الكراهية والتطرف والحقد، ليست من الإسلام والنبي (عليه السلام وعلى أله)، بل إنها فتوى الجهد الوهابي السلفي، الذي أراد وما زال يريد، إثارة الفوضى والخراب في العالم، بعيداً عن المقومات الإنسانية، التي تجمع البشر بعضهم ببعض، فالدين بلاط المعجزات في التسامح، والحوار، والتعايش، والكرامة، وليس البغضاء، والقتل، والعنف، والإذلال.
روي عن عيسى المسيح (عليه السلام) أنه قال: (الإنسان بناء الله في الأرض ملعون من هدمه)، ترى كم من البشر يتأوه حسرة وألماً، لأنه ساهم في هدم الشعوب، وقتل الحياة فيها؟ على إن الإرهاب هو صنيعة، من صنائع الإستكبار العالمي، لجعل الدين سبباً في الصراعات، بدلاً من كونه محققاً للإنتصارات.
في اليونان القديمة كان الشيخ المتدين، يتوقف عن التنفس طويلاً، وبملء إرادته الى أن يموت، والنتيجة المفزعة لهذا التصرف، هو أن الفكر الإصلاحي لرجل الدين، يجب الإلتفات اليه وبدقة، لكنهم يلجأوون للإنتحار الأنيق الهادئ، بسبب خيبات الأمل، وعدم الإنصياع للقيم والتعاليم، فالدين مجموعة أحكام مقدسة، وليست الحرب لفظ وارد فيه.
قصة الموت المعلن، التي يبيعها دواعش اليوم، باتت سابقة خطيرة، لأنها تجعل من الدين، وسيلة للإقتتال الطائفي، والصراع المذهبي والقومي، من أجل المكاسب الدنيوية، دون الإنتباه الى مخططات الأعداء، التي تغذي وقودها بالمغرر بهم، وعن طريق الدين والكتاب السماوي المقدس، فيبقى العالم العربي مفككاً، جاهلاً، متأخراً، وقد فعلوا ذلك بإمتياز.
حجي صابر روائي أريتيري يؤكد، أن خطورة التلاعب بالتأريخ وتزييفه، قد جرى بما يلائم مصالح الإستعمار العالمي، وإظهار الحقائق مشوهة، في سياقات تخدم الأقوياء والمتنفذين، في إدارة لعبة الأمم، وهم لم يجدوا سوى الدين، ليكون مغزلاً معاقاً، يثقل عقول الشعوب بمفاهيم مزيفة، لتحويل الهزائم الى إنجازات، في سياستهم المعادية للإسلام.
لكي نقرأ واقعنا جيداً، ونتعامل بذكاء مع المعطيات والمستجدات، يجب علينا فهم ما يدور خلف أسوار البلدان، وثغورها، ومنافذها، ومختبراتها، لندرك أن المعركة مع الإرهاب طويلة، ولن تستثني أحداً في العالم، فبين العقوبات والمكافآت فرق كبير، فتحالف دولي مزيف، ومساعدات لتسليح داعش، أمر لا يعني إرادة صادقة، للقضاء على الإرهاب.
الدين الإسلامي لا ينتج عقولاً مشوهة، ولا أفكاراً منحرفة، بل هو أسس إنسانية عالمية، يراد منها تنظيم الحياة، وفق مبادئ الحرية والعدالة، لا أن نضع القوانين، ونقرها في دولتنا، ونطبعها في كتب، ونقدمها للناس، ثم تبقى القوانين بلا روح وجدوى، فتعلو موسيقى الجثث الصاخبة في مدننا البريئة، بسبب دين الظلام الخائن.