وائل شاب غريب الأطوار, يتخيل أمور ليست موجودة, لعقد نفسية تلازمه, فيعتقد انه كاتب عظيم الشأن, وجاءت المنجزات التكنولوجية, لتسهل له الوهم, فأصبح يأخذ مقالات الكتاب المعروفين, ليكتب اسمه فوقها, وينشرها بكل فخر, وعندما يتكلم يشعرك بمقدار الخواء الذي يحمله, لكنه يحس انه الخطيب المفوه, فلتة الزمان, وفريد عصره, وبدا المرض يكبر, في زمن كثرة المداحين, ليتحول إلى لص مريض لا شفاء له.
السرقة الفكرية, مثل أي سرقة أخرى, شخص يأخذ حق الآخرين بالسر, ثم يعتبره ملكا له, يتصرف به كما يشاء.
السرقة الفكرية تدلل على فقر اللص فكريا, لذا هو يتعكز على مقدرة الآخرين في التفكير, فيبقى مستسلما للكسل, منتظرا الآخرين يكتبون ثمرة أفكارهم, ليقوم بالنسخ واللصق, الساحة العراقية ممتلئة حد التخمة من هؤلاء, أشباه الكتاب, الذي واقعهم بائس, لكن الحياة الغريبة, تعطيهم جهد غيرهم, فلا حساب, ولا مراقبة, مما جعلهم يستمرون باللصوصية المرة بعد المرة, ليتحولوا إلى لصوص محترفين.
عبد الباري عطوان, الكاتب العربي المعروف, كتب مقال قبل أيام عن الانجاز الإيراني, وحلل في مقالته كيف انتصر الإيرانيون على الكبار, ليأخذوا حق غيب عنهم لسنوات, فإذا بثلة من لصوص المقالات المحليون, من أصحاب الخبرة في النسخ واللصق, يضعون نسخ مقلدة وركيكة, لمقالة عطوان الرائعة, والأدهى إن كثير من الصحف والمواقع, تنشر مباشرة ما يصل أليها, من دون تمحيص, لتكون شريكة في السرقة.
العيب الكبير أن تصنع مجدا من كومة قش, فان جاءت الرياح أخذته منك, أن ممارسة النسخ واللصق, لأفكار الآخرين من الكتاب الحقيقيون, لن تجعل منك كاتباً مرموقا, وستكشف الأيام ضحالة باطنك, وتذكر أيها اللص, انك بهذا السلوك المشين, مارست عدة أنواع من القبائح , أولها السرقة, وثانيها الكذب, حيث تدعي ما ليس لك, وثالثها النفاق, انك تتزلف للآخرين بسرقاتك, كي ترضيهم, ورابعها انك تمارس نوع من تسفيه وعي المجتمع, بجعل الناس تصدق أكذوبتك, فانظر لقبح فعلك.
وائل وأمثاله من لصوص الأفكار والكلمات, سيموتون, في تلك اللحظة التي يختفي فيها العم (كوكل), فمجال البحث الالكتروني, هو سر وجودهم الطارئ.