من بين التشريعات والقوانين التي تمَّ الإتفاق عليها بين الدول ووضعها كبرامج للتنفيذ ضمن سياقات عمل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها هو موضوع ( النازحين ) وبخاصة بسبب الحروب , فالأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها جميعاً وبدون إستثناء تستنفر قواها البشرية وطاقاتها المادية والفنية والمالية لمساعدة هؤلاء ( النازحين ) في أي دولة من دول لعالم ومهما كانت شدة الحرب أو المخاطر التي قد تواجهها الفرِق العاملة في هذا المجال .. وما حدث ويحدث في العراق وتحديداً بعد نزوح أهلنا من ابناء ( الأنبار ) خلال ساعات كان يمكن أن يُغطي على هذه الأكذوبة التي يُسموها الأمم المتحدة لا أن يـُكشف الغطاء عن أكبر عملاء ولصوص عرفهم التاريخ .. والمتتبع لنشاطات الأمم المتحدة ومنظماتها سيعرف الآن أنهم كانوا يقدمون تمثيليات وأفلام غير مسلية في دول النزاع والكوارث والحروب التي كانت الأمم المتحدة تدّعي أنها تقدم المساعدات المجانية
( وبالطائرات !) لهذه الدولة أو تلك بعد تعرض مواطنيها إلى ويلات الحروب أو الكوارث .. فبعدما زحفت جموع النازحين من ( الرُمادي ) وبعض المدن الاخرى لمحافظة الأنبار قبل أكثر من سنة متوزعين بين محافظات العراق في شماله ووسطه وجنوبه .. وبعد أن تتوج هذا الزحف القاسي بالهجرة الكبرى من الرُمادي قبل أسابيع إلى بغداد ، تبين أنَّ لا وجود للأمم المتحدة ولا دَور لسفيرها وممثليها وعملائها والأبنية التي يتوزعون فيها والطائرات المهيئة لهم والسيارات الحديثة المعدة لتنقلاتهم والمرافقين والمرافقات والمترجمين والمترجمات والرواتب الخيالية .. تبين أنها كلها كاذبة وأنَّ هؤلاء يضحكون على الناس ويظهرون في الأيام الأولى من أي كارثة
( مثلما حدث الآن ) على وسائل الإعلام ويظهر ممثليهم وهم يرتدون بدلات كتب عليها إسم الأمم المتحدة وشعارها الخاطئ !
ثم يعودون أدراجهم إلى الفنادق والأمكنة التي يقطنون فيها .. ويبقى النازحون في ذهول وهم يتفرجون على الخيم التي وزعها هؤلاء اللصوص والعملاء وهي تسقط مع أبسط عاصفة ترابية أو هوائية أو مِزنة !
ليس هذا فحسب فالأمر يتعدى هذا الخراب وهذا الإستغلال ، لأنَّ هذه العصابات وبخاصة من مدمني السرقة فيها يبدأون بسلسلة من الرحلات المكوكية بين دول العالم بحجة الإستجداء لنازحي الرُمادي والسفر والصرف وجلب ( الصوغات ) للأهل والتنزه في دول العالم بالحجة نفسها ! والنازحون ينتظرون وخيمهم تقع كل ساعة والحر والأمراض والمصائب تفتك بأطفالهم وشيوخهم ونسائهم .. أما المساعدات ( الغذائية ) فهي عبارة عن صندوقاً كارتونياً ( سلة غذاء ) وزعتها هذه المنظمة البائسة ولصوصها على النازحين وأقاموا الدنيا حين تم توزيعها والله وحده يعلم كم صرفوا من نفقة هذه المنظمة كي تُوزع هذه المساعدات , مع الإشارة بأنَّ جميع المساعدات الغذائية مجانية تتبرع بها دولة معينة للشهرة أو لرفع إسم أحد حكامها أو لإستخدامها لأغراض معينة .. هذه السلات توزع بإسم دولة .. مثلاً السلة الإسبانية أو السعودية أو الإماراتية أو القطرية أو التركية أو غيرها من الدول المتبرعة ، والسلة تُـقدم كي تكفي أي عائلة مدة معينة من الغذاء بسبب تباعد منطقة المخيم عن الأسواق المحلية مثلاً أو عدم قدرة النازحين على الشراء بعد أن فقدوا كل شيء , ولنفترض أنَّ هذه السلة تُقدم إلى عائلة من أربعة أشخاص .. أب وأم وإبن وبنت ( كمثال ) فكم سيكفيهم مايأتي .. كيلو عدس ، كيلو حمص ، قنينة ( بطل ) زيت ، كيلو تمن ، نصف كيلو معجون ، كيلو سكر ، 2 علبة سمك ! ، 1 علبة لحم برازيلي معلب ! ، علبة جبن مثلثات ، كيلو فاصوليا أو بزاليا ، شِخاطة !!
هذه السلات زادت أم نقصت فهي غير جديرة بتوزيعها للسجناء وأسرى الحروب فكيف توزع إلى النازحين .. أما البطانيات الموزعة من الأمم المتحدة فهي صناعة جديدة .. فشكلها يشبه البطانية ما تلبث وأن تبدأ بالتمزق تدريجياً بعد سحبها من الأكياس ثم ترمى بأقرب سلة نفايات !
هذه العروض التي يشرف عليها قرقوزات إسمهم ( ممثلو الأمم المتحدة ) تُضاف إلى جيش من القرقوزات من جهات أخرى إستغل هذه الفرصة كي يسرق أكثر ويسافر أكثر ويشتهر أكثر ونسي أنَّ الله سيعذبه أكثر ..
وللحديث صلة ..