لم يخطئ المالكي بحق السعودية
نائب رئيس الجمهورية صرح بوجوب “وضع السعودية تحت الوصاية الدولية” لأنها تتجلى حيثما ذر الشيطان قرنه
“لولا وجود بيت الله فيها، ما دخل إنسان عاقل الى السعودية” بديهة متداولة في قناعات المؤمنين بحضارة السلام، التي تبنى على أساس الحديث النبوي الشريف: “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.
إنها كورة زنابير، تتآمر ليل نهار على محيطها الدولي، عابرة القارات الى مجتمعات واهنة، تحيق دمارا بها، بدل إستثمار ما أنعم الله عليها، من وفرة نفطية، وكعبة مقدسة، خيرا، راحت تستغل أموالها بالشر!
فالغنى المالي إرتقى بها ماديا، من دون ان ينقي وجدانها من أدران الخبث الطائفي.. غير العملي.. الذي لا مقابل واقعياً له، سوى في أوهامهم النازعة لبغض مستطير، تكوي شواظه الأخضر واليابس.
لحق شعبهم قدر كبير من الضرر، من دون ان يعنوا بذلك؛ لأنهم سادرون في غي البطال، تأخذهم العزة بالإثم، و”لا يحيق المكر السيء إلا بأهله”.
هوس أحمر
نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، لم يخطئ حين صرح بوجوب “وضع السعودية تحت الوصاية الدولية” لأنها باتت مهووسة بالدم، تغرس بذرة الإرهاب، وترعاها، مصدرة نواتجها الى العالم، و… حيثما ذر الشيطان قرنه، تجد للسعودية أثرا ناتئا، لن يستأصل شأفته، ويجز صوف الخروف المجرَبّ، الا المجتمع الدولي، بتوحيد كلمة السلام ضد الإرهاب.
حرفوا الإسلام عن مساره: السلام، وحرّفوا آيات القران الحكيم، فأقلقوا الشعوب المطمئنة لله ورسوله محمد.. صلى الله عليه وآله، يؤمنون برسالته السماوية المنزلة، تتم الموسوية واليسوعية على حد سواء؛ فتركوا الآيات البينات، وإحتكموا الى لي المعنى مجتزءا: “إقتلوهم حيثما ثقفتموهم”.
وعلى ضلال إجتزاء الآية من سياقها، إستقطبوا شذاذ الآفاق، يدربونهم على ذبح المؤمنين الذين لا يوافقون هواهم، نظير بذخ الأموال بإسراف على المجرمين، بينما عباد الله الصالحون يتضورون جوعا ومرضا، من دون أن يحظوا برغيف او دواء، مما تبدده السعودية على إحتقاناتها الطائفية، التي لا ينطفئ سعير غليلها، مؤكدين صحة قول الجليل، سبحانه وتعالى: “لا يحيق المكر السيء الا بأهله”.
فيض أنسام
وإذ تعلن رئاسة الجمهورية العراقية، براءتها مما فاض به المالكي، من طيب الانسام المعبرة عن وجدان ملايين البشر.. عربا وأعاجم.. مسلمين وغير مسلمين؛ فإنها تؤدي دورها الدبلوماسي على أساس التهدئة الواجب إتباعها من الساسة المحنكين، ولو على شفى جرف ينهار الى بركان الحرب.. الدبلوماسية تقتضي من الرئاسة العراقية، إطلاق بيان وربما إعتذار رسمي، فهو إسقاط فرض تقتضيه التقاليد الدبلوماسية، لكن لا يوجد كائن على وجه الارض ولا تحت ثراها، إلا وقال للمالكي، من صميم وجدانه: “صح لسانك أبا إسراء” بدءا من أعلى الشخصيات في دول العالم بما فيها العراق مرورا بالمنظمات الدولية، ومن ضمنها الأمم المتحدة، وإنتهاء بموظف الطابعة الذي نضد بيان رئاسة الجمهورية، التي عدت تصريح المالكي شخصيا وليس رسميا.
بل يتضامن مع جرأة الطرح المالكي، حتى ملقن الانترنيت الذي بعث البيان الى المهجوم الملكي في الرياض؛ لأن السعودية منبع الإرهاب، بإحالتها الى محكمة دولية، يجف.
سوف يلتف سوء عملها عليها؛ ما يعيدنا للآية الكريمة: “لا يحيق المكر السيء الا بأهله” مرة ثالثة، وسنعود إليها حتى ما لانهاية؛ لأن كل تصرف لا إنساني تقدم عليه مملكة الشر، يقربها من التآكل، مثل أفعى عضت ذيلها؛ فالكافر يؤاخذ بذنوبه.
منخران راعفان
تطلق الإرهاب الى دول العالم، مع الماء والهواء والضوء، من خلال الفضائيات الموتورة، والقتلة المأجورين، الذين تحولوا من افراد خلال السبعينيات، الى مجاميع في الثمانينيات، وخلايا تنظيم “القاعدة” في التسعينيات، وإنتهوا بالتحول الى جيش “داعش” الذي سيفرغ لآل سعود و… يحقق الآية الكريمة للمرة الرابعة.
منذ تأسيسها، كدولة وهابية، حرضت على محاربة دول الإسلام؛ لتفنيد الدين نفسه، دأبا على المنهج الإسرائيلي المعروف: “وداوني بالتي كانت هي الداء” تفنيد الشيء بتكريسه مشوها.. وما أقسى تشويه آل سعود، للإسلام، بنشر إنموذج إبن السفاح.. محمد بن عبد الوهاب، الذي يروى أنه كلما دخل ضريح الإمام علي.. عليه السلام، رعف منخراه!
تحت هاجس الرعاف، نسجت الوهابية فتاواها، لمقوم إجرائي، ينبع من جوهر الإسلام ويصب في الحياة؛ بإعتبار الدين رحمة، فحولوه الى نقمة، ويسر أحالوه عسرا، وهو تسامح، جعلوه ضغائن وأحقاد و… تبت يدا عبد العزيز آل سعود، وتب حلفه مع الشيطان محمد بن عبد الوهاب، إبن السفاح الذي لا يعرف له نسب، وتدور الشكوك حول أصله، مرجحة أنه حبر يهودي، وهذا ليس مستغربا، بالقياس الى فتاواه الفظيعة.