بالرغم من أنكِ تسيرينَ
على مسافةٍ بعيدةٍ عني
هذا يكفي
أنكِ تحبينني ،
وبالرغم من أنكِ تحملين في يديكِ زهرةً
لاتُشبهُ الزهرةَ التي أضعها دائما فوق دفتري
هذا يكفي
أنكِ تحبينني ،
وحينَ تلفظين أسماءَ تخلو من إسمي
هذا يكفي
بأنني أشعرُ
بأنك تحبينني ،
وبالرغم من أنك تتحدثين بصمت مطبقٍ
ومميتٍ معي
رغم ذلك أشعرُ
بينَ نوايا هذا الصمت المطبق والمميت
ما يشعرني
بأنك تحبينني ،
وبالرغم من غيابك عاماً وعامان
وسلامك عليّ من دون مصافحتي
هذا يكفي
أن هناك مايشجعني
على الإعتقاد
بأنك لازلتِ تحبينني ،
وبالرغم من هوسي بالقطارات
وهوسُك بالطائرات
لازلت أجزم بأنكِ تحبينني ،
ولا ضيرَ أنكِ مولعة بــ شيخوف
وأنا بــ سارتر
فهناك متشابهات غير مرئية
تشعرني بأنك تحبينني ،
وحينَ التقيتكِ
قربَ ساحة (يالطا)
أشعرَتني
طريقةُ تقديمك
لزوجك الذي كان معك
بأنك تحبينني ،
وبالرغم من كل الأشياء
التي رميناها في البحر
من جهتين مختلفتين
لكنها إستدارت
وعادت
والتّقت
قربَ الصخرةِ التي رأيتُكِ عندها أولَ مرة
تعززت قناعتي
بأنك مازلتِ تحبينني .
هناك أشياءٌ كثيرةٌ تحدثُ لي
يومياً تحدث لي
في الشوارع ، عند الموائد ، في الباصات ، بين المارة
في ثنايا العام الذي يأتي بعامٍ آخر
كلها تؤكد لي
بأنك تحبينني ،
والى الآن ..
منذ الثمانيناتِ والى الآن
لا زلتِ تسيرين على مسافةٍ بعيدةٍ عني
والى الآن …
ومنذ الثمانيناتِ والى الآن
أسيرُ بإتجاهٍ يُشعرُني
بأنكِ لازلتِ تحبينني ،