لنقف في ذكرى يوم الشهيد العراقي، لنستذكر إخواننا من الذين باعوا أنفسهم، وأسترخصوا دمائهم دفاعا عنا، وعن وطننا، ومقدساتنا، فنالوا كرامة الدنيا، والمراتب العليا في الآخرة.
هؤلاء الأبطال بالغوا في التضحية، والفداء فهم كاصحاب الحسين(عليه السلام)يستأنسون بالمنية، كأستأناس الطفل الرضيع بثدي أمه، فهم ضاحكون مستبشرون، كأنهم في زفة عرس، بهذه المعنويات العالية، والقلوب القوية، والإيمان الراسخ، وقف مجاهدونا الشجعان، ملبين نداء البمرجعية، كما لبى أصحاب الحسين نداءه يوم الطف، تلك الفتوة التي جاءت بإلهام رباني، وغيرت موازين القوى لصالحنا.
ومنذ ذلك الحين تزايد أعداد المتطوعين، حتى غصت بهم المعسكرات، وضا قت بهم الأماكن، فأنخرطوا مع الفصائل المقاومة، فتشكلت هيئة الحشد الشعبي، من مقاتلين عقائديين، تطوعوا برغبة وإيمان، وعقيدة حقة، فأدخلوا في قلوب الأعداء من الدواعش الرعب، وأصبحوا قوة ضاربة، أقلقوا حتى الدول المجاورة، ممن يتناغمون مع الإرهاب.
في هذه الأيام ومع الإقتراب، من واحد صفر ذكرى يوم يوم الشهيد العراقي، نستذكر جميع شهدائنا، سواء من سقط بالأمس، على يد المقبور صدام، أو شهداء اليوم، فالظلم وأن تعددت الأزمان والأماكن، فهوا واحد، والشهداء جميعا في عليين، عند مليك مقتدر.
أن معارك تحرير العراق، من رجس الدواعش، ماكانت تتحقق، لولا دماء هؤلاء الشهداء وبسالتهم، فضربوا لنا أمثلة في التضحية والفداء، فمنهم من قطعت يده، فيقاتل بالأخرى، ومنهم من تقطع رجله، فيقاتل على كرسي متحرك، ومشاركة كبار السن، في جهات القتال، فأعطوا الزخم المعنوي للمقاتلين الأبطال، فأستشهد الكثير من الشيبة، كحبيب إبن مظاهر، فهولاء المجاهدين، كأصحاب الحسين(عليه السلام) كما وصفهم بعض العلماء، والأمثلة المشرفه كثيرة لا مجال لذكرها.
الإحتفاء بيوم الشهيد، يتزامن ذكرى إستشهاد، السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) فكان أول الشهداء، بعد(2003)وتولت قوافل الشهداء من بعده، لولاء دماء الشهداء، لكنا في عداد الأموات، فهم دفعوا شر الأعداء، ومنعوهم أن يصلوا إلينا، فلهم في أعناقنا دينا، ومن الواجب رعاية عوائل الشهداء، كل قدر إستطاعته، وبهذا سيزيد الزخم المعنوي، ويتحقق التكافل الإجتماعي، بين أبناء الوطن الواحد.
مادام للعراق رجال، يفدون بأنفسهم من أجل العراق، فلتقر الأعين، وتطمئن القلوب(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).