منذ تأسيس عاصمة الدولة العباسية بغداد عطر الشرق ووهج المعرفة، لم تشهد تلك المدينة مثلما تشهده الان من فوضى التجاوزات وانتشار النفايات والتلوث البصري من جراء خراب الشوارع وواجهات الابنية، وباتت بغداد غير جميلة ازاء صمت امانتها وضعف مؤتمنيها، اذ لم تشهد بغداد بعد عام (2003) أي امين عاصمة، قام بواجبه من اجل اعادة سحرها وجمالها.
وكلنا نعلم سر الارصفة وصبغها وحملة زراعة الجزرات الوسطية التي يبادر بها كل امين جديد والتي هي مزروعة سابقا بالاشجار والزهور المتهالكة نتيجة عدم العناية بها وسقيها بشكل علمي ومدروس، وبعد اقالة امين العاصمة المثير للجدل نعيم عبعوب، وتعيين الدكتورة ذكرى علوش راودنا الامل بأن بغداد ستعود ولو بحد ادنى الى سابق عهدها.
ولكن بعد مرور شهور عديدة منذ تعيينها امينة لبغداد وتسنمها مسؤولية العاصمة، مازالت بغداد تملئها النفايات وتخنق ارصفتها التجاوزات وتسبب واجهاتها المغلفة بمادة الالكابوند ولوحات الاعلانات والصور المبعثرة في كل شوارعها وساحاتها تلوثا بصريا، اضافة الى شحة مياه الشرب وطفح مياه الصرف الصحي في اغلب احيائها، وها نحن جمهورها الذي رحب بتعينها كأمرأة اولا ومختصة ثانيا، نذكر ونقول ان تلك الفترة هي كافية للعمل الجاد ومسح الغبار عن وجه بغداد وتراكمات المرحلة السابقة، وايضا هي فترة كافية لتقييم عمل الدكتورة علوش رغم اننا نعلم بوجود تركة ثقيلة وملفات فساد كثيرة وميزانية غير كافية، وفي نفس الوقت نعلم ان واردات الامانة من الاموال التي تجبى من املاكها وساحاتها وايضا من المحلات والبسطات للباعة المتجولين في مناطق بغداد العديدة ليست قليلة، وبهذه الاموال تستطيع امينة بغداد تنظيف العاصمة وجعلها اجمل، وان تجعل من شوارع بغداد وساحاتها واحة خضراء دون تمييز، كما هو الحال مع شارع مطار بغداد الدولي.
نُذكِّر ونتمنى ان نفعت (ذِكرى) لبغداد.