بالامس اطلعت على مذكرات السياسي المخضرم عدنان الباجه جي الحلقة العاشرة , فقد وصف نفسه ذاكرة العراق لانه قابل كل ملوك ورؤساء العراق باعتباره الممثل الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة ، أو كوزير للخارجية العراقية , ورغم اننا نشهد للباجه جي التنظيم الدقيق لحياته الشخصية التي انعكست على قوة ذاكرته وجعلت منه ان يظهر باصغر من عمره , لكن الماخذ الذي بدى واضحا على ما كتبه في هذه الحلقة طائفيته التي لم يستطع التخلص منها وكانها عارض لمرض مزمن ينتابه بين الحين والاخر فقوله «أنا لا أغفر لحافظ الأسد أبدا ، لأنه كان يزود طهران بالسلاح ويدعمها، في الوقت الذي كان العراق في حرب مع إيران من أجل الدفاع عن العراق وعن الأراضي العربية ولهذا فأنا أنفر من كل الجماعات العراقية التي ذهبت إلى إيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية …. ففي الوقت الذي يستنكر على حافظ اسد مساعدته ايران لا يستنكر على صدام غزوه الكويت ونحن نسال كل المنصفين في العالم العربي والاسلامي هل كانت الحرب العراقية الايرانية هي من اجل الدفاع عن العراق وعن الاراضي العربية ؟ ام انها حرب اشعل صدام شرارتها لهاجس طائفي وتحريك من امراء الخليج , والغريب ان الباجه جي يصرح انه ينفر من السياسين الذين ذهبوا الى ايران , ونحن نقول له هل السياسيون الشيعة سمحت لهم الامارات وضيفتهم ومنحتهم الجنسية كما منحتكم ؟ الم يعلم الباجه جي لم يبقى امام هؤلاء الا سوريا وايران وباقي الدول العربية اغلقت بوجههم ابوابها … وتبدو ملامح الطائفية في مذكرات الباججي واضحة عندما قال اتصل بي هاتفيا بول بريمر وقال: (أحببت أن أبلغكم بأننا ألقينا القبض على صدام أمس وأود مشاركتكم لي في مؤتمر صحافي حتى يصدق العراقيون وغيرهم ذلك، ووجودك مهم حضرت المؤتمر حيث كان هناك من يهتف ويصفق، وآخرون يبكون فرحا، ألقيت كلمة سريعة خلال المؤتمر الذي شاهده العالم كله» يقول: «بعدها اقترح بريمر أن أتصل بعدد من أعضاء مجلس الحكم للذهاب لمقابلة صدام حسين في السجن ليتأكد العالم من الحدث، فاتصلت بنصير الجادرجي، وشخص آخر نسيته الآن، للمجيء إلى مطار الهليكوبتر لهذا الغرض، وكلاهما اعتذر عن الحضور، لكننا أنا وبريمر فوجئنا بوجود أحمد الجلبي وعادل عبد المهدي وموفق الربيعي في المطار من غير أن يدعوهم أحد، لم يكونوا مدعوين لهذا اللقاء، فسألت بريمر فيما إذا كان هو قد دعاهم، لكنه أجاب بالنفي مستغربا حضورهم، وقال: (لا، أنا لم أتصل بهم)، لكنهم حشروا أنفسهم ووضعونا أمام الأمر الواقع، فصعدنا أنا وبريمر في هليكوبتر وهم ثلاثتهم في هليكوبتر أخرى، وصلنا إلى مكان بالقرب من مطار بغداد بعد أن داروا بنا عدة مرات»… وهنا نريد ان نناقش الباجه جي ما مبرر عدم اتصاله باعضاء مجلس الحكم من غير طائفته ؟! ولماذا فزع من وجود الاعضاء الثلاثة الغير مدعويين لامنه ولامن بريمر؟! لماذا لم يصعدوا في طائرة واحدة ؟! ما هو السر الذي ارادوا اخفاءه عن شركاءهم اثناء مقابلة صدام ؟! كل هذه التصرفات يحركها الدافع الطائفي ليس الا , اما استغرابه من ان احمد الجلبي لم ينبس بكلمة واحدة ولم يقل أي شيء، باستثناء أن صدام حسين عندما سأل عنا (من هم الجماعة)، فقفز الجلبي مسرعا من مكانه وقال مشيرا إلي (هذا عدنان الباجه جي)، بدلا أن يقول له مثلا أنا أحمد الجلبي، أو يقدم له الآخرين، عبد المهدي والربيعي، بعد ذلك صمت الجلبي ولم يقل أي كلمة … فهذا يعني على عقلية الجلبي المتميزه وتواضعه الجم وعدم طائفيته واحترامه لسن الباجه جي …. ولكون الطيور تقع على اشكالها فقد وقعت طائفية الباجه جي على طائفية صدام عندما خاطبه صدام بقوله : (نعم نحن نعرفك ولكن ما الذي جمعك مع هؤلاء)، فقال له الباجه جي: (أنا لم آت معهم، فنحن جئنا إلى العراق لأننا نريد تحقيق حكم ديمقراطي) … وهنا تشخص الطائفية بصورة ادق واوضح , فصدام استنكر على الباجه جي ان يلتقي مع هؤلاء لانهم ليس من طائفته والباجه جي ايد قول صدام بدليل انا لم اتي معهم … فربكم كل السياسين في الساحة العراقية اليوم على شاكلة الباجه جي طائفيا فهل يستحقون مثل هؤلاء حكم العراق ؟!
مقالة بنفس الصدد ( مرض الطائفية هل يصيب العلماء) والمنشورة على الرابط الالكتروني
http://www.albaghdadianews.com/opinions/item/70217-LEzh-AkZASJn%D8%A9-mk-nZHnB–