بعد أحداث الموصل وما تعرض له المسيحيين أبناء العراق الأصليين ومهاجمتهم في بيوتهم هذه المرة التي تعتبر سابقة خطيرة بحق هذا المكون الذي عاش على هذه الأرض آلاف السنين وطرز عليها مع باقي المكونات العراقية في عمق التاريخ العراقي أجمل وأحلى ألوان الرفعة والسمو ..بعد هذا الذي حصل والذي كان بمثابة الصاعقة على رؤوس العراقيين وهم يرون هؤلاء المسالمين في دورهم وقد هوجموا من قبل أشخاص قتلة لا يعرفون معنى للحياة ولا يقدسون الدم البشري كل ما يريدوه هو الإيغال بالتهجير وبالقتل وتمزيق الهوية العراقية لهؤلاء الأسياد وهم يمزقون أجسادهم بالات
الموت ..
تعالت بعض الاصوات هنا وهناك وهي تعتقد إنها تستطيع إن تحافظ على هذا المكون في وطنه غير عارفة بأنها تقتلهم بتلك الكلمات التي يراد منها كما اعتقد الكسب المصالح وهي تؤيد تلك الأجندات الطارئة على العراق من اجل إفراغ هذا الوطن من أجمل قطع فسيفسائه ..
والغريب إن هذه الأصوات تعالت من أناس حسبوا إنهم قادة العراق وفي زمن اغبر من أزمان الدكتاتوريات فهؤلاء قبل ان يجدوا الحل لمقاتلة القتلة وإجهاض مخططاتهم الدنيئة بدءوا يعملون على تأجيج تلك المخططات وترسيخها على حساب أبناء الوطن فبعضهم يقترح أن تصنع محافظة خاصة بالمسيحيين في مكان ما في العراق وهو يشجع نشوء تلك المحافظة للحفاظ عليهم أو إن السيد البر زاني يعلن إن أبواب الإقليم مشرعة لاستقبال المسيحيين في الشمال وتوفير كل وسائل الحماية لهم والعيش وكأن ما يدعوا له السيد البر زاني هم حفنة من الغجر لا ارض لهم ولا تاريخ ولا مأوى كأنهم
أناس منبوذون واقفين خلف الحدود يتوسلون لمن يرحمهم ليدخلهم حدود بلد آخر او بعض الاصوات النشاز من سياسي الشيعة وهم يعطون بعض الامتيازات لأبناء هذا المكون ولهم من القدوم لمدن شيعية ..
أو إن احدي الجامعات العراقية تفتح أبوابها لاستقبال المسيحيين طلبة وأساتذة وتوفر لهم كل وسائل النقل المجاني والسكن في بيوت تلك الجامعة والأصوات كثيرة وأخرها علنا ودون رد من الحكومة العراقية هو نداء بعض الدول الأوربية بإعلانها منح اللجوء وبالجملة الألفية لهؤلاء العراقيين دون أن تعلن الحكومة العراقية رفضها وإيقاف ومحاسبة دواعيها لتلك الدعوات المغرضة ولعل البعض يعتقد ان الحل مكنون في مثل هذه الدعوات الغريبة من قبل الداخل والخارج ناسين إن المسيحيين أبناء العراق وجدوا على هذه الأرض قبل الكثير من المكونات العراقية التي تدعي
الأصالة في هذا البلد …
الذي لا يفهمه البعض إن هذه الحملة على المسيحيين لم توجد اليوم بالصدفة أو إنها مجرد حالة طارئة تزول في الغد وتنسى إلى الأبد ..
أبدا أن هذا التحرك الذي حدث منذ سنوات طويلة على أيدي الحكومات العراقية المتعاقبة كانت تقف وراءها دراسات ومفكرين وأيدلوجيات وأجندات ودول غنية لها الاستعداد الكامل بدفع الملايين من الدولارات لتفعيل هذا التحرك الهمجي لكن الفرص سابقا لم تكن سانحة وقوية مثل اليوم الذي يعيش العراق فيه عدم الاستقرار وانعدام الأمن وإذكاء روح التفرقة وقتل وتحطيم أبناء النهرين وجعلهم أعداء فيما بينهم يتقاتلون ويريقون دماء بعضهم البعض بأيدي عراقية وأخرى تدعي الإخوة العربية بأموال قادمة من الخارج لتنفيذ تلك الاستراتيجيات السوداء …
إن هذه الاصوات النشاز تعلن إن المسيحيين ليس لهم وطن أو إنهم يعيشون في غير مكانهم الصحيح والحقيقي وبالتالي مثل تلك الترهات تعني قتل روح المواطنة عند هؤلاء المواطنين الاصلاء وتشعرهم وتحسسهم إنهم ليس لهم من يحميهم وان خاصرتهم أصبحت مكشوفة لطعون الخنجر الأخوي الذي دهن بالعسل ومزج بسم الأفاعي وهذا ما يجعل هؤلاء الأخوة فعلا يفكرون مليا بالهرب والخروج من العراق لاعتقادهم إنهم صاروا عبئأ ثقيلا في بلدهم ,,
أن تسمع مثل هذه النداءات من أناس غير عقلاء أو أناس لم يعرفوا المعنى الحقيقي للأمة المسيحية ربما تعطي الأعذار وتداهن أو تدافع أو على الأقل تغض الطرف لكن أن تسمعها من رجالات في الدولة العراقية يدعون إنهم أصل الوطنية تصاب بالدهشة والاستغراب لتلك الاصوات التي اعتقد أن لها وقع ثقيل على أبناء العراق من غير المسيحيين فكيف إذا سمعت من قبل المسيحيين أنفسهم مثل تلك النداءات اجزم إنها تشجع على القتل وتبارك القتلة بتنفيذ مخططاتهم الدنيئة وتعطيهم الضوء الأخضر بالاستمرار بهذا المخطط وثانيا تعلن للمسيحيين إن العراق صار بالنسبة لكم تاريخا
كما هو حال الأمس القريب عندما شجع رؤساء العراق اليهود بالمغادرة وتسهيل أمر رحيلهم ورميهم خلف الحدود ومصادرة ممتلكاتهم من مدنهم وإفراغ العراق منهم وبالتالي صار الأمر وبالا على العراق وتأججت روح الكراهية من أبناء العراق على أهل العراق للأسف الشديد إن الدرس القديم يحاول البعض يعيده اليوم ناسيا أو متناسيا ما حصل لهؤلاء العراقيين الذي غادروا العراق وضلوا يبكون على تاريخهم واليوم يحاول البعض يعيد نفس تلك المأساة على أبناء العراق لكن بوجه ضاحك باسم ليعطي ويؤشر إليك انه الحرص على أبناء العراق …
اعتقد إن الأجدر بهؤلاء الدعاة الوقوف بوجه تلك المخططات الدنيئة وإيجاد الحلول لإيقافها عند حدها وإشعار المسيحيين إن العراق في كل مكان هو عراقكم وليس وضعهم في كنتونات أو مدن محروسة بالجندرمة والبوليس والمدافع والطائرات من اجل حمايتهم وعلى الحكومة العراقية إن تضع نصب عينيها وضع الدراسات لمحاربة هؤلاء الدعاة وإيقافهم عند حدهم أولا وقبل مقاتلة القتلة ألحاملي للسلاح لأن هؤلاء الدعاة ادعاءاتهم اشد وطأة وثقل على المسيحيين ومن ثم توفير كل وسائل الأمن والاستقرار لأبناء المسيحيين والاهتمام بهم مرتين او ضعفين مقارنة بباقي أبناء
العراق لأنهم تعرضوا لهجمة منظمة مقصودة وموجهة نحوهم مع سبق الإصرار هجمة ليست عبثية بل أنها وأؤكد إنها منظمة ومن أعلى المستويات العالمية المافوية والفاشستية وثانيا لأنهم أبناء وطن يتعرضون مثلهم مثل أبناء جلدتهم لما يتعرض له إقرانهم من هجمة قاتلة مؤلمة …
ان تلك الاصوات لو اراد لها ان تتحقق وتحقق مآربها فإنها لا تتوقف عند هذا الحد عند المسيحيين وحسب بل ستبتعد كثيرا وتطال مكونات أخرى أصيلة وأبناء العراق مثل المندائيين والايزيدين والتركمان والكرد الفيليين ولا تتوقف بل ربما تصل الى مكونات كبيرة وقوميات ضخمة عاشت على هذا الوطن منذ الأزل وأثرت وتأثرت بظروفه وقدمت له كل ما هو غال ونفيس
ليعتقد الجميع ومن هم يدعون بتلك الدعوات الخبيثة إن المسيحيين أبناء وطن اسمه العراق وان التركيبة العراقية بكل أطيافها هي من تكون تلك الصورة الجميلة للعراق وانفراط عقد تلك المسبحة الجميلة وفقدان إحدى خرزاتها يعني إن العراق يمر بوقت عصيب وان صورته ستصبح مشوهة لا يستطيع الناظر أن يمتع ناظره بتلك التركيبة التي اوجدتها قوى عظمى خارقة منذ آلاف السنين ولا يمكن أن يأتي نفر لا يعرفون قيمتها لتفتيتها وإضاعة معالمها .