البراهين قائمة على أن مأساة الشعوب عندهم ليست سوى ورقة ضغط تستثمر لتحقيق الهدف .الادارة في الولايات المتحدة الاميركية نموذج حيث تتخبّط في سياساتها الخارجية تجاه قضايا المنطقة وخصوصاً الشرق الاوسط، منهم الايباك (الصهيو-أميركي) بالضغط على الادارة الحالية بالملفات الحياتية الداخلية من اجل إجهاض وعرقلة الاتفاقات الدولية مع ايران لمنع الانفراجات الامنية للدول التي تدور في خطها من الاستفادة من هذه الإنجازات واكبر جريمة اقترفتها اميركا سيطرتها على اجزاء من العالم بخبثها وحقدها وانانيتها المفرطة واستهتارها الصهيوني بمقاديرها ومنها دعم و تاسيس مجموعة من ممالك للقهر والعدوان و الكراهية والفتن والتخلف وتاسيس كانتونات صغيرة تحت رحمتهم وبما يسمى اليوم بالدول الخليجية .التي من انفكت منذ اربعة اشهر وبمساعدة اميركا وفرنسا لتزود السعودية بالسلاح لضرب الاطفال والنساء والابرياء العزل والرجال والكبار بالسن في اليمن مقابل صمت العالم . واسرائيل التي اصبحت الشريكة لتامين الحياة للانظمة المتخلفة الفاسدة والجائرة مثل هذه الانظمة وعلى راسهم قطر والسعودية والبحرين بالاضافة الى القواعد الامريكية والانكليزية والفرنسية في بلادهم لحماية هذه المشايخ من السقوط وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي . ان المنطقة العربية والاسلامية تعيش صراع بين القيم الانسانية النبيلة وبين القيم البدوية الصحراوية بين الحضارة والوحشية بين الحياة والموت بين النور والظلام.والغرب على علم بذلك وهو يعمل على وتر التفرقة والطائفية .وقد فشلت تلك القوى لحد الان من الوصول لتلك الاهداف.
إلاّ أنّ المحاولات ستواجه بضغط لحاجة الغرب القوية للخروج من الازمات التي تضرب مجتمعاتها. بعد المحصلة النووية بين ايران و دول 5+1 سوف يكون هناك تحرك عسكري بدأٓ وسيُستكمل على الحدود مع الدول التي تشهد اعمال عنف وقتل على يد المجموعات التكفيرية منها ما يُسمّى بتنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق،وتم الاتفاق على الاستفادة من قاعدة انجرليك التركية لهذا الغرض .ومحاولة الرئيس الامريكي اوباما في اقناع الحكومة التركية لمنع تدفق التكفيريين من الدول الغربية الى مواقع القتال للارهابيين في العراق وسوريا بعد ان احس العالم بخطورة هؤلاء بعد العودة لبلدانهم .
أن الجمهورية الإيرانية لم تسمح ببحث هذا الامر على طاولة المفاوضات النووية في فيينا وإنما كانت المواضيع الاساسية التي ناقشتها رفع الحصار المالي عنها وإمكانية الاستفادة اقتصاديا وتحديدا النفط الخام والاستعمال السلمي للطاقة النووية كما كانت من قبل لكي لايحقق الغرب اهدافه المشؤومة. أن التوجه الغربي الغير مسبوق من الدول النافذة تجاه ايران سيضع الأخيرة في وضعية تحسين الشروط وليس العكس وتدفق الساسة في العديد من بلدان الغرب صوب ايران دليل واضح لمكانتها المهمة والاستراتيجية في المنطقة ، مقابل بعض من الصفقات الضخمة التي تمتلكها الجمهورية الاسلامية الإيرانية وبالعكس سوف تثبت مكانتها بين دولها ويكون الوضع الداخلي لها اكثر تماسكاً ويساعد اقتصادها بالنمو .
دولاً اخرى ستشهد سخونة أمنية وانحداراً في وضعها الداخلي وانتقال تنظيم التكفيري داعش الى تبني اعمال تفجير وقتل والتنكيل في الدول المذكورة مثل تركيا . التي تتعرض الى هزة و تصاعد الاستياء الشعبي الداخلي” نتيجة السياسات التعسفية لاردوغان وهو من بين الاسباب المباشرة لتراجع حزب العدالة والتنمية، كما انه لم يقدم مرشحين مقنعين في الانتخابات وكذلك صراعه مع فتح الله غولن وجماعته “.
وداعش بدات بواكير نشاطتها اخيراً في الداخل التركي الحليف وخاصة بعد نتائج الانتخابات الاخيرة لهذه الدول ولعلها الورقة التي سوف تستفاد منها حكومة انقرة على اعتبار ان لايمكن لغير حكومة العدالة والتنمية من ادارة الحكومة في هذا البلد وهو أمرٌ خطير وغير بعيدة من هذا الحزب وفي اتهام الاحزاب الاخرى بذلك او على الاقل لتصفية بعض الجهات المعارضة القوية للحكومة الاوردوغانية . ومن اهم الاسباب التي ادت الى تراجع الحزب الحاكم هي عدم ايجاد حلول للقضية الكردية وعدم انصاف حزب العمال الكردستاني ، فضلا عن دعمها للطائفية ولحزب النهضة في تونس، وفجر ليبيا، والإخوان في مصر والتدخل المباشر في الملفين السوري والعراقي والتي عملت الاحزاب المعارضة في كشفها .
وأعلنت بالفعل تركيا اعتقالَ مئتينِ وواحدٍ وخمسينَ شخصاً خلالَ حملةٍ أطلقتها في الايام الماضية شمِلتْ ثلاثَ عشْرَةَ محافظةً ضدَ جماعةِ حزبِ العمال الكردستاني تحت هذا الغطاء . وأوضح وصرح به رئيسُ الحكومةِ احمد داوود اوغلو الذي كلف من جديد بتشكيل الوزارة من قبل الرئيس رجب طيب اردوغان أنّ ذلك جزءٌ من حملةٍ شاملة…
وهذا ما ينذر بخطر في الانفلات الامني ولعلها بداية لاشعال الوضع الداخلي والحرب الاهلية التي قد تستدعي تدخل الجيش والقوات الامنية للسيطرة على الحكم والتجربة التركية في هذا المجال من العراقة .
ونحذر من الانفلات الامني في تونس ومصر والجزائر على الحدود الليبية ، ومطلوب من هذه الدول الثلاث الى الابتعاد عن الخلافات لا اقل في الوقت الحالي وتشكيل حلف ثلاثي من اجل محاربة الارهاب التكفيري على كل المستويات وبالتعاون مع بعض البلدان في العالم ، ويتلخّص في ثلاث نقاط أساسية: تجفيف موارد التمويل والسيطرة على مقار هذه التنظيمات الارهابية وملاحظة نشاطاتها وملاحقة افرادها، وضع اجهزة إلكترو مغناطيسية و رادارات مراقبة على أهم نقاط العبور، وانشاء لجنة خبراء مشتركة ومختصة من الدول المذكورة من اجل حسن سير وتطبيق العمل ومتابعة استخباراتية حثيثة لها تكون دائمة الانعقاد.
ان المجتمع الدولي اليوم امام حقيقة اذ لو لم تكن الاخطاء المتعمّد التي ارتكب في العراق أولاً، ثم في سورية واليمن إلأ أخطاء قاتلة ومدروسة ففي كل هذه المحطات قيل ويقال “أن الحل سياسي وليس عسكرياً “، وكل ذلك يبقى الارهاب الرابح الوحيد من تعثّر هذا الحل السياسي أو تعذّره أو إفشاله أو ضرب مقوّماته. وفضّل المجتمع الدولي انتظار «داعش» كي يكبر ويستقطب ويسيطر ويتوسّع كي بواجهه بـ «حل عسكري» محض، متجاهلاً أن ما استجلب «داعش» هو صراعات الدول المعنية وافشالها بلورة «الحل السياسي. وبذلك ارتسمت الإشكالية المرتبكة: هل يمكن إنجاز حل سياسي في غضون محاربة الإرهاب، وهل يمكن الخلاص من الإرهاب بتركيب حلول سياسية مبنية على أحكام الأمر الواقع، أم إن كل ذلك مجرد وسيلة لهروب المجتمع الدولي من مسؤوليات لم يعد قادراً عليها؟