23 نوفمبر، 2024 4:36 ص
Search
Close this search box.

من لا يشعر بالراحة في مكانه فليغادر!

من لا يشعر بالراحة في مكانه فليغادر!

بين المد والجزر، تتأرجح القوانين المهمة، في خضم السجالات السياسية، والتي يدفع ثمنها الأبرياء، الذين تزف أرواحهم، نحو مقابر الحياة فيتركوننا، دون وادع أو رسالة، توضح أسباب دفنهم، رغم أنهم إستبشروا خيراً، بالحرية الوافدة الينا.
البيت الأخضر المحصن، بأنواع متطورة من أجهزة المراقبة والتنصت، يبدو وكأنه مصنوع من طين، يسكنه المسؤولون في الحكومة ظاهراً، بإعتباره وطناً لهم ويشعرون بالراحة فيه، على أن خارج أسواره، تعيش الحياة مسرحية، أبطالها الجماهير الكادحة.
حب الوطن من الإيمان، هذا ما تعلمه العراقيون، من تأريخهم العلوي الناصع، لأنهم تعودوا طرق باب الوجه، والألم يسرع بالجواب، وتصنع أرواحهم المنتصرة ملاحم خالدة، جعلتنا في طفولة دائمة، نحو الشهادة، والعطاء، والخلود ما بقينا.
أمام منعطفات خطيرة تمر بها بلادنا، مفترض إقرار كل ما يخدم المجتمع، لان الأساس في تشكيل الحكومة، إجماع الكتل السياسية مبدئياً، على البرنامج الحكومة، فلماذا هذا التنصل من مسؤولياتكم، التي ستحاسبون عليها عاجلاً أم آجلاً؟
الساسة الذين لا يعجبهم هواء المنطقة الخضراء، الأجدر بهم المغادرة، لأن الإخلاص والإبداع، غائبان تماماً عن شخصياتهم الورقية والرملية، وإلا ما فائدة وجودهم في مراكز القرار السياسي، والشعب يعيش المصائب والمحن تباعاً، ولا أمل يلوح.
الإرهاب صنيعة من صنائع المجتمع، سواء أكان المصنع محلياً، أو عربياً، أو إقليمياً، أو عالمياً، وحتى صهيونياً، لكن الأهم من هذا هو كيف سمحتم له بالتمدد، على حساب عقولنا؟ إنها صراعاتكم التي لا تنتهي أبداً.
داعش يعلم سركم وجهركم، ويعلم ما تكتسبون، لأن الفساد والقتل بأنواعه، صفة مشتركة لأغلب العاملين، في عالمنا السياسي العراقي المتناقض، بين تجار الدم، وصناع الظلام، وهم ليسوا قلة نظراً، لما يعتري الوضع من إنعكاسات خطيرة.
الكلام عن الديمقراطية، والحريات، والنزاهة لن يجدي نفعاً، إذا بقي الفاسدون في مكانهم، رغم أنهم لا يحبون أماكنهم، فهم هائمون بالإمتيازات، والمكاسب، أما العراق وأهله، فهما يعيشان حواراً، بين جرحين لا يسكنا أبداً من الألم.
أفضل ما يدركه هؤلاء الفاسدون، أن عروشهم باقية رغم عطبهم الفارغ، ولا يهم كم من أوراق الأشجار النضرة تسقط، وتقضي نحبها من أجل العراق، فتأريخ الفاشلين تملؤه الأكاذيب، التي ما عاد أحد من البسطاء ليصدقها.
أيها الساسة الفاشلون: دعوا كراسيكم، فإنها خلقت لأناس ليسوا مثلكم، فأنتم مهتمون بإثارة الفوضى في كل شيء، لذا غادروا بسرعة، إن كنتم لا تشعرون بالراحة، والأجدر أن تشعروا بالخجل، لكن ذاكرتكم مفخخة بالأطماع، فقط غادروا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات