بعد مفاوضات أشغلت وسائل الاعلام العالمية والمحلية لأسابيع و أشهر ،وبعد جهد مضني للمفاوضين من الطرفين ، أطل علينا الاتفاق النهائي بحلته الاخيرة لتحتفل ايران ب ( عرس نووي) حسب تصريحات احد مسؤوليها،حيث عمت مظاهر الاحتفال شوارع العاصمة الإيرانية طهران و تعالت خطابات وتصريحات المسؤولين الإيرانيين فرحاً بهذ الاتفاق و اطلقو العنان لتبريكاتهم وتهانيهم التي لا تكاد تنتهي، حيث صرح السيد جواد ظريف ان هذا الاتفاق يضمن لإيران حقها في بناء برنامج نووي سلمي ظمن إطار اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وان ايران سوف تواصل جهودها في برنامج نووي سلمي متطور لأغراض الطاقة ، سوف يقابل هذا الاتفاق برفع العقوبات المفروضه على ايران والتي انهكت اقتصادها و حطمت قيمة التومان الايراني امام العملات الاخرى ، هناك نتائج تترتب على رفع العقوبات منها فتح المجال امام النفط والغاز الإيرانيين بالتدفق الى الاسواق العالمية التى سوف ترفع من قيمة الواردات المالية التي تنعش اقتصادها،
رحبت روسيا بهذا الاتفاق واعتبرت انه خطوة أساسية للاعتراف ببرنامج نووي إيراني لأغراض سلمية، واضافت الخارجية الروسية ان هذا الاتفاق سوف يكون له تأثير إيجابي على المنطقة وان ايران سوف تكون قادرة على حل الكثير من المشاكل و النزاعات في الشرق الأوسط، واعتبرت روسيا ان ايران حليفاً استيراتيجاً في المنطقة ومن حق دولة مثل ايران ان تتمتع ببرنامجاً نووياً سلمياً غير مشروط ، ولا تعتبر ان ايران هي مصدر قلق دولي وإنما هي لاعب أساسي في المشهد الإقليمي ،
يقابل هذا كله بقلق دولي بشأن ما توصل اليه الاتفاق الأخير ، يكاد الجمهوريين لا يخفون قلقهم وعدم رضاهم على بنود هذا الاتفاق و هم بصدد إقرار قانون يلزم الرئيس بالعودة الى الكونغرس في بعض القضايا الحساسة حتى لو كانت من ضمن صلاحياته،وقد افاد بيان رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر “ان معايير الاتفاق النهائي تشكل فارقاً مقلقاً مع الأهداف الرئيسية التي حددها البيت الأبيض “،حتى الرئيس الامريكي باراك اوباما نص بيانه بخصوص الاتفاق النووي على “انه اتفاق غير مبني على الثقة وإنما مبني على المراقبة الدائمة” وان بنود هذا الاتفاق نافذه لفترة زمنية قدرها عشر سنوات وبعضها خمسة عشر سنة في حال لم تخل ايران بأي بند من بنود هذا الاتفاق،
اما الرئيس الاسرائيلي عبر عن هذا الاتفاق بالخطأ التاريخي وأضاف ان بلاده غير ملزمه بهذا الاتفاق، واعتبر ان امتلاك ايران لبرنامج نووي هو مصدر قلق لأمن اسرائيل وان بلاده لن تسمح بذلك وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي، وتضاعفت تحذيراتها حتى لوحت الى استخدام القوة العسكرية،
اما دول المنطقة فهي بصدد اتخاذ إجراءات تسعى من خلالها للحد من قدرات ايران النووية و السعي لامتلاك برنامج نووي مماثل للبرنامج الايراني ، وتعد دول الخليج اكثر بلدان المنطقة تخوفاً و على رأسها الملكة العربية السعودية التي هي بصدد انشاء برنامج نووي مدروس بمساعده أمريكية، حيث ان الوليد بن طلال هو في زيارة غير معلنه الى اسرائيل يجمع عليها الملئ انها بخصوص السباق النووي في المنطقة، ربما تحمل هذه الزياره في طياتها تعبيراً عن سخط المملكة ازاء هذا الاتفاق او من المحتمل تكون لغرض أخذ موافقه مبدئية من الجانب الاسرائيلي بخصوص برنامج نووي سعودي ،
رغم إتمام الاتفاق الناتج عن مفاوضات ال٥+١ يبقى العالم مترقباً للأحداث التي قد تترتب عليه وخصوصاً ردة الفعل الإسرائيلية التي ربما تشعل المنطقة وتقلب التوقعات، اما ردة فعل بعض الدول حتى لو كانت دول حليفة وصديقة مثل السعودية والكويت و مصر سوف تكون ردات فعل خجولة لا تتجاوز الاستنكار وعدم الرضى.