26 نوفمبر، 2024 2:41 م
Search
Close this search box.

نحن صناع الطغاة !!!

نحن صناع الطغاة !!!

يستحق العنوان أن يكون مستهلا لقصيدة تجمع فيها الشعب ويرددها بصوت شجي لطما على الصدور !!!

لأننا نحن معضلة البلد ومشكلته الأبدية ، وقد لا يلام أحد غيرنا ونحن من جعلناهم أباطرة ورؤوس أموال بعد أن كانوا نكرات حفاة لا أحد يعرفهم أو يعمل لهم وزنا !!!
فمن لا شيء هم نحن صيرنا لهم ومهدنا لهم سلم من رقابنا وقوارب حملتها دماء الفقراء لتصل بهم الى ما وصلوا أليه من قرار ليس منه في الأحلام ورد !!!

فلم يكن حلم الشعب هذا ، ولم يكن طموح النظرية هذا قط !
ولو سألت العقلاء من القوم من شعب الشيعة شعب الوسط والجنوب كبش الفداء للحاذقين من القيادات المتصدية اليوم للعملية السياسية التي كشفت غباء الشعب الذي سلم منحره بيد وبيد أخرى اعطى السكين للمتصدي لينحره !!!

فحدث أن ضاعت التضحيات الجسام التي مر بها تاريخ نضال الشيعية في العراق وهم يزفون العلماء الأعلام قرابين التحرر والخلاص ، ولعل أبرز العماء الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وأخته العلوية بنت الهدى وكوكبة عظيمة من علماء المدرسة ، والشعب المؤيد لها في ما كانت تقوده من نضال ضد الطغاة والظالمين !
لتضع تجربة السقوط والتغيير البعض الكثير تحت المجهر ، وفي عيون الغربيل الذي صفى الكثير الكثير ممن بان غشه ونواياه التي راح العراق ومقدراته بسببها ، بل وأزهقت أرواح شباب الولاية وعشاق الشهادة ، الذين صنعتهم ظروف مدرسة أقفلت صفوفها اليوم !
نحن صناع الطغاة !!!
فالعاقل يعرف والواعي يدرك أن ليس التقوى والورع والقيادة الشريفة هي كلام ومظاهر وخطب رنانة والكامرات تسجل واللقطات تفضح ذاك الزهد وهذا المجون !!!
ومن ينتسب للشريف والعالم والثوري عليه بنهج يقوي أنتسابه ، لا أن ينتسب بدليل وفرة المال وحجم النساء الأتي في عقده وحوله !!!
ولا يثبت لنا الثورة بجعل خزائن العراق تحت ولاية حزبه وحاشيته !!!
فالذين قادوا شعوبهم للخلاص كانوا فقراء الطبع ، متواضعي الشخصية ، وهم في الصف الأمامي ، لا الصف الذي يكتظ بالشهوات جهازا نهارا !!!
وهذا ذنب الشعب الذي نظر أليهم بعين العابد لهبل وألات !!!
هذا خطأ الشعب حين كان وعيه دون منع أرتكاب هذا الخلل المكرر في النسخة الشيعية !
وليس من الضرورة الملحة أبن زعيم القبيلة على سر أبيه الشهم والعادل وصاحب البخت والحظ كما يعبرون !
ليعقبه خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات ، لهم ميادين الشهوات شهود مجندات !
نحن من لا يحسن التصرف ، وحتى طريقة أتباعنا للمرجعية فيها خلل وخطأ كبير بل عظيم !!!
المرجعية هي الوريث لمحمد وآل محمد عليهم السلام ، ووريثة الثورة الحسينية العظيمة التي رفضت الذل والهوان والخنوع والفساد ، وليس الأتباع الذي أوصلنا بأننا نعتمد فقط عليها – المرجعية – لتغير لنا أوضاعنا التي نحن السبب فيها  !
هذا ليس من العقل في شيء ولا في أدبيات آهل البيت عليهم السلام الأطهار في شيء ليس منهم من سمح لطاغي بتمرير فساده وكانوا يعلمون أصحابهم والأتباع قول الحق بوجه كان من كان !!!

صادف أن كنت في أحدى ليالي القدر بمشهد المقدسة وكان قد أعلن وصول خطيب عراقي لرواق الأمام الحجة عليه السلام الخاص بالعراقيين !
فلما حان الوقت دخل الرجل ، وأذا بالصراخ والعويل والبكاء تقول دخل المعصوم عليه السلام ليختار من في الجنة والنار ، وصار الرجل منا يجلس بعشرة سنتمر متر دون حراك ، في حين لم يقل الرجل شيء وكانت محاضرة قصيرة تفتقر وحدة الموضوع وصوت النحيب يعلوا ليخبرك كم هذا الشعب والحضور تقي وورع وقد فهم المطالب !!!
وعندما أنتهى من كلماته لتهجم عليه الناس مخلفة موجه بشرية هائله تريد المساس بثوبه وعبائته تبركا !!!
عرفت أننا شعب نفاق ، وأستعراض ، فينا مرض أصيل صناعة المقدس من دون قداسة ملموسة ، وما يستحقه المعصوم أخذه غيره ممن لو سلطت عليه كامرات الخفا لعرفت أنه أبليس بثوب القداسة !
شعب منفلت ومنقلب ومزاجي بلا أدارك أننا نضيع القضية الشيعية في العراق ونستهين بها بل نعبث بها !!!
نحن من أضعف المشروع الذي هو حلم أهل البيت عليهم السلام الذي تسعى له العقول الشيعية التي مضت مقتولة في هذا الطريق !
نحن الشعب المستحق للعذاب وتولي الفاسدين علينا ( كما تكونوا يولى عليكم ) !!!
فهل يقبل الحسين عليه السلام وأي من أهل البيت عليهم السلام أن نؤيد الفاسد ونعيد الفاسدين ومن ثبت جرمهم للقرار ؟؟؟
شعب تشرذم حول الأحزاب باطلة كانت أو محقة !
لينتج الضعف في الوحدة الشيعية المتصدية للحكم ، لتصاب القضية بالوهن ، وتعطى المبررات للأخر المتربص بنا الدوائر !!!
دعوا الناس تختار بعيدا عن دفاعكم الفارغ بأسم الوطنية التي لا تعرفوا ألا أسمها فقط ، والعقيدة فقط يوم تحتاجون حليب بقرتها الحلوب !!!
خربتوا العراق وأنهيتوا مشروع المقاومة والممانعة الذي تعده عقول صدمت بأدائكم السيء والوقح !!!
وأنا لله وأنا أليه راجعون !!!

أحدث المقالات