اثارت زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف للعراق عدة تساؤلات لاهميتها بسبب النجاح الذي تحقق في المفاوضات مع 5+1 أو بالأحرى مع الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني ، والمتابع يرى التغييرات السريعة في المنطقة من دخول تركيا للتحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش وهذا التغيير ينعكس على العراق وسوريا ، وحتى الحرب على اليمن ستتغير الامور قريبا لوجود نية دولية ومحادثات بين الدول الكبرى والسعودية لانهاء القتال في اليمن والتي لم تغيب عن المفاوضات التي انتهت بالاتفاق الناجح ، وهذا يعني ان المنطقة في طريقها الى الامن والسلام ، وبعد الاتفاق تحرك المفاوض الايراني محمد جواد ظريف في زيارته الى الكويت وقطر والعراق .
المفاوض الايراني ظريف زار العراق وكانت زيارته الاولى للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني والمرجع الكبير الشيخ بشير النجفي والمرجع السيد محمد سعيد الحكيم والمرجع الشيخ محمد اسحاق الفياض ، وبعد زيارته للمراجع العظام ، توجه الى بغداد والتقى بالدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء ، والتقى بالدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب ، كما التقى ايضا بالسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى ، وبعدها غادر الى ايران تارك وراءه عدة تساؤلات ، لماذا وماهي الغاية من الزيارة ؟ ولماذا يبدأ زيارته للمرجعية ولماذا زار رئيس مجلس الوزراء ؟ ولماذا زار رئيس مجلس النواب ؟ ولماذا زار السيد الحكيم دون غيره ؟ وبتأمل سريع نجد الاجابة لهذه الاسئلة ، بكل تأكيد المراقب لسياسة ايران يعلم انها دائما تعتمد على الاقوياء الذين لهم تأثير كبير لكي تضمن النجاح ، ان زيارة ظريف للمرجعية الدينية لمكانتها العظيمة عند الطائفة لأطلاعها عن تفاصيل الاتفاق النووي ، باعتبار المرجعية لها مكانتها السامية فهي اكبر من الحكومات ، ومعروف ان ايران دولة اسلامية تقدر المراجع وتكن لهم الاحترام خصوصا المرجعية العليا والتي تصدت للهجمة الوحشية وانقذت العراق من خطر تنظيم داعش الذي احتل اربع محافظات بسبب فساد وفشل الحكومة السابقة ، والزيارة الثانية لرئيس الوزراء حيدر العبادي لاطلاعه وبحث الخطوات التي تحتاج الى تشاور ، كون الاتفاق سينعكس بالدرجة الاولى على العراق الذي يواجه الارهاب ، كا ان زيارته لرئيس محلس النواب لامتلاكه موقع سياسي ويمثل مكون مهم له علاقات اقليمية يمكن استثمارها لتقوية العلاقات للاحلال السلام ، اما زيارته للسيد عمار الحكيم التي طرحت اكثر من سؤال ، للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها السيد الحكيم سياسيا واجتماعيا ، وعلاقاته ودية مع جميع المكونات السياسية العراقية ، وهذا يجعله يلعب دورا مهما في على الصعيدين العراقي والاقليمي ، وبما ان الجميع يريد السلام يعني ان الامور تتجه نحو السلام في المنطقة خصوصا في العراق ، وسيكون الخطاب الطائفي والمتشنج مرفوضا رفضا قاطعا ، وسيعلو صوت العقل الاعتدال ليعم الامن والسلام ، والسيد الحكيم معروف بخطابه العقلاني والمعتدل ويؤمن الحوار الهادئ وينتهجه وهو ما يؤمن به ظريف ، وهذا سبب زيارة وزير خارجية ايران الذي يبحث على الاقوياء ليسرع عملية السلام في المنطقة .