حاورته – سماح عادل :
أحياناً تطربنا قصيدة شعر عامية.. موسيقى كلماتها تداعب أمزجتنا.. تزيح عنها تراب الهم، فور أن نقرأها.
تسمحيلي إني أبوس العين بعيني
واني أكتب حرف اسمك فوق جبيني
وإني أرسم ليكي ضحكة بلون سنيني
وأما يجي الحزن ليّا ف يوم ينادى
أجي أقولك هاتى شوقك وألحقيني
تسمحي لي
لما قلبي يدُق بابك تفتحي لي
وأما قلبك مرة يسأل فين حبيبك
تندهي لي
وإنك إنتي تبقى ساكنة ف قلب روحي
وأما أحب ف مرة أشوفها.. توصفي لي
وببساطة لما أقولك حاسة حُبي
تيجي جرى ف حُضن عيني وتشرحي لي
أجرت (كتابات) حواراً مع صاحب هذا الشعر، الشاعر الشاب “محمد عسل”، 32 عاماً، من محافظة البحيرة، خريج معهد فني صحي، عضو نادي أدب إيتاي البارود، أصدر ديوانين، الأول ديوان “فرح ممنوع ” دار نشر النوارس، بالإسكندرية، ديوان “ضهر الهوى” دار بنت الزيات للنشر، باللهجة العامية المصرية، شارك في العديد من المسابقات كانت بدايتها، مسابقة رابطة شعراء العامية المصرية. حصل على مركز متقدم بها، وحصل على المركز الأول في مسابقة شبكة “أوربت” الإعلامية العام الفائت، وفي مطلع هذا العام حصل على المركز الأول في مسابقة فارس القصر التي تقام بالإسكندرية وذلك في دورتها الثانية.
(كتابات): متى بدأت تكتب شعر؟
- أكتب منذ كنت طفلاً.. دون أن أعرف تصنيف ما أكتب، كنت أعبر عن كل ما يدور بداخلي وفقط.
(كتابات): لماذا اخترت التعبير من خلال شعر العامية؟
- الموهبة من الوهّاب سبحانه وتعالى.. منحني الله موهبة الشعر فوجدت نفسي في كتابته بلهجتي ولهجة بقية الناس.. ومع ذلك حاولت أن أكتب فصحى وكتبت بعض النصوص، لكني لا أجد نفسي إلا بشعر العامية.
(كتابات): هل كان سهل عليك نشر دواوينك وإظهار موهبتك للناس أم واجهتك عقبات؟
- مؤكد واجهتني عقبات وأعلم أنها لن تنتهي.. أول ديوان حاولت أن أقوم بنشره كأي شاعر، كنت سأتعرض للنصب من قبل دار نشر لا تعرف عن شرف الكلمة أو قيمة النشر شيء، ولكن استطعت أن أتخلص منها بعد معاناة كثيرة، وبعدها وفقت في اختيار دار أخرى قامت بنشر ديواني الأول وتجاوزت تلك العقبة.
- من ضمن العقبات بالوسط الثقافي المجاملات للكثيرين من غير الموهوبين وتهميش الموهوبين الحقيقيين.. وكذلك أننا أصبحنا في عصر قل فيه القرّاء ووُجدت بدائل أخرى للقراءة، ولذلك أصبحنا في تحدي مع تلك البدائل.. ووجب أن نقدم أعمال تلفت نظر المتذوق وتدهشه.
(كتابات): هل هذا يعني في رأيك أن الواقع الثقافي في مصر مأزوم؟
- ذلك مما لا شك فيه.. الواقع الثقافي يحتاج لتغيير جذري وإلي خطط جديدة وتوسع في الأفكار.. هناك عدة عوامل تسببت في سوء الوضع الثقافي من بينها كما ذكرت، “المجاملات، تهميش المبدعين، عدم إنشاء نوادي الأدب التي تعتبر مسؤولة عن تفريخ المبدعين الشباب وإرشادهم للطريق الصحيح بدورها الكافي، وعدم وضع قواعد وبنود تمنع التلاعب بالمبدعين من خلال دور النشر التي لا تهتم إلا بالنصب على كل كاتب”.. نحتاج أن نعطي الكلمة حقها، وأن نعلم الشارع أولاً ثم نقدم له الوجبة الشعورية ليتذوقها بفهم.. هناك الكثير والكثير.
(كتابات): من في رأيك أبرز شعراء العامية؟
- هناك شعراء عامية كثيرين لهم أسماء كتبت في قلوبنا.. بيرم التونسي، صلاح جاهين، عبد الرحمن الأبنودي، أحمد فؤاد نجم، مع حفظ الألقاب.. وفي الجيل الحالي الكثير أيضاً لكني مؤمن أن المبدعين يتم تقديرهم بناء على إبداعهم، ورغم ذلك هناك شعراء لا يعلم أحد عنهم شئ أفضل من الكثير من المعروفين، ولكن يحتاجوا من يسلط عليهم الضوء.
(كتابات): هل حظ المبدعين الشباب في العاصمة القاهرة أفضل من المحافظات؟
- بالفعل لأن القاهرة هي العاصمة.. ولكن مازلت أقول أن المبدع يستطيع بإبداعه أن يأتي المتذوق له وليس العكس، لكن يحتاج للكثير من المساعدات سواء من الدولة أو من القائمين على الثقافة خاصة، نتمنى أن يأخذ كل مبدع من الشباب حقه بمنتهى الصدق.
(كتابات): هل الإنترنت ساهم في وصولك للقراء؟
- هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها قرأ الناس شعري.. من قبل وحتى الآن.
وفي الختام يسعدني أهداء هذا النص إلى (كتابات)…
ناس بتاكُل.. ناس جعانة
ناس بريئة.. ناس جبانة
ناس بتنْحٙت ف الحجارة
ناس بتمضُغ ف اللـبانـة
ناس بتبكي دموع ودمْ
ناس بتضحك مِلو فٙمْ
ناس كلامهُم بٙخ سِمْ
ناس فطارهُم جوّا چيمْ
ناس عٙشاهُم.. بالإهانة