقلاء بجعله حبيس الدار، كانت تلك الاصوات مفتاحا لفك اسر الدربونه من قبضته؟ لا نعود للسيد النووي الشهرستاني باصوات عجلات الاسعاف ليتوارى خلف المشهد، سيسمع اصوات المتظاهرون الكفيلة بانزوائه حتى قبل افتراض ان يقوم العقلاء بالحجر عليه والكشف على قواه العقلية، لكن اصواتنا ستطالب بان يعالجوه “على حساب الدولة”، فالرجل المريض لا يتولى ادارة ملف مهم في الدولة، لكن حقه على الدولة ان توفر له فرصة علاج جيدة!!لا تسمن مقابل رواتب وامتيازات خبراء البرلمان الاعضاء وعباقرة الحكومة المسؤولون..!؟؟
حين يتحول الشهرستاني النووي الى تلك المرحلة من الإجهاض على حلم التغيير يكون مقاربا لما كان عليه زميله حسن، حين تحول الى قاطع دربونه وتوجب ان نحرم من تفاعلاته الايونية مقابل السماح بدربونة حرة!! ونحن لسنا بحاجة الى خبرة السيد النووية حين يقطع درب الامل ودربونة الرجاء بعراق الغد!
حسن كان وفي لجة التفاعلات الايونية حين يسمع صوت عجلة الشرطة او سيارة الاسعاف يتوارى خلف الجدران لاثر نفسي تركته سنوات السجن المريرة، وحتى قبل ان تتكلل جهود العقلاء بجعله حبيس الدار، كانت تلك الاصوات مفتاحا لفك اسر الدربونه من قبضته؟ لا نعود للسيد النووي الشهرستاني باصوات عجلات الاسعاف ليتوارى خلف المشهد، سيسمع اصوات المتظاهرون الكفيلة بانزوائه حتى قبل افتراض ان يقوم العقلاء بالحجر عليه والكشف على قواه العقلية، لكن اصواتنا ستطالب بان يعالجوه “على حساب الدولة”، فالرجل المريض لا يتولى ادارة ملف مهم في الدولة، لكن حقه على الدولة ان توفر له فرصة علاج جيدة!!