يجب لا ننسى ونحن نتحدث عن القراءة ذلك النوع الفائت من القراءة عن طريق الأذن لا عن طريق العين ونعني بهي الإذاعة , فالبرامج المذاعة ليلا كثيرا ما تتضمن إخبار مثيرة عن العالم وما يدور فيه من صراعات حول السلطة والثروات تساعد على توتر الأعصاب , أو بث موسيقى صاخبة لمطربين جدد لا نعرف أسمائهم لكثرتهم الفائضة عن الحاجة … ولما ظهر التلفزيون نافس الإذاعة في إثارة الأعصاب وتوترها بمحطات فضائية تبشرك بالدخول إلى النار و تجعلك نصف ميت.
وإنا شخصيا جربت القراءة كوسيلة لجلب النوم فهناك كتب دينية أفتش عنها في المكتبات بحماس ولهفة ولا أكمل صفحتين أو ثلاث إلا ويكون النوم قد غزا أجفاني , فليت المصاب بالأرق يلجأ إلى هذه الوسيلة الطريفة التي تخفف عنه مراجعة الطبيب وشر الصيدليات وأسعار الدواء الباهظ الثمن .
لقد أصبحت القراءة أسهل مما مضى بسبب تطور وسائل تكنولوجيا المعلومات والتواصل بين الشعوب بواسطة الانترنت ومن خلال أجهزة الحاسوب وأجهزة الآي باد والآي فون , لقد أصبح اغلب إفراد الأسرة سواء إلام والأب أو الأولاد كل لديه خصوصياته على أجهزة الحاسوب التي لا يرغب إن يطلع عليها الآخرون فالكل لديهم أصدقاء وهميون على شبكات التواصل الاجتماعي متنقلين بين غرف الدردشة عبر توتير والفيسبوك .
اليوم تستطيع إن تقرءا كافة صحف العالم عبر الكوكل وبكافة اللغات إن كنت متمكن منها لان العالم الالكتروني قدم لنا مجالا واسعا للقراءة الجادة والإطلاع على ثقافات الشعوب وعلومها الواسعة , إلا إن الأغلبية تهدر وقتها في التعارف مع الآخرين وتبادل الرسائل الفارغة والصور والنكات , وبالتالي الانعزال عن الأهل والمجتمع وعدم مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم .
والحل الذي لا مفر منه هو إن تبدأ فورا في تنشيط عقلك وليس المطلوب منك إن تكون عالما ذريا أو كاتب روايات مثل مكسيم غوركي وفيكتور هيجو .. لنؤمن بان الحياة جديرة بالعيش تلك هي القاعدة التي تطيل الحياة بجمالها وآلامها ومجدها ومعاناتها.
أخلق لنفس أهدافا تدفعك للحركة, فنحن قادرون على إن نجاهد ونبذل أرواحنا في سبيل أهداف قد لا تحققها أبدا.. أهداف قد يكون مستحيلا تحقيقها فعلا, إن عظمتك تكمن في أحلامك ولكنها لا تكون كبيرة إلا إذا ألهمتك إن تعمل وتجاهد لبلوغها وعندما تفعل ذلك فسوف تجد انك أكثر حكمة وسعادة مما كنت عليه سابقا.